-
حوار مع المحلّل السياسي السعودي دكتور أحمد الفراج
- أحمد الفراج لـ”ليفانت نيوز”: خريطة الأعداء تغيرت في المنطقة وتركيا وإيران الأخطر
- أحمد الفراج يجيب “ليفانت” على السؤال الأصعب: هل تحذو دول خليجية خطى الإمارات في اتفاق السلام مع إسرائيل؟
- أحمد الفراج لـ”ليفانت نيوز”: ضغط أمريكي على أردوغان وراء موقفه والسراج من وقف إطلاق النار في ليبيا
–اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي يحرّك المياه الراكدة بالقضية الفلسطينية.
-عقد دول خليجية أخرى لاتفاقيات سلام مرهون بإثبات إسرائيل حسن النوايا.
-لا تعارض بين “الاتفاق الثلاثي” وبين مبادرة السلام العربية.
-أردوغان يتاجر بالقضية الفلسطينية لخدمة أجندته بالمنطقة.
-دول الخليج واعية لمخططات أردوغان التوسعية وتنسيق عربي لمجابهته.
-أردوغان يخدم سياسات قوى كبرى مثله مثل حكام قطر.
-تركيا لها أطماع لا تقل خطراً عن إيران إن لم تكن أسوأ.
-اتفاقية تعيين الحدود بين مصر واليونان أغلقت الطريق على أردوغان في المتوسط.
-مصر نجحت في كسب المعركة “سياسياً” في ليبيا ولا أتوقع تدخلاً مصرياً عسكرياً في ليبيا قريباً.
-فوز ترامب بولاية ثانية وعقد دول أخرى اتفاقيات سلام مع إسرائيل يساعد الإخوان كَتنظيم إرهابي.
-قطر ساهمت بأموالها في تغلغل تنظيم الإخوان في المجتمع الأمريكي.
-لا يوجد أي حروب تلوح في الأفق بالمنطقة ومصر ودول الخليج لا يريدون.
-الشعوب العربية لن تتجاوب مع أي مخططات لنشر موجة ثانية من الثورات.
يضعك الترحيب العربي الواسع، الذي لاقاه اتفاق السلام الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي، من المحيط للخليج، في مواجهة السؤال الأبرز، وهو، هل ستحذو دول خليجية خطى الإمارات قريباً، لاسيما بعد وصف الاتفاق الثلاثي بالتاريخي، والذي جاء بعد أكثر من ربع قرن على آخر معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
“ليفانت نيوز” التقت الدكتور أحمد فراج، المحلل السياسي السعودي، الذي بدوره، رهن اتخاذ دول خليجية خطوة مماثلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يتعلق باتفاق سلام مع إسرائيل، بحسن نوايا الأخيرة، ومساعدتها في حلحلة القضايا العالقة بينها وبين الفلسطينيين.
وفنّد الفراج في حواره المطول، مزايدات النظام التركي الذي لم يجد حرجاً في شجب اتفاق سلام مع دولة كانت بلاده أولى الدول الإسلامية اعترافاً بها، بل والأكثر من ذلك تعدّ أنقرة من كبرى مستوردي السلاح من تل أبيب، فضلاً عن تبادل فتح السفارات.
وأكد الدكتور أنّ دول الخليج واعية لمخططات أردوغان التوسعيّة، وأنّ هناك تنسيقاً عربياً على مستوى لمجابهته، مشدّداً على أنّ أطماع تركيا في المنطقة لا تقلّ خطراً عن إيران إن لم تكن أسوأ.
وتبنّى المحلل السياسي المخضرم “أحمد الفراج” وجهة النظر التي ترى أنّ خريطة الأعداء تغيّرت في المنطقة، بشكل جذري، لافتاً إلى أنّ تركيا وإيران هم أخطر على المنطقة من إسرائيل.
ويرى “الفراج” أنّ اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي يحرّك المياه الراكدة بالقضية الفلسطينية، وأنّه لا تعارض بين “الاتفاق الثلاثي” وبين مبادرة السلام العربية عام 2002، بل إنّ اتفاق السلام من شأنه إحياء المبادرة.
وإلى نص الحوار:
-بداية برأيكم، كيف ينعكس اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي على الملف الفلسطيني الذي يعاني من ركود لسنوات طويلة؟
الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بكل تأكيد لصالح القضية الفلسطينية، لأنّ أحد أهم مكاسبه وقف تجميد ضم أجزاء من الضفة الغربية. منذ ٢٠ عاماً لم يحدث أي تطور، فلا شك أنّ أي خطوة تحرّك المياه الراكدة فهي في الاتجاه الصحيح.
وأعتقد أنّ أيّ سلام مع إسرائيل سيكون لصالح القضية، ولعلنا نتذكر الجهود الكبيرة التي كان يبذلها الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك، لصالح القضية الفلسطينية بسبب تواصله المباشر مع ساسة إسرائيل.
-ما ردّكم على من يدعون أنّ الإمارات قدّمت اتفاق السلام كطوق نجاة لترامب مع قرب الانتخابات الأمريكية؟
لا أعتقد أنّ الإمارات ستغامر لعقد اتفاق مع إسرائيل لصالح الرئيس الأمريكي، لأنّ علاقة الإمارات مع أمريكا علاقة إستراتيجية لا تتأثر بغياب رئيس وحضور آخر.
ثانياً، الإمارات لا يمكن أن تغامر لخدمة سياسي أمريكي، ما لم تكن مقتنعة أنّّ هذا الاتفاق قرار سيادي يأتي لصالح الإمارات، أولاً وأخيراً.
ثالثاً، اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل يعتبر من السياسة الأمريكية الخارجية، وهي لا تهم الناخب الأمريكي كثيراً، لذا ليست من ضمن القضايا التي تحدّد مصير الرئيس الأمريكي، هل سيفوز أم سيخسر.
-هل ترى تعارضاً بين الاتفاق الثلاثي وبين مبادرة السلام العربية عام 2002؟
ليس هناك أيّ تعارض، لأنّ المبادرة مضى عليها سنوات طويلة ولم يحدث أي تطور منذ إبرامها، كما أنّ المبادرة العربية مبادرة صريحة وواضحة وباقية. وأعتقد أنّ الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ربما يساعد في تحريك هذه المبادرة.
-في المقابل.. ما المطلوب من إسرائيل لاسيما بعد اتفاق السلام الثلاثي؟
المطلوب من إسرائيل حسن النوايا، يعني الإسرائيليون يقولون أنّهم يريدون السلام ويريدون الأمن والاستقرار لإسرائيل ولجيرانهم العرب، لنرى هذا وعلى حسب ما تفعله إسرائيل سيكون رد فعل بقية الأطراف العربية.
-هل تعني أنّ دولاً عربية قد تحذو حذو الإمارات قريباً؟
لن تحذو دول خليجية حذو الإمارات إلا عندما يشاهدوا حسن النوايا والمساعدة الإسرائيلية في حلحلة القضايا العالقة بينها وبين السلطة الفلسطينية.
كلما تفاعلت إسرائيل أكثر وأثبتت للأطراف الأخرى أنّ هذا السلام جاء لصالح القضية الفلسطينية، لا شك أنّ هذا يشجع أطرافاً أخرى على عقد مبادرات السلام.
-لكن عقب الإعلان عن اتفاق السلام الثلاثي، سرعان ما خرج النظام التركي مهاجماً الاتفاق ومهدداً بقطع العلاقات مع الإمارات وسحب سفيره، ما تعليقك؟
موقف الرئيس التركي ضد اتفاق الإمارات وإسرائيل يدعو للسخرية، لأنّه دولة تطبع مع إسرائيل وتشجب اتفاق سلام تبرمه دولة أخرى مع إسرائيل، هذا بحدّ ذاته ينطبق عليه قول الشاعر المتنبي “ولكنه ضحك كالبكاء”.
ولطالما ردّد الرئيس التركي أنّ علاقاته مع إسرائيل لصالح القضية الفلسطينية، وهو في الحقيقة يتاجر بالقضية الفلسطينية لخدمة تركيا والأجندة الخاصة به في المنطقة، وبكل تأكيد لم يفعل شيئاً للقضية الفلسطينية.
أردوغان لديه سفارة في إسرائيل، وإسرائيل لديها سفارة في أنقرة، وعلاقات أردوغان مع إسرائيل قوية وصلبة، بل وأفضل علاقات تركية إسرائيلية حدثت في عهد أردوغان. مثلاً لا يخفى على أحد أنّ المصانع التركية تصنع قطع سلاح للجيش الإسرائيلي، الطيران الجوي الإسرائيلي يتدرّب في أراضي تركيا. باختصار ما صدر عن تركيا متاجرة ومزايدة غير مقبولة.
-وما هي قراءتك لدوافع هذه المتاجرة التركية باتفاق السلام؟
أردوغان يعلم جيداً أنّه إذا عقدت دول عربية مثل ما فعلته الإمارات وتبعتها دول أخرى اتفاقيات سلام مع إسرائيل، فإنّ هذا يسحب البساط من تحت أقدامه ولا يعطيه الفرصة للمتاجرة بقضية فلسطين، خصوصاً لدى أتباعه من الإخوان، وكذلك التلاعب بمشاعر الفلسطينيين.
-وما تعليقك بشأن الترويج لفكرة أنّه “لا يمكن إقامة علاقات مع العدو الإسرائيلي”؟
لدينا مشكلة أزليّة أنّ شريحة من الشعوب العربية ما زالت تصرّ على الطريقة القديمة. على مدى 70 سنة، ماذا حصلنا من الشعارات؟ كان هناك مبادرة للرئيس التونسي الحبيب بورقيبة عام 1973، وسخر منه العرب وقاطعوه، ثم جاءت مبادرة الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1977، وقاطعه العرب، واتضح بعد كل هذه السنوات أنّه إما أن يكون هناك سلام، وإما أن تستمر القضية معلقة في ظلّ التعنّت الفلسطيني.
هناك مكاسب لا نستطيع الحصول عليها بالطرق الشرسة، إسرائيل قوة إقليمية تملك أسلحة نووية مدعومة من معظم قوى العالم الكبرى، وربما يكون السلام هو الحل في المرحلة الراهنة، ويكون خير لصالح الشعوب العربية.
-هل تعني أنّ خريطة الأعداء تغيّرت في المنطقة؟
نعم تغيرت جذرياً، في السابق كنا نقول إسرائيل هي العدو، لكن بعد عام 1979 ومجيء حكم الملالي أصبحت إيران تشكل خطراً، ونرى ذلك اليوم وكيف أنّ طهران تتوسع وتحتلّ 4 دول عربية.
وخلال العشر سنوات الماضية، ومع موجة الربيع العربي، أصبح واضحاً أنّ تركيا لها أطماع لا تقلّ خطراً عن إيران، وتماثلها، إن لم تكن أسوأ من الأطماع الإيرانية في المنطقة.
-إذاً ترى أنّ إيران وتركيا الأخطر على الدول العربية؟
قطعاً، إيران وتركيا أخطر عدو في المنطقة، ودعونا نتذكّر كيف تم استهداف المملكة خلال السنوات الأخيرة بالصواريخ الحوثية.. إذا أردنا أن نعرف من هو العدو الحقيقي، فلنسأل من الذي ضرب حقول النفط، ومن الذي ضرب مدن المملكة، بما فيها مكة المكرمة؟ هل إسرائيل من فعلت؟ هل هددت حتى بضرب المملكة؟ طبعا لا، بل إيران وأذرعها هي من قامت بالعمل وتركيا أيدت.
-بالحديث عن أطماع تركيا، ما هي قراءتك لمآرب ومخططات أردوغان التوسعية في المنطقة؟
لا شك أنّ التدخلات التركية في المنطقة مزعجة جداً، الآن تدخله في سوريا أجّج الأوضاع وما زال يؤجّجها وتدخله في ليبيا أعادها لنقطة الصفر ولسيطرة المليشيات والتمزّق والحالة السياسية والاقتصادية المتردّية.
أردوغان مثله مثل إيران، لا يكاد يدخل منطقة إلا ويجلب معه الدمار، هو يتمدّد الآن في سوريا وليبيا، وأخيراً لبنان، ويطمح في التمدّد في الخليج عن طريق الإخوان، باعتبارهم أهم أدواته، لكن دول الخليج واعية جداً لمخططاته التوسعية.
وحتى لا يزايد علينا أحد بأنّ أردوغان حاكم مستقل، هو فقط يخدم سياسات قوى كبرى مثله مثل الشيخ خليفة بن حمد وابنه الأمير تميم.
-كيف ترى مستقبل أردوغان السياسي؟
لا أتوقع أنّ أردوغان سيستمرّ في سياساته أو يسمح له بالاستمرار لأنّ هناك مناهضة داخل تركيا لسياسات أردوغان. الاقتصاد التركي يترنّح والسياحة في أسوأ أحوالها.
الشعب التركي انتخب أردوغان لأنّه وعدهم بتحقيق الازدهار، لكنه اكتشف أنّ رئيسه يحقّق طموحات حزبية قائمة على التدخل في شؤون الدول، والتوسع على حساب الداخل التركي. أردوغان يعاني داخل تركيا، ومعظم دول العالم تعرف ذلك وتجابهه وستجابهه بشكل أشدّ مستقبلاً. أحمد الفراج
-برأيك.. كيف ستتم مواجهة مخططات أردوغان وأطماعه؟
هناك تنسيق عربي على أعلى مستوى لمواجهة المخططات والطموحات التوسعية التي يقودها أردوغان، الذي في رأيي يعاني من جنون عظمة وغباء سياسي، فهو يتوهم أنّه قادر على إعادة الإمبراطورية العثمانية ويخفى عليه أنّ خارطة العالم تغيرت.
ليس فقط العالم العربي من يقف ضد طموحات أردوغان التوسعية، حتى أوروبا وأمريكا وروسيا بدأت تظهر أصوات داخلها، تتحدّث أنّ أردوغان تجاوز حدوده، فلا يمكن أن يسمح لزعيم طامح متهور أن يتدخل في منطقة مهمة للقوى العظمى على حساب مصالحها.
-كيف تقرأ الموقف التركي في ضوء التوافق بين البرلمان الليبي وحكومة الوفاق على وقف دائم لإطلاق النار وإخراج المرتزقة وإنهاء التواجد القطري والتركي في ليبيا؟
من الواضح أنّ دخول تركيا في ليبيا لم ترضَ عنه حلفاء أمريكا في المنطقة، وهم مصر والسعودية والإمارات. في النهاية رد الفعل المصري جاء قوياً، بأنّها لن تسمح بتواجد تركي في ليبيا.
لذا في رأيي، اتفاقية تعيين الحدود بين مصر واليونان أغلقت الطريق على أردوغان في المتوسط من جهة، وحلفاء أمريكا في المنطقة ضغطوا على الإدارة الأمريكية من جهة أخرى، وبالتالي صار هناك ضغط أمريكي على أردوغان، وهذا يفسر ردة فعل حكومة الوفاق وموقف النظام التركي على إعلان وقف إطلاق النار، وهذا تطوّر كبير.
-بدى من حديثك أنّ الولايات المتّحدة توازن بين حلفائها، فما هي طبيعة العلاقات التركية الأمريكية؟
نعم هذا صحيح، الولايات المتحدة لا تريد خسارة أي من حلفائها في المنطقة. أما بخصوص العلاقات التركية الأمريكية فهي علاقات إستراتيجية، المؤكد أنّ الرئيس التركي الذي يدّعي أنّه الزعيم الإقليمي المستقلّ الذي يريد أن يدخل في منافسة زعامة العالم مع أمريكا وروسيا والصين والهند هو مجرد تابع لأمريكا. أحمد الفراج
من أهم وأكبر القواعد العسكرية في العالم قاعدة إنجرليك الأمريكية في تركيا وغيرها من القواعد. أردوغان مهما فعل يظلّ أداة من الأدوات الأمريكية والولايات المتحدة تتابع تحركاته عن قرب، وتدخلت عندما اقترب من مصالحها ومصالح حلفائها. أردوغان تلميذ مطيع في المدرسة الأمريكية، ولنا تجارب مع أردوغان في كل مرة يستأسد فيها، وفي نهاية المطاف يخضع وينفذ ما يطلب منه.
-ما الموقف في رأيك حال إصرار تركيا على التدخل في ليبيا وإرسال الأسلحة والمرتزقة؟
الحكومة المصرية تتعامل مع الموقف بشكل سليم وضّحت للعالم ولتركيا أنّ ليبيا خط أحمر، وأنّها لن تصمت على التجاوزات وأوضحت أهمية ليبيا لها. وهي الآن بصدد كسب المعركة سياسياً وإن اضطرت لتدخل عسكري أيضاً فإنّ الأمور تسير لصالحها.
هل هذا يعني توقعك تدخل مصر عسكرياً مستقبلاً؟
لا أتوقع عملاً عسكرياً قريباً، لكن مصر على ما يبدو على أهبة الاستعداد لكل الاحتمالات. مصر لا تريد أن تستعجل بعمل عسكري فيما لو تطوّرت الأحداث لمواجهة عسكرية، أعتقد سيكون التدخل المصري محدوداً عن طريق الطيران الجوي.
ماذا عن إمكانية تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي في أمريكا مع ولاية ثانية للرئيس ترامب؟
أعتقد أنّه لو كان الأمر للرئيس ترامب لربما ضغط من أجل تصنيف تنظيم الإخوان كتنظيم الارهابي. المشكلة هنا هو علاقة الإخوان مع المؤسسات الأمريكية العميقة، تنظيم الإخوان تغلغل كثيراً وصار له لوبي قوي للغاية خلال الـ8 سنوات التي حكم فيها باراك أوباما وتقارب مع إيران والتنظيم الدولي للإخوان.
وبالتالي، الدولة العميقة منعت هذه الخطوة فهي لا تريد لمصالحها الإستراتيجية أن تصنّف التنظيم حالياً، علاوة أنّ اللوبي استطاع أن يساعد في منع التصنيف. أحمد الفراج
-إذاً مع وجود هذه المخططات الإخوانية يصعب تصنيف الجماعة الإرهابية، هل ثمّة شيء قد يغيّر من هذا المشهد مستقبلاً؟
أعتقد أنّه لو فاز ترامب بفترة رئاسية ثانية، وهو مدرك لخطورة التنظيم، وعقدت دول أخرى اتفاقيات سلام مع إسرائيل، مثل الإمارات، يساعد بقوة في تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، لذا هناك إمكانية تصنيف التنظيم ما بعد 2020.
-حدثنا عن خطورة تنظيم الإخوان الإرهابي على المجتمع الأمريكي؟
بكل تأكيد تنظيم الإخوان تغلغل في المجتمع الأمريكي، وساهمت قطر بأموالها في ذلك بشكل كبير.
قطر كما نعلم لها لوبي ضخم في أمريكا وفي أوروبا، وأنفقت الكثير من المال من أجل أن يتغلغل التنظيم الدولي في المؤسسات الأمريكية، سواء في الإعلام أو مراكز البحوث والدراسات وحتى في الجامعات. وأكبر لوبي للإخوان في أمريكا هو منظمة كير التي يرأسها نهاد عوض، التي لم تكن تعلن عن أهدافها، ثم ارتبطت بقطر فصدمتها بأموال ضخمة وهائلة خلال فترة تولي أوباما.
وبلغت سطوة الإخوان بأمريكا بأنّه ساهم من خلال منظمة كير والأموال القطرية، في وصول اثنين من كوادره إلى الكونجرس، وهما إلهان عمر ورشيدة طليب، وكلتاهما تدعمان التنظيم وتخدمان قطر وتركيا وإيران، هذا في منتهى الخطورة على الديمقراطية الأمريكية.
لكن المبشر أنّه مؤخراً ظهرت أصوات داخل أمريكا تحذّر وتنذر من خطر تغلغل الإخوان، وتحاول أن توضح للأمريكان ارتباط هذا التنظيم بتنظيمات التطرّف والإرهاب والقاعدة وداعش وغيرها.
-في ظلّ التدخلات التركية والإيرانية التي تؤجّج الصراعات في المنطقة، هل ترى حرباً تلوح في الأفق؟
لا مكان لحرب تلوح بالأفق لسبب بسيط، المزاج الشعبي في المنطقة بعد الثورات العربية والدمار والتخريب لا يريد حرباً، وكذلك ساسة المنطقة. لا أعتقد أنّ مصر أو دول الخليج يرغبون في حرب، كذلك إيران لا ترغب بحرب لأنّها تعرف أنّ نتائجها مدمرة وتركيا نفس الشيء. أحمد الفراج
-ماذا عن الولايات المتحدة وإيران.. ألا يمكن أن تنفلت الأوضاع فيما بينهما؟
ترامب يتبع السياسة الشرسة من خلال المقاطعة أو ممارسة الضغوط والتهديدات.
عندما قضى ترامب علي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في الحرس الثوري الإيراني، توقّع الجميع اندلاع حرب إقليمية أو حتى عالمية، لكن إيران سارعت على التأكيد أنّها لا تريد حرباً وأمريكا مدّت يدها لتصافح، وسمحت لطهران أن تقوم بانتقام تمثيلي منها عندما قصفت القاعدة في عين الأسد، غرب بغداد.
-الثلاثي قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان هددوا منذ سقوط الإخوان بمصر بأنّ هناك موجة ثانية للربيع العربي.. هل ينجحوا في رأيك؟
هذه رغبتهم لكن لا أعتقد أنّ الشعوب العربية تتجاوب معهم لأنّ المزاج العربي وصل لقناعة أنّه مهما كان الوضع سيء فإنّه أفضل من البدائل، وكان واضحاً بعدما حدث في تونس ومصر واليمن وليبيا.
الأمر الآخر قطر وتركيا، اللتان استطاعتا أن تخدع الشعوب العربية في الثورات الأولى لن تستطيع خداعهم مرة ثانية. كما أنّ تنظيم الإخوان وهو المحرّك الرئيس، هو الآن في أسوأ أوضاعه، ومنبوذ في الدول العربية بعد فشل تجربته في مصر وفشل تجربة الغنوشي في تونس وفشل إخوان اليمن. أحمد الفراج
ليفانت – هاجر الدسوقي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!