-
في أوكرانيا.. نزهة عسكرية في أرض صديقة
عادة تحدث الانقلابات العسكرية بواسطة الجيش الوطني ذاته، لكن في أوكرانيا يتم استخدم جيش أجنبي لتنفيذ ذلك الانقلاب، فما يحدث هو مجرد انقلاب عسكري بقوات خارجية، ولا يمكن اعتبارها حرباً لغياب الطرف الآخر وغياب إرادة القتال عند الأوكرانيين.
مشاهدة الفيديوهات التي سجلت دخول أرتال الجيش الروسي لإحدى البلدات الأوكرانية، بينما كانت آليات وجنود أوكرانيا يتفرجون بعتادهم الكامل، تؤكد أنها مجرد مسرحية وليست حرباً، أين إرادة القتال؟ أين الجبهات وأين الخنادق؟ أين السلاح الذي أرسل للجيش الأوكراني؟ أين المتطوعون؟ هم فقط يتفرجون، المشهد يقول إنه مجرد صراع على السلطة بين عملاء، أحدهم عميل لدولة عسكرية حمقاء، والآخر عميل لدولة جبانة وبخيلة، بينما الشعب لا يستطيع التمييز بينهما، فبدلاً من شراء صندوق الاقتراع بالمال السياسي والدعاية الإعلانية، يتم هنا السيطرة على السلطة بالانقلاب العسكري المدعوم من جيش خارجي، لذلك لم يجد الشعب الأوكراني ضرورة للمشاركة بالحرب، بل اكتفى بموقف المتفرج كما يبدو ظاهراً، فلو كانت هناك إرادة قتال لشاهدت الحشود المدنية تحمي مراكز الدولة، ولشاهدت القتال من حارة لحارة.
أطلق بوتين نزهته العسكرية في أوكرانيا عندما تيقن أنه لن توجد مقاومة من قبل الشعب الأوكراني ولا الجيش، وعندما تأكد أن الناتو لن يتدخل، وهذا ما سيشجعه على القيام بنزهة ثانية في ليتوانيا ودول البلطيق. يجب أن يفهم الغرب أن صد العدوانية الروسية، غير ممكن بالعقوبات الاقتصادية طالما لم تؤدّ لإسقاط السلطة، وهي غير قادرة مطلقاً عندما تكون السلطات مستبدة ومستعدة للقمع.
في كل الدول التي تحولت من الشيوعية للرأسمالية، كان تحولها من رأسمالية الدولة الاحتكارية الشمولية المستبدة، إلى الرأسمالية المافيوية التي تستبد بالمجتمع وتحتكر السياسة بالتحايل على الديمقراطية. وبقيت الشعوب بعيدة تماماً عن السلطة وعن الشعور بالحرية، فلا فرق بين نظام وطني يسرق البلد واحتلال مافيات أجنبية. لذلك فإن نزهة بوتين سوف تنتهي قريباً بعزل السلطة الراهنة وتنصيب سلطة موالية، مدعومة بثكنات عسكرية للجيش الانقلابي الخارجي.
يمكن القول إنها ليست حرباً، بل سطو عسكري على السلطة من قبل دولة جارة، من دون مقاومة شعبية، حيث لم تشعر بالفرق بين السلطتين، فكلاهما فاسد وكلاهما مستبد.
الظريف أن الدبابات الروسية تسير على الطرقات العامة إلى جانب سيارات المدنيين، وكأنها سيارات ركاب.
ليفانت - كمال اللبواني
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!