الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
رحلة بحث الطالب السوري عن التعليم في تركيا
images (3)

محمد اللاذقاني 


ازدادت الصعوبات التي يعاني منها اللاجىء السوري في تركيا أنواعاً جديدة من الهموم والمشاكل ومن أهمها التعليم، حيث يعاني الآلاف من الطلاب اللاجئين من التأقلم مع المدارس التركية بعد قرار سابق بدمج الطلاب السوريين مع الاتراك من نفس المنهاج التركي، مما تسبب بإرباكات كثيرة للطلاب وخاصة لمن هم في منتصف المرحلة التعليمية.


ويعيش الطالب السوري حالة من الارتباك والمحاولات في ظل غياب لغته الام عن المدارس التي يلتحق بها في الولايات التركية .

وتحاول العائلات اللاجئة في تركيا الإبقاء على الهوية العربية كصبغة أساسية لأطفالهم من خلال تعليم أطفالهم للقرأن في المنزل أو وضع بعضهم لمدرسين لهم لتعليمهم على الأقل الأحرف الأبجدية والأساسيات العربية رغم التكاليف المالية التي تفوق قدرات الغالبية منهم .


و يقول فادي الأحمد (37 عاماً) وهو لاجئ سوري يعيش في تركيا منذ 7 سنوات لـ(ليفانت): "بعد دخول ابنتي الأولى المرحلة الأساسية في الصف الأول، أعاني من عدم تأقلمها في المدرسة وخاصة عدم وجود لغة تواصل مشتركة مع زملائها في المدرسة، مما يسبب لها كثير من حوادث التنمر، وأحياناً العنصرية في ظل غياب البديل التعليمي العربي وإغلاق المدارس السورية، حيث نعاني أيضاً نحن كأسرة من صعوبة تعليم طفلتنا حيث لم يتسنى لنا سابقاً تعلم التركية لانشغالنا بالأمور المعيشية الصعبة داخل إقليم هاتاي الذي نقيم فيه".


و أصدرت وزارة التربية والتعليم التركية عام 2016 قراراً بدمج الطلاب السوريين الموجودين على الأراضي التركية بالمدارس التركية بناء على اتفاقيات مع الاتحاد الأوربي، مما تسبب في تسرب عدد كبير من الطلاب من التعليم بسبب عائق اللغة من جهة والمصاريف المالية الكبيرة التي يتوجب على العائلات انفاقها لتجهيز أبنائهم للدخول لهذه المدرسة.


وبالرغم من مواجه السوريين لموجات من العنصرية من بعض العائلات التركية بداية تنفيذ القرار إلا أن دخول الطالب السوري للمدرسة هو حق وواجب لأي طفل موجود في العالم الأمر الذي دفع اللاجئين للتمسك بحقوق أطفالهم.

وكما نظرائهم من اللاجئين الصغار يعاني الشباب اللاجئ في المراحل التعليمية المتقدمة حيث تعتبر اللغة والتكاليف والدورات المدفوعة عائق يهدد الطالب الجامعي بترك التعليم، والاتجاه نحو الأعمال الأخرى التي قد تنهي أماله وأحلامه بعد عدة سنوات دراسية .


و يتحدث " أسامة القاضي (21 عاماً) وهو طالب والمتحدث باسم فريق طلاب سوريا في تركيا لـ(ليفانت): "قسم كبير من طلاب الجامعات والثانويات بتركيا تركوا التعليم والتحقوا بالأعمال الشاقة بسبب العوائق والصعوبات التي يواجهونها اثناء دخول الجامعات، من آجارات سكن ومصاريف ذهاب وإياب والمصروف الجامعي المرتفع في ظل ظروف صعبة يواجهها الطالب في تركيا وأيضاً من ناحية أخرى بسبب ما تتطلبه بعض الجامعات من دورات يوز وسات وتومر والتي توجب الطالب بالدراسة لثلاث سنوات بعد الثانوية وقبل الجامعة، وأوضح القاضي أنه توقف عن التعلم واتجه للعمل 16 ساعة يومياً بسبب ما تحدث عنه من صعوبات وأضاف بأنه في كل محافظة نجد سنوياً تخرّج عشرات الطلاب والطالبات من الثانوية خمسهم فقط ممن يملكون القدرة على الاكمال ومواجهة العقبات، اما الأكثرية سيكون مصيرهم التوقف والانجرار وراء الاعمال الشاقة غن وجدت.


وبسبب المشاكل المذكورة أعلاه يصل عدد الطلاب الذين لا يحصلون على حق التعليم في تركيا الى أكثر من 400 ألف طالب خلال العام الحالي، وقد ساهمت موجات الترحيل من إسطنبول الى سوريا وولايات أخرى زيادة في أعداد المتسربين، الأمر الذي ألحق الضرر بالعديد من الطلاب وسلب حقهم المشروع بالتعليم، ولا يجد معظم الطلاب تلك المنح التي تمكنهم من استمرارهم بالعملية التعليمية رغم تفوق الكثير منهم في العديد من الولايات على طلاب الاتراك في الجامعات والمدارس محققين نتائج متقدمة في مراكزهم التعليمية .


ويعد الإخفاق في عدم وجود حلول للطلاب المتسربين وغير المستقرين قانونياً في الولايات التركية، أثّر بشكل كبير والخطير على مستقبل جيل من الأطفال السوريين الذين وجدت أسرهم من تركيا ملاذاً لهروبهم من بطش النظام السوري وحلفائه، ليقعوا في المصاعب والمشاكل الاقتصادية والتعليمية وغيرها من الأعباء الملقاة على كاهل الأسرة السورية اللاجئة.


رحلة بحث الطالب السوري عن التعليم في تركيا رحلة بحث الطالب السوري عن التعليم في تركيا

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!