-
رامز المجنون وسلوك التطبيع مع أنظمة الأستبداد والديكتارديكالية.
برنامج الشر "رامز جلال " عبارة عن إنعكاس لواقع البعض الكثير من البشر الدمويين، الذين يتلذذوا ويعتاشوا على إذلال وترهيب والشرب من دماء الآخرين.
لذا لا أجد مبرر لحالة الإستغراب من وجود نسبة مشاهدات ومتابعة عالية جداً لتلك السذاجة.
ولكن ما هو غريب حقاً هي تلك المحطات وقنوات البث، وكذلك هم أولئك أصحاب الألقاب الرنانة والطنانة من "فنانين، سياسيين، إعلاميين، ومشاهير وشخصيات عامة"، التي لطالما في الكثير من الأحيان تخرج وفق ديكورات التمظهر لتتحدث عن الإنسانية وواجبات إخراج الإنسان من واقع الإستبداد، وكذلك الإستغلال وضرورات محو التخلف وإنهاء الظلم وممارساته اللإنسانية، كما نجدها هي ذاتها تعمل أو ترعى إنطلاقة عناوين وشعارات وعبارات متعددة مثل الإتجاه نحو الرقي في قيم الإنسان ورفاهيته، وبذات الوقت وفي النقيض المباشر نرى مشاركتها في إعداد، بطولة، تصوير، إنتاج، بث، رعاية إعلانية، موافقة على العرض، متابعة، وحتى أولئك السعداء من تلك السخافات المُذلة !!.، والإشارة هنا إلى سلسلة الترعيب والترهيب الممتلئة في هذا البرنامج السادي والنرجسي، وكذلك غيره من تلك البرامج والمسلسلات والأفلام، والمسرحيات، والروايات والقصص، والمقالات، ... إلخ المعبأة مُسبقاً بعوامل تهدف إلى الإساءة لهوية الإنسان والإنسانية التي يتحدثون هم أنفسهم عنها الكلام يتحدث عن تلك الفئات المذكورة اعلاه، هذا في وقت يتمنى فيه الجميع، أي مجتمعات وشعوب الشرق الأوسط والعالم النامي، بأن تكون كتلة الإنسانية والنزاهة والضمير والأخلاق والتسامح هي الأعلى مقابل كتلة اللا أخلاق واللا نزاهة المتوفرة بغزارة في أفعال وتصرفات وممارسات وطبائع أولئك البشريين المغمورة نفسيات كل منهما بالشر والأحقاد ونشوة الأمراض والتنامي لعقدة النقص الغارقين فيها، 《"اعتقد أن أولئك البشريين وحدهم فقط من يستمتعوا في قتل وتعذيب وترهيب الإنسان وكذلك بعضهم البعض إن سنحت لهم الفرصة في القيام بذلك"》.
وهنا وبعيداً عن أي أعتبار أجزم من خلال وجهة نظري بأن رامز ومن معه ،وعبر برنامجه هذا يعبر عن نفسه بأنه كائن بشري ساذج ورخيص وكذلك هو برامجه التافه"#رامزمجنونرسمي.
وهنا أقتباس لعبد الرحمن الكواكبي يقول 《أسير الاستبداد العريق ، فيه ، يرث شر الخصال ، و يتربى على أشرها ، و لابد أن يصحبه بعضها مدى العمر》.
ووفق السياق لهذا الموضوع، أجد بأن هناك ثغرة يمكن لي تناولها، التي أجد أنها تعكس نهج السياسات والممارسات التي تتمحور حولها سلطات الأمر الواقع من أنظمة وحكومات مستبدة وشمولية متأخرة؛ بأن ذلك البرنامج وما يشبهه من تصاوير، قائم ومستمر بناءً على رغبة من تلك الأنظمة <مباشرةً أو غير مباشرةً> والتي تتجلى في إستمرار سياسة تعميم العنف، وإطلاق نزاوات الرغبة عند البعض في تعذيب والتنكيل بالآخرين، من خلال جعله مُدمج بين التسلية والرغائبية المريضة، مما يمنح لهذه السُلطات مُبررات ممارسة ذات الأساليب بشكل حقيقي وواقعي، في الشوارع، التحقيقات، الإستجوابات، أقبية السجون والمعتقلات، وكذلك اثناء عمليات قمعها لأبناء مجتمعاتها المُنتفضين على واقعهم المعيشي، والمتردي والمسلوبة فيه حقوقهم الإنسانية وحياتهم اليومية.
وفق هذا الإطار أعتقد أن مطالب التحرر والتغيير، لا تبدء فقط من خلال التظاهر بالرفض والتنديد والمطالبة، في الرحيل وإنهاء الوجود لتلك الأنظمة وعلى رأسها النظام الأسدي، والحكومات المستبدة والديكتاتورية، والجماعات والتنظيمات والحركات الراديكالية والمتطرفة والإرهابية؛ بل ينطلق أيضاً ومؤكداً هنا من خلال عدم التجاهل ومحاولة منح المبرر لأي تصور حتى لو كان تمثيلي فيه إهانة للإنسان وأبسط حقوقه، وهذا يمكن من خلال المطالبة بأيقاف بث أو تصوير أو تأليف أو أعداد أو نشر لمثل ذاك البرنامج التافه والمسلسلات والمجلات.... إلخ، ولا أعتقد أن هناك عاقل رافض لظروف واقعه السيء يتقبل بأن تستمر تلك التوجهات الفكرية والمعنوية الرديئة والمسيئة جداً لقيمة الإنسان وقيم الإنسانية، على أعتبار أن ما نشاهده ونسمعه ويتناقله البعض أحياناً بالهمس والإشارة المرتجفة عن تلك الافعال في مجتمعاتنا، حتى لو كانت مشاهد تمثيلية كما هو حال هذا البرنامج التافه، على أن هذا ليس بالجديد ولا يوجد باليد حيلة او هكذا ولدنا وتربينا وووو ... إلخ.
من وجهة نظر أزعم بأنها صائبة أقول أن التحرر الإنساني والقيم المُرتبطة فيه، فكرة لم تجد من يُدعِم ويدعم تسريبها لعقول الشعوب والمجتمعات الفقيرة والمُتخلفة، ولكن لا بد لها من أن تصبح يوماً ما مشروعاً نهضوياً وسلوكاً راقياً في مجتمعاتنا المُتأخرة والباحثة على الخروج من ظلامية التأخر والإستغلال المُمارس عليها، 《إنتفاضة تونس واليمن وليبيا ومصر وسوريا والعراق والجزائر .... إلخ من القادم هي إنفجارات مجتمعية وعفوية، رغم تسييسها وسرقة مساراتها التي كان من المفترض حينها أن تكون على الأرجح أيجابية، ولكن ضياع أمتلاك الفرصة منذ بداية تلك الأندلاعات جعلها مجرد مشروع يخدم { سياسة الحرس القديم في المعارضات التقليدية} والشخصيات التي ركبت على أمواج وتردد الصرخات التي أطلقها المُنتفضين العفويين》، ولكن الإستبداد والديكتاتورية والراديكالية _"الدينية، العرقية، المذهبية، الطائفية، اللونية، الطبقية، المناطقية، العقائدية .إلخ"، هي ممارسات نشئت نتيجة ظرف واقعي ظهر نتيجة الإنغلاق والتقوقع المجتمعي، وتغذى من إستمرار الركود الثقافي والعلمي مع التأكيد المباشر على أهمية وضرورة النظر إلى طرق الأكتساب وتكديس الأموال، القادمة من الفساد وتنظيم آليته، وهنا أعتقد أن عدم وجود فكر واعي ومسؤول مُناهض لتلك الممارسات يبقي مجتمعنا ومجتمعات التأخر تزداد غرقاً في بؤر الإستبداد والظلم والإستغلال كما ديمومة الفقر والعوز والأحتياج الدائم.
أحمد_منصور
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!