-
عن طمس تركيا لملامح عفرين.. مدرسة إسلامية على أنقاض الاتحاد الإيزيدي
استحال مقر اتحاد الإيزيديين في عفرين الكائن في شارع الفيلات ركاماً، بعد أن استهدف بالطائرات، مع بدء الهجمة التركية وأذرعها على المنطقة، وكذلك الأمر مع مجسم قبة لالش وتمثال زاردشت، ومعبد عين دارا الأثري، ويبدو أن تغيير معالم المدينة وطمس آثارها سياسة تتبعها تركيا لمحو التاريخ، وتصدير نفسها في المستقبل على أنها عنصر أصيل في المنطقة.
لايقتصر الأمر على الحجر، فسياسية التغيير الديمغرافي وتهجير سكان المنطقة الأصليين مستمرة على قدم وساق، والاستيلاء على منازل المهجّرين قسراً وتوطين نازحين من مدنٍ أخرى ما تزال تلقي بثقلها على المدينة.
وبعد مرور قرابة الشهرين على انقضاء الذكرى السنوية السابعة للإبادة الإيزيدية، افتتح المجلس المحلي التابع لتركيا بتاريخ 24 أيلول/ سبتمبر في عفرين مدرسة “الإمام الخطيب”، التي بُنيت على أنقاض الاتحاد الإيزيدي، وشيّدتها “جمعية الأيادي البيضاء- تركيا” بتمويل ” جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية- دولة الكويت”، وهي المدرسة الدينية النموذجية التركية الثالثة في المدينة إلى جانب مدرسةٍ أخرى في جنديرس ومدرسةٍ يتم تشييدها في بلدة شرّا/شرّان، بغية نشر الثقافة العثمانية الجديدة والتطرف الديني الإسلامي.
لم تكن مصادفة اختيار هذا المكان، وسياسية طمس التاريخ باتت جلية للعيان، وفق منظمات حقوقية محلية في عفرين.
تكلمة للتغيير الديمغرافي
يعتقد مصطفى علي شان نبو الرئيس الحالي للعلاقات المشتركة في الاتحاد الإيزيدي بعفرين في كلامه لـ "ليفانت نيوز" أنّ بناء المدرسة على انقاض الاتحاد الإيزيدي، ما هو إلا تكملة لهذا التغيير الديموغرافي و الثقافي، مذكّراً بما حدث بالأمس في مدينة شنكال (سنجار) العراقية، في الثالث من آب/ أغسطس 2014.
يمثل هذا التاريخ جرحاً عميقاً في تاريخ الإيزيديين، حين انقضّ داعش على المنطقة مخلفاً إبادة جماعية راح ضحيتها الآلاف من الإيزيديين، كما تعرض الآلاف من النساء والأطفال للاختطاف، وبيعوا في أسواق النخاسة.
يرى نبو أنّ ما يحدث في عفرين ليس ببعيد عن ما حدث في شنكال، لافتاً إلى أنّ القرى الإيزيدية كانت المستهدف الأول منذ بدء الهجوم التركي وفصائله في 20/1/2018 على عفرين، حيث استهدفت المقدسات والمزارات الإيزيدية، وهُجّر العفرينيون بالقوة واُحتلّت كامل جغرافية المنطقة من تركيا و مرتزقتها.
يقول نبو: "بدأو بالتغيير الديموغرافي و الديني وخاصة في القرى الإيزيدية، وكذلك تم توثيق حالات قتل و خطف و فرض أتاوات و الأهم تدمير المزارات الإيزيدية التي يبلغ تعدادها التسعة عشر مزاراً ، وتم توثيق تدمير ستة عشر منها بالفيديو و الصور"، لافتاً إلى "أنها سياسة تركية ممنهجة لطمس هوية عفرين ( جياي كورمنج ) الغنية بالأماكن الأثرية الإيزيدية، وفرض الدين الإسلامي على المتبقين من الكرد الإيزيديين في عفرين، عبر فتح مدارس لتعليم الأسلام الراديكالي عبر جمعيات تابعة لمنظمة الإخوان المسلمين المتطرفة مثال جمعية الأيادي البيضاء و جمعية أحباب الله و جمعية العيش بكرامة و كلها جمعيات قطرية و كويتية، و كذلك بناء جوامع في القرى الإيزيدية".
يشير نبو إلى أن أنقرة اختارت البناء على ركام الاتحاد الإيزيدي رغم مساحة عفرين الكبيرة، لإيصال رسالة واضحة بإنهاء وجود الكرد الإيزيديين في عفرين، و إكمال ما لم تستطع داعش عن فعله في شنكال.
اقرأ أيضاً: الأردن يعلن إعادة افتتاح مركز “جابر” الحدودي مع سوريا
تحاول المنظمات المحلية، الاعتراف بالإبادة الجماعية التي حدثت بحق الإيزيدين ما حدث في شنكال العراقية، وخلال الشهر الماضي وتزامناً مع ذكر الإبادة، أصدرت منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا، بياناً ودعت من خلاله كافة المؤسسات الدولية إلى القيام بواجبها، والاعتراف بهذه الإبادة.
على غرار ذلك طالب الاتحاد الإيزيدي مدار حوالي الثلاث سنوات ونصف، من الأمم المتحدة و الاتحاد الأوربي و منظمات حقوق الإنسان، وخاصة اللجنة الدولية للحرية الدينية في الكونغرس الأمريكي، إدراج ما يحدث في عفرين بحق الكرد الإيزيديين كجرائم حرب يحاسب عليها القانون الدولي . وفق ما صرّح مصطفى علي شان نبو ل "ليفانت نيوز"، مؤكدين على ضرورة إنهاء الإحتلال التركي و مرتزقتها لعفرين،
ولفت نبو إلى أنّ " الاتحاد الإيزيدي أوصل كل الأنتهاكات إلى هذه اللجنة الدولية للحرية الدينية في الكونغرس الأمريكي ، و كان نتيجتها توصية من هذه اللجنة للإدارة الأمريكية لإنهاء الإحتلال التركي لشمال و شرق سوريا".
عبير صارم
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!