الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.. عن انتهاكات بحق سوريين في تركيا

  • اعتقال وتعذيب وترحيل
في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.. عن انتهاكات بحق سوريين في تركيا
صورة تعبيرية
ليفانت نيوز _ رصد إخباري


" فقدت وعيي مرتين جراء الضرب حتى ظنوا أنني توفيت، وبقينا قرابة ساعة أو أكثر قليلاً، وضربونا بالعصي الخشبية وأنابيب حديدية، وكبال ثخينة سوداء، وقد تناوبوا على تعذيبنا، وكانوا قرابة 30 عنصر". دلدار سليمان. روداو


  • النجاة من القنص والألغام إلى التعذيب على الحدود.. 

  • اعتقالات وترحيل 

  • سوريي الداخل التركي.. اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذب
     


    وائل سليمان

 

 

 

حدود الدم والأشلاء

 

لم يتوقع دلدار ودليار مجيد سليمان ومالك خدبان، فتيان في مقتبل العمر اثنين منهما لم يتجاوزا السابعة عشرة أن جلسة تعذيب بانتظارهم على يد شرطة الحدود التركية. كان عنفوان هؤلاء الشباب وشخصيتهم وكرامتهم تُسحق على مهل مع كل ضربة سوط.

كأنما إعادة تمثيل الفظيع الأسدي على نحو سريع عندما ينكب جلادو السلطة الأسدية على محق شخصية المعتقل وسلب كرامته وإنسانيته فنتذكر غوص ياسين الحاج صالح في كتابه الأخير (الفظيع وتمثيله) عام 2021. هذا ما سمعوا عنه يوماً هم وأهلهم فقصدوا الهرب من الجحيم.

مئات الحوادث الموثقة، إذ يمكن استعراض مئات الصور عبر الشبكة. حادثة الفتيان الثلاثة ليست قديمة، بل منذ يومين من تاريخ نشر هذا التقرير تزامناً مع اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب في 26 حزيران. أحدث ما خرج في سلسلة الاعتقالات والتعذيب بحق اللاجئين أو العابرين إلى ومن تركيا، فشاهده السوريين ونشرته صفحات الفيسبوك والمواقع الإعلامية ومراكز الرصد والتوثيق، فأظهرت الصور فظاعة التعذيب الذي لحق بهم. 

ستلاحظ تناوب اللون البنفسجي المزرق على جلود الفتية المنحدرين من قرية سنجق سعدون في ريف مدينة عامودا. يتفصد من جلودهم الدم المتجمد مثيراً للرعب، إضافة لتكسر العظام؛ كيلا يفكر سوري تغلبه الحياة الصعبة في بلده المشتعل بالحرب والفقر والفلتان الأمني؛ فيعبر الحدود باتجاه أوروبا عبر تركيا إن استطاع إليها سبيلا.

في أسوء الأحوال يبقى في تركيا إذا نجح بالوصول سالماً إلى إحدى الحواضر التركية حيث توجد أفرع للمنظمات الدولية ويحصل على بطاقة طالب لجوء وحماية ومع ذلك لم يعد في مأمن هذه الأيام من قلق الترحيل أو اتهام يأتي من غيب لم يتوقعه.

هذا أنموذج عن رحلات السوريين العابرين للموت الرابض على الدشم والسياج، فإذا ما فاته استقبال الرصاص كان بانتظاره الألغام قبل أن يقع في قبضة الجندرما إذا كان تعيس الحظ.

لقد سجّلت مراكز الرصد آخر ضحايا العبور عبر الحدود بسبب لغم حدودي بحق عائلة نازحة من عفرين قرب بلدة كوباني في أثناء عبورهم إلى الأراضي التركية. بترت قدم الأم وأصيبت الطفلة بجروح خطرة في الكتف.

في كانون الأول الماضي قتلت الجندرما بالرصاص الشاب محمد تيسير رزوق المنحدر من بلدة كفر دريان في أثناء محاولته اجتياز الجدار الحدودي للدخول إلى الأراضي التركية من منطقة حارم شمال غرب إدلب.

قُتل 3 مدنيين بينهم امرأة في نيسان 2021 على الحدود السورية - التركية من جهة ريف إدلب، اثنان منهم لقيا حتفهما من جرّاءِ الضرب المبرح من قبل حرس الحدود.

لكن أيضا، هناك مئات القتلى ومثلهم الجرحى ممن قُنِصوا في أثناء محاولاتهم العبور إلى الأراضي التركية. على نحو أكثر تفصيلا، سجلت مراكز الرصد ما يقارب 531 شخصاً، بينهم (102 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة) سقطوا برصاص شرطة الحدود التركية، وذلك حتى 24 حزيران  2022.

وارتفع عدد الجرحى والمصابين بطلق ناري أو اعتداء إلى 1706 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.

في ومضة من مئات أخرى لا مجال لعدها، عرضت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريراً مفصلا، معلومات وشهادات مفصّلة حول 28 حالة تعرّض فيها طالبو لجوء سوريين إلى عمليات ضرب وسوء معاملة وأحياناً كثيرة إلى تعذيب وحشي غير مبررة، على يد حرس الحدود التركي (الجندرما) خلال أشهر حزيران/يونيو وتموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2021.

أفضت عمليات الضرب والتعذيب تلك إلى وفاة خمسة  أشخاص على الأقل، رافق ذلك مقتل ثلاثة طالبي لجوء آخرين، بينهم طفلين، من جراء إطلاق النار عليهم بشكل مباشر من قبل الجندرما التركية في أثناء رحلة الهروب من سوريا، في حين نجى آخرون من عمليات إطلاق نار عليهم. وأعيد العديد منهم قسراً إلى داخل الأراضي السورية.

ووقعت معظم عمليات التعذيب والضرب بحق طالبي اللجوء الذين حاولوا دخول الأراضي التركية انطلاقاً من المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية (قوات سوريا الديمقراطية) في شمال شرق سوريا. وسُجّلت 21 حالة تعذيب، أدت إلى مقتل اثنين على الأقل. سوريون من أجل الحقيقة اقرأ أكثر

اعتقالات وترحيل

جانب من الانتهاكات فيما يتعلق بالاعتقالات على سبيل المثال ما أشارت له منظمة هيومن رايتس ووتش '' في تقريرها المنشور شباط 2021، أن تركيا و"الجيش الوطني السوري" اعتقلا ونقلوا بشكل غير قانوني ما لا يقل عن 63 مواطناً سورياً من شمال شرق سوريا إلى تركيا لمحاكمتهم بتهم خطرة قد تؤدي إلى السجن مدى الحياة.

أظهرت الوثائق التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش أن المعتقلين اعتقلوا في سوريا ونُقلوا إلى تركيا في انتهاك لالتزامات تركيا بموجب اتفاقية جنيف الرابعة كقوة احتلال في شمال شرق سوريا.

ورأت المنظمة بالأدلة والتقارير المنشورة من مجموعات أخرى أن العدد الفعلي من السوريين الذين نُقلوا بشكل غير قانوني إلى تركيا قد يصل عددهم إلى 200 شخص تقريبا. وتشير التقارير الواردة في مصادر إخبارية تركية موالية للحكومة إلى مواطنين سوريين محتجزين مؤخراً نُقلوا إلى تركيا، مما يشير إلى استمرار هذه الممارسة. هيومن رايتس ووتش

هناك جانب آخر من عذابات السوريين على الحدود لكنه أهون قليلا من ناحية درجة التعذيب لمن يضبط هارباً إلى اليونان عبر الحدود البرية؛ فيجري إرجاعه بعد ضرب مبرح من الطرف اليوناني وأحيانا التركي إلى الحدود السورية ومنها إلى المنطقة التي يختارها، بعد إجباره على توقيع ورقة عودة طوعية.

كانت أشهر الحوادث التي لقيت تفاعلاً من السوريين صور شباب في باص ممتلئ بالشباب السوريين ضبطوا في إسطنبول و خلال عبورهم الحدود إلى اليونان.

في شباط 2022 أعادت الحكومة التركية 150 شاباً سورياً من إسطنبول إلى مخيم على الحدود التركية عند معبر باب السلامة، ريثما يرحلون إلى سوريا مع العلم بالرغم من أنهم يملكون وثائق حماية مؤقتة (كملك) نظامية وأذونات سفر أي لايوجد مخالفة قانونية. كان هذا الترحيل القسري الأكبر منذ عام 2019 وقتل أعواماً من الكفاح لبناء الاستقرار بالنسبة لهؤلاء.

إذاً، لم يعد عبور الحدود التركية منذ سنوات آمنا على السوريين المضطرين إلى مغادرة منازلهم. لقد أصبحت عناوين كبرى تتصدر اهتمامات الجمهور حول العالم تتعلق بحياتهم مباشرة ولاسيما ما يتعلق بتراجع الاقتصاد والتضخم وأزمة الغذاء العالمية نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

هذا ما يجعل قضايا النزوح واللجوء حتى لأولئك 5.7 مليون أوكراني تحتل مرتبة ثانية وثالثة على أجندة المتابعة والاهتمام؛ فكيف بقضايا هذه الشريحة حول العالم سواء في بلدانها حيث الحرب تشتغل أو الأوضاع الاقتصادية الكارثية حيث لجأت.

يعاني اللاجئون السوريون في تركيا كضحايا لأكبر تهجير حصل منذ الحرب العالمية الثانية وربما في التاريخ في السنوات الأخيرة من تصاعد موجة الرفض لوجودهم من قبل شريحة واسعة من الشعب التركي.

ما انسحب على انتهاكات بين الفترة والأخرى من قبل عدة مستويات من السلطات الحالية، ليصبح السوريين ورقة مساومة وضغط تتقاذفها المعارضة التركية وقيادة البلاد الحالية بزعامة حزب العدالة والتنمية بخصوص إعادتهم إلى المنطقة الآمنة بشكل قسري.

لقد تحول 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا إلى كرة لعب في السياسة الداخلية - وسط ارتفاع معدل التضخم في تركيا، والانهيار الاقتصادي الحر والانتخابات المقبلة في عام 2023 التي يحارب لأجلها أردوغان. 

اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.. سوريي الداخل التركي

نددت الأمم المتحدة بالتعذيب باعتباره أحط الأفعال التي يرتكبها البشر، وجريمة بموجب القانون الدَّوْليّ ومحظور تماماً وفق جميع الشرائع الدولية. في قرارها 52/149 المؤرخ 12 كانون الأول/ديسمبر 1997، أصبح يوم 26 حزيران، وفق إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة  يوماً دولياً لمساندة ضحايا التعذيب، وكانت الاتفاقية نافذة في 26 حزيران 1987، وصدقها 162 دولة.

أصبح أكل الموز سبباً للترحيل القسري للاجئ في دولة جوار إلى بلده الغارق في الحرب والفقر. حدث الأمر في تركيا بحق 19 سورياً في تشرين الأول 2021 بتهمة "التحريض على العداء والكراهية"، بينهم الصحفي ماجد شمعة، عندما اشتكى مواطن تركي باستغراب من التضخم وارتفاع الأسعار مفاضلاً بين وضعه واللاجئين السوريين بقدرتهم على الشراء بينما هو لا يستطيع.

آنذاك، انطلقت حملة بين السوريين تتهكم حول هذه الإشارة من المواطن التركي باعتبارها ظاهرة أصبحت تنتشر في الشارع التركي اتجاه اللاجئين. كان تحدي الموز يكتسح فضاء الإعلام البديل في الأوساط السورية شارك سوريون كثر لكن أدى الأمر لترحيل 45 سوريا لاجئاً في تركيا وفق منظمة العفو الدولية شاركوا بالحملة.

ردت السلطات التركية باعتقالهم وترحيلهم قسراً بعد أن أُكرِهوا تحت الضغط والترهيب والضرب على توقيع وثيقة عودة طوعية بالإكراه بينهم الصحفي ماجد شمعة كما بعضهم لموقع سيريا دايركت بينهم ماجد. لقد دمروا حياة هؤلاء وعائلاتهم، لكن ماجد استطاع لاحقاً الوصول إلى فرنسا بعد حصوله على حق اللجوء السياسي.

هذا حدث من جملة عدة أحداث يقوم على تبرير يمكن أن يصبح عذراً وحجة لترجيل السوريين، ولاسيما مع الانتقادات واسعة من المعارضة التركية كحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، وتصاعد موجة المطالبة بترحيل السوريين إلى بلدهم على ما أوضحته آخر استطلاعات الرأي هذا العام لمؤسسة بيو بار. 

سيارة مدمرة تقع في أحد الشوارع بعد أن هاجمت حشود أتراك متاجر ومنازل قيل إنها مملوكة لمهاجرين سوريين في أنقرة في أوائل 12 أغسطس / آب 2021 ، في أعقاب قتال في الشارع أدى إلى مقتل شاب تركي. (أ ف ب)
سيارة مدمرة تقع في أحد الشوارع بعد أن هاجمت حشود أتراك متاجر ومنازل قيل إنها مملوكة لمهاجرين سوريين في أنقرة في أوائل 12 أغسطس / آب 2021، في أعقاب قتال في الشارع أدى إلى مقتل شاب تركي. (أ ف ب)

لقد شدد 90 في المئة من المشاركين  في استطلاع المؤسسة على ضرورة عودة اللاجئين إلى بلادهم وعدم تأييدهم حصولهم على الجنسية التركية بينما أعرب 9 في المئة من المشاركين عن دعم سياسة أردوغان مع اللاجئين. PUBAR لمزيد من المعلومات في الرابط

اقرأ المزيد: البطالة تقترب من 4 مليون.. أكثر من نصف الشباب التركي لا يريد أردوغان

قضية أخرى حصلت عام 2018 عندما رحّلت السلطات التركية محمد فوزي العقاد إلى سوريا بالتحايل عليه وجعله يوقّع قسراً ورقة عودة طوعية إلى سوريا. احتجزته جبهة النصرة عذبته، حتى أطلق سراحه وهرب مجدداً في يونيو 2018 ونجح بالوصول إلى ألمانيا وطلب اللجوء.  

في هذه القضية بتت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فيها الثلاثاء الفائت 21 حزيران وأمرت المحكمة التي تتخذ من ستراسبورغ مقراً لها تركيا بدفع حوالي 12،250 يورو (12940 دولاراً) بما في ذلك التكاليف والنفقات للعقاد. 

كانت آخر الأحداث التي جمعت السوريين في موجة تضامن عابرة للسوشيال ميديا وقفت إلى جانب امرأة سورية مسنة تعرض للركل والإهانة من مواطن تركي. تفاعل السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي في زخمٍ واضحٍ مجتمعين على تبني لقطةٍ واحدةٍ ظهرت من ليلى، بيدٍ تخفي نصف وجه. إنهم ضد العنف والتعنيف والعنصرية بحق ليلى وغيرها من النساء السوريات اللاجئات في دول الجوار ولاسميا تركيا، تضامنٌ مع السوريات والسوريين ممن يتعرض لمعاملة سيئة، تضامن مع الإنسان، مع السوري الذي يعيش في تركيا ويعجز عن التضامن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كانت الركلة كما يتردد على منصات التواصل الاجتماعي، كأنما أصابتنا جميعاً على رؤوسنا، يتعاطف الشارع التركي مع ليلى؛ بيد إن التعاطف غير كافٍ كما يرى البعض فهو يحتاج لتحرك أكثر فعالية لمواجهة خطاب التحريض السائد ضد السوريين من بعض الأوساط التركية كحزب النصر وزعيمه أوميت أووزداغ.

لكن هذا التشديد عموماً يطال المواطن التركي أيضا في ظل سلطة العدالة والتنمية من خلال الرئيس رجب طيب أردوغان، فوفق منظمة العفو الدولية هناك عيوب في النظام القضائي. ويواجه السياسيون المعارضون والصحفيون والمدافعون عن حقوق الإنسان وغيرهم تحقيقات ومحاكمات وإدانات لا أساس لها.

اقرأ المزيد: عيون تحتجب تضامناً مع ليلى محمد.. "حادثة اعتداء حرقت قلوب السوريين"

لقد انسحبت تركيا من اتفاقية إسطنبول (تفاقية المجلس الأوروبي لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف المنزلي). قٌيّدت حرية التجمع السلمي بشدة مع قانون جديد قيّد دون مبرر حرية تكوين الجمعيات لمنظمات المجتمع المدني. ووردت مزاعم جادة وذات مصداقية بشأن التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة بحق اللاجئين على ما وثّقت آمنستي.

تطورات عدة تجعل السوريين في تركيا قلقين دائما. إذ يسلط مقتل اللاجئ السوري نائل النايف 19 عاماً باقتحام منزله عن سبق إصرار وترصد في إسطنبول من قبل ثمانية أشخاص اعتقلوا لاحقاً؛ الضوء على الوضع المحفوف بالمخاطر بشكل متزايد لـ 3.6 مليون سوري يعيشون في المنفى في تركيا كلاجئين على وجه التحديد. إضافة إلى حوادث الهجوم على متاجر السوريين في أنقرة آب 2021 اعتقل على إثرها 148 شخصا، والتحركات بشان إعادة التوطين في المنطقة الآمنة وترنح ملف السوريين كورقة ضغط سياسي وشؤون أخرى.

في مثل هذا اليوم نعيد التذكير بممارسات عنصرية وانتهاكات تبدر من أطراف تركية معارضة أهلية أو سلطوية سياسية أو عسكرية وأمنية، نذكّر المنظمات الدولية والأمم المتحدة عدم نسيان اللاجئين السوريين في تركيا وأولئك اللاجئين إليها.

 

 

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!