الوضع المظلم
الأربعاء ٢٤ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
عن تزايد الإعدامات في إيران مؤخراً
حسین داعی الإسلام

كتبت منظمة العفو الدولية في بيان حول زيادة عدد السجناء السياسيين في إيران فيما يتعلق بالاحتجاجات الوطنية في 23 مايو حكم على ما لا يقل عن سبعة أشخاص في إيران بالإعدام لمشاركتهم في مظاهرة وطنية، في حين يواجه العشرات الآخرين خطر الحكم عليهم بالإعدام. 

عندما تخرج الأمور عن سياقها الطبيعي وتطرأ عليها تغييرات ملفتة للنظر، فإنه من الطبيعي التساٶل والتقصي وراء الأسباب الکامنة وراء ذلك، ومن دون شك فإن تزايد تنفيذ أحکام الاعدامات في إيران، ومنذ شهر أبريل/ نيسان وحتى الآن وبصورة مختلفة عن الفترات السابقة، صار أقرب ما يکون منه إلى الظاهرة وليس أمراً روتينياً دأب النظام الإيراني على القيام به، وإن تزايد البيانات الصادرة من الأوساط الحقوقية والسياسية الدولية بهذا الصدد تحديداً، ومطالبة النظام الإيراني بالکف عن ذلك ووضع حد له يستدعي ويتطلب أکثر للبحث في هذه المسألة واستجلاء الأسباب الکامنة وراءها.

وخامة الأوضاع السائدة الآن في إيران، وبشکل خاص الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وأوضاع حقوق الإنسان والمرأة، وإن کانت من الأسباب التي تدفع الشرائح المختلفة للشعب الإيراني إلى الخروج بوجه النظام ومواجهته، لکنه ومع الأخذ بنظر الاعتبار تأثير ذلك على النظام، لکن الأخير لا يعتبر الخروج ضده بناء على وخامة تلك الأوضاع سبباً لتزايد قلقه وعاملاً يدفعه للدفع باتجاه رفع وتيرة تنفيذ أحکام الاعدامات، بل إن السبب الأهم الذي يقلقه أکثر من أي شيء آخر، هو عندما يکون سبب الخروج ضده منظماً وقائماً على أساس اعتبارات سياسية وفکرية.

منذ انتفاضة 28 ديسمبر2017، ومروراً بانتفاضة 15 نوفمبر2019، وانتهاء بانتفاضة 16 سبتمبر 2022، فإن القاسم المشترك الذي يجمع ويربط هذه الانتفاضات ببعضها بقوة، هي أنها ذات طابع تنظيمي ولم تکن عفوية کما قد يتبادر للبعض، وإن القسوة المفرطة التي واجه النظام من خلالها لهذه الانتفاضات، دليل على أن النظام صار يخاف أکثر من السابق ويعلم بأن التراکم الکمي للانتفاضات سوف يقود بالضرورة القهرية إلى تغيير نوعي فيها، ولعل أکثر شيء يمکن ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار في أحکام الإعدام المنفذة، وبشکل خاص خلال هذه الانتفاضات الثلاثة عموماً وبشکل خاص الأخيرة منها، هي أن هذه الإعدامات تنفذ بحق أفراد يتم اتهامهم بالانتماء لمنظمة مجاهدي خلق أو بالعلاقة بها.

ببساطة وبشفافية لا غبار عليها، النظام ربط ويربط دائماً بين العامل التنظيمي في النشاطات الموجهة ضده وبين مجاهدي خلق، وهذا هو الجواب الشافي والوافي على تزايد الإعدامات مٶخراً في إيران.

ليفانت - حسین داعي الإسلام

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!