-
عفرين.. صور كثيرة لمُعاناة السكان الأصليين بظل فوضى المليشيات
يعاني السكان الأصليون في منطقة عفرين ذات الخصوصية الكردية شمال سوريا، منذ احتلالها من قبل أنقرة وميليشياتها السورية المسلحة المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، من انتشار حالة من الفوضى وعدم الانتظام على كافة الأصعدة والمجالات، سواء أكانت الاجتماعية أو الاقتصادية أو المعيشية وحتى التعليمية والصحية، نتيجة لتغير نمط حياة السكان الكرد بعد احتلالها من قبل الميليشيات المسلحين والمستقدمين، مما أدى لانتشار حالة من الفوضى وعدم الاستقرار خاصة مع فرض تلك الميليشيات المسلحة عاداتها وتقاليدها على سكان عفرين.
بهذا الصدد، تحدث أحد سكان مدينة عفرين يدعى "شيرو جان/اسم مستعار"، حول الأوضاع والظروف التي يمر بها سكان عفرين، في ظل الاحتلال التركي للمدينة قائلاً: "هناك حالة من الفوضى الغير معقولة في مدينة عفرين، منذ أربع أعوام خاصة مع عدم وجود قوانين أو قرارات محددة تنظم الحياة المعيشية في المنطقة، كونها تخضع لسلطة العديد من الميليشيات المسلحة التي جعلت لها في كل منطقة تسيطر عليها قوانينها وقراراتها الخاصة لتتحول مدينة عفرين، وقراها إلى دويلات صغيرة تسير وفق قرارات قواد الميليشيات المسلحة".
اقرأ أيضاً: عشيرة الموالي تستنفر في عفرين.. لمواجهة مليشيا تابعة لتركيا
وتابع: "الأمر في القرى يبدو أحسن حالاً من المدينة، كون بأن كل قرية في مدينة عفرين، تخضع لسلطة إحدى الميليشيات المسلحة، بينما في المدينة هناك في شارع وفي كل حي أكثر من ميليشيا مسلحة، حيث قاموا بتحويل المدينة لقطاعات خاصة بها يحللونها لأنفسهم، وكل ما يقومون به هي السرقات والنهب والتخريب فقط دون التفكير بتحسين واقع المنطقة، التي يسيطرون عليها ولو بقليل".
وأضاف: "الأمر الأكثر سوء هي عدم انتظام حركة السير في الشوارع فالسيارات، تقف بشكل عشوائي، خاصة إذا كانت تتبع لأحد القواد العسكريين دون مراعاة مرور العامة والسرعة الزائدة الجنونية بين الأحياء السكنية التي تعد غير ملائمة لهذه السرعة، مما تسبب في الكثير من الحوادث المريعة والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين الكرد دون محاسبة أو ملاحقة الجاني كونه يقود سيارة عسكرية".
كما نوه إلى الباعة الجوالين الذين ينتشرون بكثرة في شوارع المدينة، حيث قال: "بأن أكثر الأمور المزعجة الآن في المدينة هي أصوات مكبرات الصوت التي يقوم الباعة الجوالين بتركيبها في سياراتهم، ويجوبون جميع أحياء وشوارع المدينة منذ ساعات الصباح الباكر، وحتى المساء حيث لا تتوقف تلك المكبرات ولو للحظة واحدة، كونه لا يوجد أي قرار أو قانون صادر عن المجلس المحلي المعني بشؤون المدينة بمنع أولئك الباعة الجوالين وتحديد مكان مخصص لهم للعمل به عوضاً عن التجوال في شوارع المدينة".
وكشف في نهاية حديثه بأن "الشوارع العامة في مدينة عفرين، وخاصة شارع طريق راجو وأوتوستراد الفيلات اللذان هما الشارعان الرئيسيان في المدينة، باتا يضجان بالبسطات و الباعة الجوالين أيضاً، وسط وإغلاق شبه كامل للأرصفة المخصصة للمارة، ما يدفع بالمارة السير في وسط الشارع وبين السيارات ما يتسبب بعرقلة حركة السير والسيارات، كل هذا والمجلس المحلي وإدارة البلدية في مدينة عفرين، لا تستطيع وضع قوانين و قرارات واضحة، كونها تعلم بأن مسلحي الميليشيات لن يرضخوا لتلك القوانين والقرارات، لأنها اعتادت على الفوضى وعدم الانتظام والعيش وفق شريعة الغاب".
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!