الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
رؤساء سوريا وطنيون أم موظفون؟ الكزبري.. رجل المرحلة
طة الرحبي 

تولّى الرئيس السوري الرابع عشر، مأمون الكزبري، رئاسة سوريا على فترتين، الأولى لمدة يومين فقط، (26-28) شباط 1954، وجاءت بعد هروب الرئيس أديب الشيشكلي، الذي قدّم استقالته لرئيس المجلس النيابي مأمون الكزبري، فتولّى الرئاسة تمهيداً لعودة الرئيس الشرعي هاشم الأتاسي. رؤساء سوريا


وكان لحنكته الفضل في تجنيب سوريا الكثير من المشاكل خلال فترة رئاسته الثانية، من 29 أيلول إلى 20 تشرين الثانية لسنة 1961، والتي جمع معها رئاسة الحكومة ووزارتي الدفاع والخارجية، حين تقلّد منصب الرئاسة في الفترة التي جاءت بعد الانفصال، وما خلفه من توتر واحتقان وانشقاقات وخلافات لدى المؤسسة العسكرية والسياسيين والجماهير، بين مؤيد ومعارض، وتعرّض الكزبري لانتقادات لاذعة رغم تحمله للمسؤولية في وقت رفض غالبية السياسيين حملها، واتّهم بالخيانة، ولا سيما من الناصريين الذين اعتبروه أحد قادة الانفصال، ولكن خبرته وهدوءه وحنكته أعادت التوازن إلى الشارع السوري والمؤسسة العسكرية التي انشقّت على نفسها.


والرئيس مأمون الكزبري تلقّى تعليمه في دمشق، التي ولد بها عام 1914، وحصل على شهادة الحقوق عام 1936 من جامعة القديس يوسف ببيروت، ونال درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة ليون الفرنسية، قبل أن يعود إلى دمشق للعمل في المحاماة وأستاذاً في كلية الحقوق ثم رئيساً لجامعة دمشق عام 1956.


انتخب الكزبري نائباً عن مدينة دمشق عام 1953، بعد انضمامه لحركة التحرير العربي التي أسسها أديب الشيشكلي، كما انتخب رئيساً للجمعية التأسيسية التي عملت على صياغة الدستور في حينه، وشغل وزارة العدل عام 1955، ثم وزارة المعارف، بينما فضل الابتعاد عن العمل السياسي خلال الوحدة بين سوريا ومصر 1958-1961، رغم ترشيحه نائباً للرئيس جمال عبد الناصر، واعتذر لعدم تمكّنه من العيش في القاهرة لظروف خاصة به، وحين تسلّم زمام الأمور بعد الانفصال بتكليف من مجلس قيادة الثورة وبموجب المرسوم رقم 1 الصادر في 29 أيلول 1961، أجرت حكومته انتخابات تشريعية هي الأولى منذ عام 1954، في كانون الأول لسنة 1961، وانتخب الكزبري رئيساً للمجلس النيابي بعد تسليمه للسلطة .



الكزبري


ومن المفارقة أنّه تعرّض للاعتقال لفترة زمنية بسيطة بعد انقلاب عبد الكريم النحلاوي الثاني عام 1962، الذي قاد انقلاب الانفصال، وقام هو ورفاقه بتكليف الكزبري برئاسة الدولة.


وكغالبية السياسيين، غادر الكزبري سوريا بعد انقلاب حزب البعث في مارس 1963 متوجهاً إلى فرنسا، حيث عمل مدرساً في الجامعات الفرنسية ثم في الجامعة المغربية، وعمل مستشاراً للملك الحسن الثاني، ملك المملكة العربية المغربية، وتعدّ كتبه في القانون الدولي والعقاري مرجعاً مهماً حتى يومنا هذا لأساتذة القانون في غالبية البلدان العربية.


في آخر المطاف، عاد الرئيس الكزبري إلى لبنان، وبقي هناك حتى وافته المنية، في الثاني من أيار لسنة 1998، ونقل جثمانه إلى دمشق حيث دفن هناك.


قال الكزبري بعد الانفصال: ((كنت أتمنى أن أموت ولا أوثق ميثاق الوحدة كنا نسأل الله عز وجل أن تقوم على أسس سليمة ولكنها سقطت عند أول امتحان)). رؤساء سوريا


ليفانت - طة الرحبي  

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!