الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
فيروس كورونا يصيب ليبيا
فيروس كورونا يصيب ليبيا

حينما يوسّع فيروس كورونا الجديد انتشاره جغرافياً مع امتداده في كل الأنحاء المعزولة في العالم، فإن البلدان التي تمرّ بالوضع السياسي غير المستقر في داخلها، مثل ليبيا، لا تزال الأكثر عرضة للوباء. يصيب ليبيا


نقلت "قناة 218 ليبيا" عن المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، اليوم الأحد 29 مارس/آذار، أنه تمّ تسجيل 5 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد في مدينة مصراتة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين إلى 8 حالات مؤكدة.


وأوضح المركز في بيان، أن الحالات الخمس الجديدة تم التأكّد منها بعد فحص 12 عينة من أشخاص مخالطين للإصابة التي سجلت أمس في مصراتة.


أعلن المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، يوم الثلاثاء 24 مارس/آذار، عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد. وبحسب المركز، المصاب هو رجل ليبي الذي عاد من السعودية مؤخراً عن طريق تونس ظهرت عليه الأعراض بعد أكثر من أسبوع من وصوله.


الأمر المثير للدهشة هو أنه نجحت ليبيا في البقاء بعيدة عن الوباء قبل هذه الحالة، ولكن في الوقت الحالي هناك مخاوف جدية بشأن تهديد تفشّي الفيروس على نطاق واسع في البلاد، في ظلّ استمرار العمليات العسكرية وانهيار النظام الصحي، ويعرب العديد من الخبراء عن قلقهم من أنّ السلطات الليبية لن تكون قادرة على التعامل مع الفيروس القاتل الجديد.

بعد تسع سنوات من الحرب المدمرة، وجد الفيروس ليبيا على حين غرّة. وفقاً لرئيسة بعثة منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف، كان النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار حتى قبل ظهور فيروس كورونا.


وأكدت أيضاً أنّ المعدات التي تمتلك السلطات الليبية بها لتشخيص المرض ليست كافية لمواجهة فعالة لانتشار "كورونا". وبصرف النظر عن أدوات الاختبار، تعاني المؤسسات الطبية أيضاً نقصاً حاداً في مستلزمات أساسية لعلاج المصابين. كما تواجه البلاد مشكلة البنية التحتية الطبية ونقص العاملين المؤهلين في المجال الطبي. في نفس الوقت، يعاني العاملون الصحيون والأطباء من حدوث التأجيل المستمر لدفع الرواتب.


منطقة عاصمة طرابلس التي يعيش فيها أكثر من 2 مليون شخص هي الأكثر عرضة للانتشار السريع للوباء، كذلك العديد من مخيمات اللاجئين في طرابلس التي تعدّ الأكثر كثافة سكانياً، يمكن أن تصبح بؤرةً رئيسيةً لتفشّي "كورونا"، بحسب الأمم المتحدة، يعيش الآلاف من النازحين والمهاجرين من دول إفريقيا والشرق الأوسط في غرب ليبيا.


مراكز الاعتقال مزدحمة وغير صحية، ويقيم اللاجئون في عنابر ممتلئة بالناس حيث يضطرون للنوم بجانب بعضهم البعض على الأرض، وهم محرومون من الحدّ الأدنى من الرعاية الطبية وغير قادرين على الامتثال لأي التدابير الوقائية الاستباقية لمنع انتشار الفيروس.

ولا يزال الوضع معقداً بسبب الاشتباكات العنيفة في المناطق الغربية للبلاد. منذ أبريل/نيسان 2019، تقاتل القوات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة تركيّاً الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في ضواحي طرابلس.


الجدير بالذكر، يوجد عدة مئات من الجنود الأتراك على أساس التناوب في غرب ليبيا. في الوقت ذاته ، تم إدراج تركيا ضمن قائمة أعلى عشرين دولة من حيث عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا. الآن سجلت تركيا 3629 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بالإضافة إلى 75 حالة وفاة. يصيب ليبيا


إلى جانب ذلك، ترسل أنقرة المرتزقة السوريين من محافظة إدلب السورية إلى ليبيا ليتعاملوا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني مما يسهم في تفشّي المرض.


وبالتالي، فإن الوضع الإنساني في ليبيا التي مزقتها الحرب الأهلية يتفاقم بالتدخل الخارجي الخطير من قبل الدولة الأجنبية التي تكافح ضد فيروس كورونا. في ضوء احتمال كبير لانتشار الوباء المميت، قد تتوقف الحياة في العاصمة الليبية تماماً. ليفانت


ليفانت - حسن منصور

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!