الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • عن مسلسل برا وجوا.. الألم السوري واحد في الداخل والخارج والهدف تخفيف حدة الانقسام

عن مسلسل برا وجوا.. الألم السوري واحد في الداخل والخارج والهدف تخفيف حدة الانقسام
مسلسل برا وجوا

  • الكاتبة ريما لـليفانت نيوز:" كل سوري قادر أن يتحدى ويعيش ويحارب ليستمر هو بطل، كذلك شخصياتنا في المسلسل والفسحة كانت جيدة للتعبير، بالرغم من أنها تجربة بسيطة إذاعية"
  • المخرجة لينا الشواف: "الهدف تخفيف حدة الانقسام بين السوريين".
  • المخرجة لينا: "العمل الإذاعي أصعب لأنه يعتمد في إيصال الرسالة على حاسة واحدة"
  • الكاتبة ريما: "شخصية زهر البان فيها "حوامل أخلاقية وإنسانية كبيرة"، تتكلم بلسان سوريا 
  • الكاتبة ريما: أتمنى أن يستمر العمل الإذاعي أو يتم العمل عليه ليصبح عملاً تلفزيونيا لأنه عمل متصل منفصل يمتلك الإمكانية ليتحول إلى مرئي وأن يستمر في مواضيع أخرى متجددة".

أفقدت 10 سنوات من الحرب، الدراما السورية خصوصيتها، ولمعانها، وباتت الأعمال المشتركة العربية البعيدة عن الواقع تتصدر الشاشات، إن لم نقل أن الأعمال السورية الخالصة أضحت تمثل جانباً واحداً من الرؤية، ما خلا قلائل منها نجت من هذا السقوط، فيما بقي اللاجئ السوري على هامش اهتماماتها.

يُعرض المسلسل الإذاعي برا وجوا لكاتبته ريما فليحان  ومخرجته لينا الشوّاف على راديو "روزنة" السوري وسط ضوضاء المشاهد البصرية.

يؤدّي أدوار البطولة فيه الممثلون: يارا صبري، محمد آل رشي، لويز عبد الكريم ونوار بلبل.


تقف كاتبة المسلسل على مسافة واحدة من معاناة السوريين في الشتات والداخل، وترى الكاتبة أن الفكرة التي يطرحها المسلسل هي أنّ المعاناة واحدة لمن هم في الداخل أو الخارج.

تقول ريما فليحان في لقاء أجراه معها موقع ليفانت نيوز:  "كلا الجانبين يعيشان غربة من نوع ما، كلٌ يعيش معاناته وآلامه، ليس هناك مجال للمزايدة أو المقارنة حول من يعيش ألم أكبر أو معاناة، فألم السوريين بالداخل يتعلق بنقص الأمان والخوف ونقص الحاجات الأساسية والشعور بالغربة حتى  داخل سوريا، لكن الألم الذي يعيشه السوريين في الخارج هو ألم كبير لا يتعلق فقط بالتأقلم واللغة، هو يتعلق بأشياء أعمق من ذلك".

اقرأ أيضاً: تقرير: الدراما التركية ومُسلسلاتها عن العثمانيّة كشفت أحلام أردوغان

توضح ريما بأن الإنسان، وتبعاً لعلم النفس، حين يغادر وطنه بحالة اللجوء أو للهجرة، بسبب قاهر ويصل إلى مكان جديد، يعيش حالة حداد كبيرة، هو حداد على الماضي، والوطن، والبيت والذكريات…الخ".

ريما فليحان
الكاتبة ريما فليحان

وتضيف "هي تجربة مؤلمة جداً وهي تعني بشكل من الأشكال، ولادة جديدة، ولاسيما، وأن الإنسان لديه حاجات إنسانية مهمة جداً، كالاندماج، شعور الإنسان بالارتباط بالمكان، وأن يكون لديه تاريخ وقادر على التواصل مع الناس والعمل، وكل هذه الأشياء تمثل تحديات سواءً كانت داخل سوريا أو خارجها".

الهدف تخفيف حدة الانقسام بين السوريين

مخرجة المسلسل" لينا الشواف" ترى أن الهدف من تقديم حالة الموازاة في المعاناة بين سوريي الداخل والخارج هو تخفيف حدة الانقسامات الجديدة بين السوريين، وتشجيع على السلم الأهلي، لأنّ الانقسامات زادت جداً.

تقول لينا لـ ليفانت نيوز:" نحن انقسمنا بالرأي كثيراً، انقسمنا ببداية 2011، بداية الثورة السورية، وانقسمنا حتى داخل العائلة الواحدة، ونحن بالمجتمع السوري منقسمين مسبقاً، نحن نتكلم فيما بيننا عن ابن القرية وابن المدينة، ونفرق مناطقياً في حدود الجغرافيا السورية، سواءً كان ابن الشام أو ابن طرطوس أو حلب …الخ، وزادت هذه الانقسامات بعد 2011 وأصبحت بين موالي ومعارض".

وتضيف: "مؤخراً، أصبح الانقسام بين  السوريين الموجودين في الخارج و هؤلاء الموجودين في الداخل،  هذه الانقسامات زادت جداً، والهدف من المسلسل هنا أن نقرب وجهات النظر، وضرورة أن يعود السلم بين السوريين عن طريق الدراما، فعندما نستمع إلى الحكاية ونرى الفرق، بين سوري الخارج والداخل، وكلا الجانبين لديه معاناته الخاصة،" ما حدا مرتاح" يصبح الانقسام أقل، والناس من كلا الجانبين يتعاطفون مع بعضهم البعض".

بالرغْم من النكهة السورية الخالصة الموجودة في المسلسل التي تظهر معاناة السوريين في أصقاع الأرض على قدم المساواة، لكنّه قد يخسر جمهور واسعاً من عاشقي الصورة  والمشاهد المرئية، بظل التزاحم الفضائي الذي نشهده هذه الأيام جعل دور الإذاعة يتقلص ويتراجع، فلماذا تم إنتاج المسلسل بقالب الدراما الإذاعية؟

تؤكد الشوّاف أنّ تقديم العمل الإذاعي يختلف عن تقديم العمل البصري هو بمكان مختلف تماماً، وتول:" هناك شريحة واسعة من الناس تحب أن تسمع وتمارس أعمالها اليومية، وليس لديها الوقع لتتابع بصرياً، كأن تسمع حكاية او مسلسل، بهذا المنطق الجديد للبودكاست من المهم جداً أن ننقل الحكاية بالصوت، وهي مختلفة تماماً  عن المسلسلات التلفزيونية، هي تستخدم حاسة واحدة حاسة السمع، والمسلسلات الإذاعية هي شئ قديم وكان لها شعبية قديماً، ولها سحرها الخاص". 

تضيف المخرجة لينا" كلفة المسلسل البصري عالية جداً لا تقارن بكلف المسلسل الإذاعي، 
وهناك نجوم وفنانين بالإذاعة، كما أنّ المسلسلات أصعب من البصرية لأنهم يحاولون إيصال رسائلهم بعنصر واحد فقط يعتمد على الصوت، الحكاية والحدث، وتوصيف المكان، كل ذلك يعتمد على الصوت لإيصالها لأذن المستمع". 

المخرجة لينا الشواف
المخرجة لينا الشواف

من جانبها، تقول ريما:" البودكاست، عملياً هو جذاب لشريحة من الناس، وسهل لأن يسمع بشكل دائم لذا من الممكن أن يكون منتشر بأسلوب آخر". لكنّها تؤكد أن رغبتها كانت بإنتاج هذا العمل تلفزيونياً، مشيرة إلى أن "الإنتاج التلفزيوني يشكل تحدٍ كبير لأن سوقه مغلق بوجوه كثير من الكتاب المعارضين والفنانين المعارضين، وأيضاً المواضيع المطلوبة لسوق الإنتاج لا تشبه الواقع دائماً، وأحياناً يكون الطلب خاضع لمزاج المحطات، والجهات المنتجة الذي يناجي الذوق العام عربياً، ليس فقط سورياً، وأحياناً المطلوب يكون حالة انفصام تام عن الواقع.

"إلا أن الفسحة كانت جيدة للتعبير، بالرغم أنها تجربة بسيطة إذاعية"، تستدرك الكاتبة ريما.

ومع هذا السرد الواقعي لم تكن شخصيات المسلسل غريبة عن السوريين فهي من الواقع تستمد ميكانيكيتها و زخمها.

تقول الكاتبة ريما لـ ليفانت نيوز:" كل سوري قادر أن يتحدى ويعيش ويحارب ليستمر هو بطل، كذلك شخصياتنا في المسلسل كل شخصية تعيش صراعها الداخلي وتحدياتها سوءً النفسية أو مع الآخرين أو المحيط الذي بدوره  يتحداها ليستمر هذا التحدي يصنع من هذه الشخصية، شخصية بطلة، لذلك لا يمكن أن نعتمد على فكرة أن البطولة منفردة بمسلسل يتحدث عن معاناة وآلام السوريين وأحلامهم المكسورة وتحدياتهم في الداخل والخارج".

زهر البان تتكلم بلسان سوريا

توضح ريما " بعيداً عن الشكل الغالب بالدراما" البطل الأسطوري"، وهو أمر بعيد عن واقع السوريين المرير، ليس هناك إمكانية حتى لننسج لهم صورة خيالية يعيشون بها، نحاول أن نسرد ألمهم بشكل مقارب للواقع، ولذلك حاولنا أن نقول بأن كل الشخصيات بطلة وكل الشخصيات تشبه السوريين".

على الرغْم من ذلك، تتميز شخصية زهر البان التي تؤدّي دورها الفنانة يارا صبري بالطرافة، وتصفها الكاتبة بأنها شخصية طريفة تخفف جرعة الألم الطاغية على المسلسل.

اقرأ أيضاً: دراما البيئة الشاميّة.. حضور متقدّم للمرأة

إلا أنّ لزهر البان جوانب أكثر عمقاً وجدية فيها "حوامل أخلاقية وإنسانية كبيرة"، وفق تعبير الكاتبة ريما فليحان، وتكشف ريما لـ ليفانت نيوز:" في الشخصية رسائل ترمز لسوريا في بعض المشاهد، لم نصل إليها بعد، فيها حالة رمزية، وبالرغم من حالة الزهايمر التي تعانيها، تناجي الضمير العام، تتكلم بلسان سوريا في بعض الحلقات وهذا ما سنراه في النهاية".

التحديات التي واجهتك ككاتبة سيناريست بكتابة برا وجوا ؟ 

تقول ريما" الكتابة الإذاعية تجربة فيها الكثير من التحدي بالنسبة لي، لأن السيناريو الإذاعي يحتاج لعملية وصف دقيق للأصوات المحيطة والبيئة الصوتية، إلى جانب أصوات الشخصيات وحواراتهم، وهو أدق من الوصف في الكتابة التلفزيونية، حتى يتمكن المخرج الإذاعي من نقل الصورة بشكل دقيق، ويتمكن المستمع من تخيل المشهد والشخصيات والأجواء المحيطة، وهو ما شكّل تحدي بالنسبة لي بموضوع الإذاعة".

وتضيف: "يحتاج أيضاً الاشتغال أكثر على نسج الشخصيات ورسمها لأننا هنا لا نرى شخصية ولكن نسمع صوتها، وبذلك يعتمد أكثر على الحوار المكتوب لإعطاء خلفية عن الشخصية، وملامحها بواسطة المواقف الحاصلة". 

اقرأ أيضاً:صحيفة: إيران تسعى لملء "الفراغ الروسي" وسط سوريا

وكان الربط بين كل حلقة والمقطوعة الموسيقية التي تعزفها شخصية ندى عازفة الكمان في المسلسل تكنيك جميل برأي الكاتبة، مشيرة إلى أن عملية التواصل مع الناس في السوشال ميديا واتصال سكايب مع قفلة كل حلقة أضفى حيوية على الحلقة الإذاعية.

وتختم ريما بالقول: "أتمنى أن يستمر العمل الإذاعي أو يتم العمل عليه ليصبح عملاً تلفزيونيا لأنه مسلسل متصل منفصل يمتلك الإمكانية ليتحول إلى مرئي وأن يستمر في مواضيع أخرى متجددة".

ليفانت نيوز_ خاص 

إعداد: عبير صارم 

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!