الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
سيناريوهات نهاية العالم 6 الأخيرة
أسامة مرشد

إذا وبعد استعراض بعض مظاهر الحياة بعد مئة سنة من الآن، ربما استطعنا تلخيصها. لسيناريوهات متفائلة وأخرى متشائمة، وربما كان المستقبل للاثنين معاً.

أكثر السيناريوهات تفاؤلاً لصورة الحياة على الأرض بعد مئة سنة من الآن،

عندما سألنا هذا السؤال لشات جي بي تي. كان جوابه عاماً، سطحياً، والصراحة صعقتني الإجابة، وعندما سألته عن مستقبل التعليم بعد مئة عام، أيضاُ كانت اجابته قاصرة، وكأنك تسأل انسان في مطلع القرن الحادي والعشرين عن مستقبل التعليم بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ، لم يقدم أي تصور جديد، ربما يكون محقاً، لكن في الحقيقة ستكون الحياة مختلفة تماماً عن توقعاته.

نظام التعليم سيلغى كلياً، وذلك لأن الانسان أصبح قادراً على تخزين المعلومات بشكل كبير جداً وقدراته البدنية لا تضاهى، وسيستعاض عن المدارس بجمعيات ومؤسسات اجتماعية لتكريس التواصل الاجتماعي وتعليم المهارات الاجتماعية وممارستها،

ربما ستكرس مؤسسة الزواج من جديد، لكن بأوجه وصور مختلفة، وستتلاشى شيئاً فشيئاً الفروقات بين الجنسين، وستكرس فعلاً الأنماط الجنسية المختلفة.

ستراقب الحكومات أو ربما الحكومة الدولية كل سلوك البشر، وسيكون ذلك لمصلحتهم، ولحمايتهم، ولتكريس العدالة الاجتماعية بأجمل صورها.

ستختفي النقود وكل طرف الدفع البنكية أيضاً ستختفي كلياً، وسيستعاض عنها بطرق دفع متصلة بالجسم البشري ولكل حسب حاجته.

الروبوتات صديقتنا ومتواجدة في كل مكان حولنا.

والمغامرات والسفر إلى الكوكب القريبة سيكون متاحاً للغالبية،

وطبعا الطب سيتطور جدا، وستختفي المستشفيات، لأن العلاجات أصبحت سهلة وبسيطة، وبعدة عقارات بسيطة يمكن تركيبها حسب بنية كل انسان تساعده على التغلب على جميع المشاكل الصحية،

 والأرض ستزداد اخضراراً والنظام البيئي سيزداد توازناً.

وستتلاشى الفروقات بين الريف والمدينة. وسنرى الكثير من الناس تمارس الحياة الريفية للتسلية.

ستصبح الحياة ممارسة يومية ممتعة، الكل يعمل من أجل الكل، 

أما أكثر السيناريوهات تشاؤماً، ففيها الكثير من الاحتمالات.

ربما ستنتهي الحياة بطريقة تراجيدية بسبب انهيارات أرضية، أو سقوط نيازك، أو ربما غزو فضائي، أما الخطر النووي، فهو ربما الخطر الحاضر دوماً،

في الحقيقة ان أي خلل في التوازن البيئي سينتج عنه نتائج كارثية فيما بعد ان لم يؤخذ ذلك بعين الاعتبار.

أو ربما كما أسلفنا من قبل أن مقومات الحياة ستكون بيد عصبة صغيرة من البشر بالتعاون من الروبوتات، سيحكمون الأرض بقبضة من حديد، وسيعيش أحفادنا أسوء نظام عبودية عرفه الكون.

رغم أن عام 2124 ليس قريباً، لكنه ليس بعيداً أيضاً، مئة سنة هي لا شيء أبداً من عمر الكون، قلة قليلة ربما من يعيش الآن سيبقى حتى ذلك التاريخ، لكن الجميل في الأمر، أننا نتخيله ونعيش تفاصيله واحتمالاته الآن، نؤسس له الآن، فهل سيستطيع الجنس البشري التأسيس للسيناريو المتفائل؟ أم أنه سيقع في براثن أسوء السيناريوهات؟

اختلاف بسيط في زاوية التوجيه سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

فهل حقاً نستطيع توجيه مسارنا بالاتجاه الصحيح؟

 وهل فعلاً نريد ذلك؟

وهل أصلاً لدينا رؤية موحدة وواضحة لهذا الهدف؟

للأسف لا يبدو ذلك واضحاً بالقدر الكافي.

ليفانت: أسامة مرشد

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!