-
علماء يكتشفون آلية الدماغ المسببة لفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر
حدد علماء في جامعة جونز هوبكنز، آلية في الدماغ وراء فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر، مما يوسع معرفتنا بالأعمال الداخلية للدماغ المتقدم في السن وربما يفتح الباب أمام علاجات جديدة لمرض الزهايمر.
نظر الباحثون في الحُصين، وهو جزء من الدماغ يعتقد أنه يخزن الذكريات طويلة المدى، الخلايا العصبية هناك مسؤولة عن زوج من وظائف الذاكرة - تسمى فصل النمط وإكمال النمط - التي تعمل معاً في أدمغة شابة وصحية. يمكن أن تتأرجح هذه الوظائف مع تقدم العمر، مما يؤثر على الذاكرة.
ربما اكتشف فريق جونز هوبكنز أسباب هذا الخلل. يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها، التي ورد ذكرها في ورقة بحثية جديدة في مجلة Current Biology، قد لا تساعدنا فقط في تحسين علاجات الخرف، ولكن حتى تمنع أو تؤخر فقدان مهارات التفكير في المقام الأول.
لفهم كيفية تغير الحُصين مع تقدم العمر، نظر الباحثون في أدمغة الفئران. حيث أنه في الفئران والبشر، يوجد فصل للنمط وإكمال النمط، تتحكم فيه الخلايا العصبية في الحُصين.
اقرأ أيضاً: أفضل الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم لدعم صحة الجسم والدماغ
كما يوحي الاسم، يتم إكمال النمط عندما تأخذ بعض التفاصيل أو أجزاء من المعلومات - بضع ملاحظات من الموسيقى، أو بداية اقتباس فيلم شهير - ويستعيد دماغك الذاكرة الكاملة. من ناحية أخرى، فإن فصل الأنماط هو القدرة على إخبار ملاحظات أو تجارب مماثلة عن بعضها (مثل زيارتين إلى نفس المطعم) ليتم تخزينها كذكريات منفصلة.
تحدث هذه الوظائف على طول التدرج اللوني عبر منطقة صغيرة تسمى CA3. ووجدت الدراسة أن هذا التدرج يختفي مع تقدم العمر، كما يقول مؤلف الدراسة الرئيسي هاي كيونغ لي، الحاصل على درجة الدكتوراه، وعالم الأبحاث المساعد في معهد Zanvyl Krieger Mind / Brain التابع للجامعة. يقول لي: "النتيجة الرئيسية للخسارة هي أن إكمال النمط يصبح أكثر شيوعاً في الفئران مع تقدمهم في العمر".
الخلايا العصبية المسؤولة عن إكمال النمط تحتل النهاية "البعيدة" لـ CA3، في حين أن أولئك المسؤولين عن فصل النمط يقيمون في النهاية "القريبة". يقول لي، إن الدراسات السابقة لم تفحص المناطق القريبة والبعيدة بشكل منفصل، كما فعلت هي وفريقها في هذه الدراسة.
ويضيف، إن ما كان مفاجئاً هو أن فرط النشاط في الشيخوخة لوحظ تجاه منطقة CA3 القريبة، وليس المنطقة البعيدة المتوقعة. على عكس توقعاتهم، فإن هذا النشاط المفرط لا يعزز الوظيفة في هذا المجال بل يضعفها. ومن ثم: "هناك فصل متناقص للنمط وإكمال النمط المعزز"، كما يقول لي.
ويشير مؤلف الدراسة إلى أنه مع سيطرة إكمال النمط، يتلاشى فصل النمط. هذا قد يجعل من الصعب على كبار السن فصل الذكريات - فقد يتذكرون مطعماً معيناً كانوا قد ذهبوا إليه ولكنهم لن يكونوا قادرين على فصل ما حدث أثناء زيارة ما عن زيارة أخرى.
لكن ضعف الذاكرة هذا لا يحدث للجميع، ولا يحدث لجميع الفئران أيضاً. في الواقع، وجد الباحثون أن بعض الفئران الأكبر سناً قامت بمهام التعلم المكاني كما فعلت الفئران الصغيرة، على الرغم من أن أدمغتهم بدأت بالفعل في تفضيل إكمال النمط.
يقول لي، إنه إذا تمكنا من فهم سبب حدوث ذلك بشكل أفضل، فقد نكتشف علاجات جديدة لفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر.
ليفانت نيوز_ webmd
