الوضع المظلم
الجمعة ٢٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • رؤساء سوريا موظفون أم وطنيون؟ ناصر في اللاذقية "هضربكم بالجزمة على دماغكم"

رؤساء سوريا موظفون أم وطنيون؟ ناصر في اللاذقية
جمال عبد الناصر

قبيل الوحدة السورية المصرية التي أعلن عن ولادتها في 22 شباط 1958، اشترط جمال عبد الناصر أن يكون رئيساً للجمهورية العربية المتحدة مع حلّ جميع التنظيمات والأحزاب السياسية، ومنع الجيش من ممارسة السياسة، وإحالة كل عكسري لعب دوراً سياسياً سابقاً إلى الحياة المدنية، وأن يكون هناك استفتاء شعبي في الإقليمين، وتم تنفيذ كل مطالبه وحصل على نسبة 99.99% في مصر، و99.98 في سوريا، وتم تعيين أكرم الحوراني وصبري العسلي، نائبي الرئيس في سوريا. رؤساء سوريا


ومع بداية الوحدة، وضحت السياسة الارتجالية للرئيس من خلال قرارته غير المدروسة، والتي انعكست سلباً على الحياة العامة، علمياً و اقتصادياً واجتماعياً، ويذكر البعض أنّ عبد الناصر أسهم في تراجع سوريا على جميع الأصعدة، فقد سهل المناهج والامتحانات وأمم المصانع والأراضي، فتراجعت الصناعة والزراعة بعد أن كانت سوريا سلّة الخليج الغذائية، وعانت من أزمة اقتصادية خانقة عقب تأميم هذه القطاعات، من خلال المرسوم الذي صدر في يوليو 1961.




وعلى الصعيد السياسي، أقصى السياسيين السوريين المعروفين بثقافتهم العالية وحنكتهم وتاريخهم وقرّب المتسلقين والانتهازيين. والأهم من ذلك كله، أدخل المخابرات في الحياة العامة اليومية وانتشر رجاله في كل مكان، وبدأت سياسة الإقصاء والاعتقالات وسجن الآلاف بإدارة قمعية نادرة، وأدخل التعذيب الذي لم يكن معروفاً لدى السوريين، بقيادة عبد الحميد السراج، وزير الداخلية، والحاكم الفعلي للإقليم (خزانة أسرار عبد الناصر)، والذي قيل عنه (لا يرحم). وقاد السراج أقوى جهاز أمني في سوريا عرف بـ(الشعبة الثانية) رغم عدم تجاوزه سن الخامسة والثلاثين، وتفنّن في تعذيب المعارضين وبثّ الرعب في صفوف العامة لشدة ظلمه وقسوته، وترك التعذيب المريع الذي تعرّض لها فرج الله الحلو، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، على يد السراج وتذويبه بالأسيد، أثراً بالغاً لدى المعارضة، التي سخطت على الوحدة من بدايتها، ومع ذلك كان يصرّ عبد الناصر على بقائه. رؤساء سوريا


كما سيطر العنصر المصري على مفاصل الدولة، من خلال مكتب المشير عبد الحكيم عامر، بالإضافة إلى السيطرة المطلقة للعنصر المصري على قطاعات الجيش، ولم يكتفِ عبد الناصر بذلك فقط، بل نقل كميات كبيرة من الأسلحة، من سوريا إلى مصر، وقرر نقل احتياطي الذهب من مصرف سوريا المركزي إلى القاهرة، وكان هذا نذير انهيار اقتصادي للإقليم السوري.


ورغم النصائح التي كان يتلقاها عبد الناصر من كبار السياسيين، إلا أنّه كان يصرّ على رأيه، فقد قال صلاح الدين البيطار لدى زيارته القاهرة: (إنّ حكم عبد الناصر في سوريا يغرب كما تغرب هذه الشمس).


وقال الرئيس شكري القوتلي ناصحاً: "أخاف على الوحدة التي صنعناها معاً يا أبا خالد، أخاف عليها من هذه القرارات الارتجالية وغير المدروسة". وقال الفريق حسن التهامي، نائب رئيس وزراء مصر الأسبق، وعضو تنظيم حركة الضباط الأحرار: "قبل الوحدة كانت الزراعة في سوريا مربحة، وكان فائض القمح السوري يصدّر إلى الخارج، وكذلك كانت الصناعة مزدهرة، ولكن عبد الناصر أصدر مرسوماً في يوليو 1961، يتضمن تدابير اشتراكية تقضي بتأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، وهو ما تسبب في أزمة اقتصادية".


وأضاف التهامي، أنّ عبد الناصر أفشل مشروع الوحدة الرباعية بين مصر وسوريا والأردن والسعودية سنة 1954، بسبب تدخله في شؤون الأردن ومحاولة إملاء سياسته على حكومتها، بل وصل به الأمر من الحدّة والاستهزاء بالآخرين أنّه، ووفقاً للعديد من المصادر، قال للمتجمهرين في مدينة اللاذقية (هضربكم بالجزمة على دماغكم)، كل هذا كان له الأثر الكبير في توجه السوريين للانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة، نتيجة لهذه الممارسات الخاطئة، والتي أثرت على حياة السوريين بشكل كبير جداً. رؤساء سوريا



 جمال عبد الناصر


وبالفعل قامت وحدات من الجيش، في 28 سبتمبر لسنة 1961، بقيادة عبد الكريم نحلاوي، مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر، بالانقلاب على حكومة الوحدة للتصحيح وليس للانفصال، كما أكّد النحلاوي، في برنامج شاهد على العصر، وقال: "لم تكن هناك نية للانفصال على الإطلاق، بل كان مطلبنا الإصلاح"، ولكن الأحداث تسارعت مع مباركة بعض السياسيين لهذه الحركة، وأضحى الانفصال حتمياً.


وأمام الأمر الواقع، رضي عبد الناصر في الانفصال، وأعلن اعتراف مصر بالجمهورية العربية السورية، يوم 5 أكتوبر، مشيراً إلى أنّ تدخل بعض الحكومات العربية كان سبباً رئيساً للبلاد وليس ارتجاليّة وتفرده بالقرار والسياسة القمعية التي اتبعها. رؤساء سوريا


ليفانت - طه الرحبي ليفانت 

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!