الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
جريمة هاناو العنصرية، الموت القادم.. من الغرب
جريمة هاناو العنصرية، الموت القادم.. من الغرب

في مدينة هاناو الألمانية وتمام الساعة العاشرة ليلاً من مساء البارحة يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر شباط لعام ألفين وعشرين، قام رجلٌ ألماني عمره 43 عاماً يدعى توبياس.ر بالدخول إلى مقهى (شيشا بار) يتواجد فيه الأجانب وإطلاق النار بشكل عشوائي على المتواجدين، ثم انتقل الجاني إلى مقهى آخر قريب من موقع الجريمة الأول بأقل من كيلو متر واحدٍ وأيضاً قام بإطلاق النار. ركب سيارته وعاد إلى منزله لتلاحقه الشرطة إلى هناك بعد ذلك بحسب ما أخبرهم الشهود ليجدوه في شقته مقتولاً وبجانبه جثة والدته البالغة من العمر 72 عاماً. ولم تؤكد المصادر حتى الآن إن كان القاتل قد مات مقتولاً أم منتحراً.


بلغ عدد ضحايا هذه الجريمة العنصرية حتى الآن 9 قتلى معظمهم من الأكراد و 5 أشخاص في حالة حرجة كما تشير المصادر. جدير بالذكر أن القاتل يحمل رخصة سلاح وهو قناص متدرب بشكل جيد ورياضي.




كما أعلنت الشرطة صباح يوم الخميس 20.02.2020 أنه تم العثور على خطاب اعتراف وشريط فيديو في شقة القاتل. كلاهما يجري الآن تقييمها. في رسالته، يتحدث القاتل، من بين أشياء أخرى، عن الحاجة إلى تدمير بعض الشعوب التي لم يعد من الممكن طردها من ألمانيا، وعن كرهه لأصحاب البشرة الملونة عدا البيضاء من الأجانب، وكذلك العرب والأتراك. كما قام قبل أيام قليلة من الجريمة بنشر فيديو على يوتيوب يتحدث فيه باللغة الإنجليزية بطلاقة عن "رسالة شخصية لجميع الأميركيين". يتحدث فيه عن منشآت عسكرية تحت الأرض في الولايات المتحدة حيث تعرض الأطفال لسوء المعاملة والقتل، وأنهم - أي المواطنون الأمريكيون- يجب أن يستيقظوا ويحاربوا هذه الأوضاع. لا يحتوي الفيديو بحسب الشرطة على أيَّةِ إشارة إلى عمل إرهابي وشيك في ألمانيا، كما لم يعد متاحاً على الانترنت.












خلال الأسبوع الماضي وتحديداً يوم الجمعة 14.02.2020 قامت الشرطة الألمانية بالإعلان عن قبضها على خلية يمينة متطرفة من 12 شخصاً كانت تنوي تنفيذ هجمات ضد المسلمين والسياسيين واللاجئين بهدف خلق حالة أشبه بحرب أهلية وهز نظام الدولة والمجتمع في ألمانيا للإطاحة به. ومن أجل ذلك تم تنفيذ حملات أمنية واسعة النطاق شملت ست ولايات ألمانية وهي: راينلاند بفالز، ساكسونيا السفلى، ساكسونيا إنهالت، بافاريا، بادن فورتمبرغ، وأخيراً شمال الراين فيستفاليا.






كما وقام الآلاف من المناهضين للإسلام يوم الاثنين من الأسبوع الماضي 17.02.2020 بالتظاهر ضد المسلمين في مدينة دريسدن الألمانية ما أدى لبدء المسلمين في ألمانيا في اليوم ذاته بحملة شملت كل ألمانيا مطالبين بحمايتهم في مساجدهم.




جدير بالذكر أن الأحزاب اليمينية المتطرفة بدأت بالصعود أكثر في ألمانيا نتيجة سياسة الباب المفتوح التي اعتمدتها المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل منذ العام 2015 ودخول عدد كبير من طالبي الحماية واللجوء إلى ألمانيا. حيث زاد حزب البديل من أجل ألمانيا AFD  من حدّة انتقاداته مطلع العام 2017 بعد أن وصل للبرلمان الألماني (يشارك هذا الحزب بمئة نائب منه للمرة الأولى في البرلمان الألماني منذ الحرب العالمية الثانية) وقام بالتركيز في خطابه الإعلامي دائماً على الجرائم التي نفذها بعض طالبي اللجوء لانتقاد سياسة الباب المفتوح، الأمر الذي أدى لخلق حالة كره للأجانب، وبطبيعة الحال لزيادة جرائم التطرف والعنصرية ضد اللاجئين.




من جهتها قامت قبل قليل المستشارة ميركل بنشر كلمة مصورة لها تعليقاً على الجريمة تضامنت فيه مع عائلات الضحايا وتمنت الشفاء العاجل للجرحى وأدانت العمل الإرهابي. كما ووعدت بمتابعة مجريات التحقيق فيها وكشف جميع ملابسات الجريمة والتواصل بشكل شخصي مع الجهات المعنية.




ختاماً فإن الجاني في جريمة هاناو كان قد أعلن صراحة في رسالته أن جريمته قائمة على دوافع عنصرية ضد أصحاب البشرة الداكنة، يبقى السؤال الملح الآن: ما الذي يمكن فعله في ألمانيا لتدارك زيادة معدلات الجرائم الإرهابية القائمة على التمييز على أساس لون البشرة أو المعتقد الديني أو اللباس؟


ليفانت - لونا وطفة


 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!