-
رؤساء سوريا وطنيون أم موظفون؟ ناصر أول رئيس يحصل على نسبة 99.99% (1)
يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية في الشرق الأوسط إن لم يكن الأبرز في القرن الماضي، كان محط أنظار قادة العالم والجماهير العربية التي صدحت حناجرهم بالهتاف "ناصر.. ناصر". شارك في الحرب الأهلية اليمنية لمدة 8 سنوات، تعرّض لهزيمة 1967. شيعه إلى مثواه الأخير قرابة الخمسة ملايين من الجماهير المحبة له، اعتبره مؤيدوه رمزاً للكرامة العربية ومعارضيه رمزاً للنكبات والديكتاتورية والحكم الشمولي. رؤساء سوريا
ويعتبر جمال عبد الناصر الرئيس الخامس عشر لسوريا، من عرابين ودعاة القومية العربية، رغم كل الانتكاسات التي تعرضت لها ومن المنادين بالوحدة التي لم يكتب لها النجاح، ومن الذين عملوا على ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي.
ناصر كان خطيباً متفوهاً، استطاع من خلال كلماته الـ1395 التي ألقاها بين عامي 1953 و1970 أن يكون ملهماً للجماهير العربية وليس المصرية فقط، ومحفزاً لمشاعر القومية، وبدا أنّه قادر على تجسيد الإرادة الشعبية، وقد ساهم الإعلام في تعزيز شعبيته بعد إقالته واعتقاله لمنتقديه وإغلاقه لـ42 جريدة ومجلة.
تأثرت غالبية الانقلابات التي شهدتها الدول العربية بفكر عبد الناصر، ابتداء من العراق عام 1958، إلى انقلاب البعث في سوريا 1963، والقذافي والنميري في ليبيا والسودان 1969، كما اتخذت كلاً من سوريا والعراق وتونس والجزائر واليمن والسودان وليبيا نظام ناصر قدوة لها في سيطرة الدولة.
دخل في صراعات مع بعض القادة العرب، ومع الرئيس محمد نجيب، الذي قال في مذكراته عن سبب الصراع، إنّ "جمال عبد الناصر وبعض رفاقه أعطوا للأمريكان إشارة بالتساهل في توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا".
وقال عنه الكاتب الصحفي محمـد جلال كشك: "تأكد أنّ الاتصال بين عبد الناصر والسفارة الأميركية كان قد بدأ قبل تموز 1952م، وأن الانقلابات العسكرية كانت أداة أميركية في الأصل على الأنظمة التي لا ترغب في الإبقاء عليها، وكان أول الانقلابات المدعومة أميركيا في الشرق الأوسط، انقلاب حسني الزعيم في سوريا في آذار 1949م، وهو الانقلاب الذي استفاد منه عبد الناصر فيما بعد، وسار على خطاه بإرادة أميركية".
وقال فتحي رضوان، أحد المقربين من عبد الناصر: "إنّ نجاح الانقلاب العسكري في مصر بالإطاحة بفاروق وأسرة محمـد علي كان انتصاراً للأمريكان على البريطانيين في صراعهم على تركة الشرق الأوسط".
قال عنه الكاتب الليبرالي توفيق الحكيم، بأنّه "سلطان الخلط الذي يتقن فن الخطابة، ولكن ليس لديه خطة فعلية لتحقيق أهدافه المعلنة".
ويقول جمال حمّاد، أحد الضباط الأحرار، وكاتب البيان الأول لثورة تموز: "فقد كانت قناعة عبد الناصر تقوم على التخلص من كل من ساعده على الوصول إلى الحكم، وهي القاعدة الذهبية المستخدمة في الانقلابات العسكرية". وأضاف "إذا عملنا إحصائية وتتبعنا قائمة الضباط الأحرار، وهي موجودة في المتحف الحربي وغيره، وعددهم بالعشرات، ستجد أنّ معظمهم سجنه عبد الناصر أو طرده أو شرّده، وأنّ من وصلوا إلى المناصب العليا بجوار عبد الناصر كانوا من الذين نافقوا أو المنتفعين أو من لم يكن لهم دور في ليلة 23 يوليو وجاؤوا من الهامش". رؤساء سوريا
مقدمات ما قبل الوحدة
عانت سوريا كثيراً من عدم الاستقرار السياسي بعد انقلاب حسين الزعيم 1949، الذي كان له الأثر الكبير على العلمية السياسية، كما شكلت الوحدة هاجساً للقوى القومية وللجماهير السورية، وعليه، ونتيجة للانقسامات الحاصلة داخل قطاعات الجيش والصراعات السياسية، قرر مجموعة من الضباط السوريين ممثلين عن الكتلة العسكرية لقاء الرئيس المصري عبد الناصر في القاهرة يوم 15 يناير لسنة 1958، وطالبوه بالوحدة الفورية، دون علم القيادة السياسية، وهذا ما أكدته غالبية المصادر التاريخية، متعللين بحالة الانقسام في الجيش وتسلم الشيوعيين مناصب حساسة في البلد ومحاولة حلف بغداد السيطرة على القرار السوري، بالإضافة إلى الحشود العسكرية العراقية والتركية المدفوعة من أمريكا.
وبالنهاية، وبعد الرفض المبدئي، أبدى عبد الناصر موافقته المشروطة بأن يكون رئيساً للبلدين مع حل جميع التنظيمات والأحزاب السياسية، ومنع الجيش من ممارسة السياسة وإحالة كل عكسري لعب دوراً سياسياً إلى الحياة المدنية، وأن يكون هناك استفتاء شعبي.
وبالفعل قام الرئيسان، جمال عبد الناصر وشكري القوتلي بالتوقيع على ميثاق الوحدة، والإعلان عن الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا في 22 شباط 1958 برئاسة عبد الناصر، الذي حصل على نسبة 99.99% في مصر، و99.98 في سوريا، على أن يكون أكرم الحوراني وصبري العسلي نائبي الرئيس في سوريا. رؤساء سوريا
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!