-
في الذكرى 126 لحصول نساء بلادها على حق التصويت هل تقبل جاسيندا التحدي؟
نيوزيلندا التي أشعلت رئيسة وزراءها" جاسيندا أرديرن "اليوتيوب" مؤخراً بإنجازات حكومتها، تحتفل اليوم بذكرى مرور 126عاماً كأول دولة في العالم تشارك فيها النساء بالتصويت في الانتخابات العامة في 28 تشرين الثاني عام 1893، وبهذا تكون الدولة الجزيرة المعزولة جنوب غرب المحيط الهادئ قد دخلت التاريخ من "ألطف" أبوابه في مجال حقوق المرأة، والمساواة بين الجنسين.
نساء الكيوي وبداية الكفاح:
حقوق المرأة النيوزيلندية، التي ثارت على العرف القائل أن "المرأة للمنزل، والسياسية للرجال"، كما نشر موقع تاريخ نيوزيلندا، استُلهمت من أفكار"جون ستيوارت ميل" والنسويات البريطانيات والجهود التبشيرية لاتحاد الاعتدال النسائي المسيحي (WCTU) في الولايات المتحدة، وعلى الأغلب فإن كتاب "دفاعاً عن حقوق المرأة" الذي نشرته البريطانية " ماري وولستونكرافت" عام 1792، كان شرارة النضال الأول في البلاد "الناطقة باللغة الإنكليزية"، ومن ثم في الأعوام 1878 و1879 و1887 دعم جون بالانس رئيس الوزراء، حق المرأة في التصويت، إلا أن التعديلات لم تمرر في البرلمان.
خارج البرلمان عام 1885، استطاعت "كيت شيبارد" القيادية في اتحاد (WCTU) المؤسس حديثاً في نيوزيلندا، أن تجمع مع نشطاء آخرين ألاف التوقيعات لسلسة من الالتماسات الضخمة إلى البرلمان (وصل عدد التوقيعات عام 1893 لحوالي 32 ألفاً أي ما يعادل ربع السكان من الأوربيات البالغات في نيوزيلندا).
المناورات السياسية بين "الليبرالي" بالانس الداعم لحق المرأة، ومجلس المعارضة بقيادة سيدون، عرقلت مشروع القانون حتى تاريخ 8 سبتمبر 1893، حيث قام انثنان من مجلس المعارضة بتغيير أصواتهم ما أدى لإقرار مشروع القانون بأغلبية 20 صوتًا مقابل 18 صوتًا، لتصبح "نساء الكيوي" في صبيحة 19 كانون الأول، هنّ أول نساء العالم اللواتي تحصلن على الحق في التصويت.
اليوم التاريخي:
رغم تحذير معارضي حق الاقتراع "الناخبات الحساسات" من أنهن سيتعرضن للضرب والمضايقة عند صناديق الاقتراع من قبل "رجال همجيين ونصف مخمورين"، إلا أن انتخابات 1893 التي وصفتها صحيفة كرايستشيرش "بالاحتفالية"، وصفت أيضاً بأنها " الإجراء الأفضل والأكثر تنظيماً على الإطلاق".
وفي مقالتها بعنوان "النساء في نيوزلاندا: بلد الأوائل : Women in NZ: a country of firsts" ذكرت جنيفر كورتين، أستاذة العلوم السياسية ومديرة معهد السياسة العامة بجامعة أوكلاند أنه بحلول الموعد النهائي تم تسجيل أكثر من 109 ألاف امرأة، ما نسبته 80% من النساء المؤهلات، في القوائم الانتخابية، 28% منهن شاركن بالتصويت، والأكثر من ذلك، كانت نسبة النساء المشاركات اعلى بـ 15 نقطة مئوية من نظرائهن الذكور (بلغت النسبة الأخيرة 67%).
نصب كيت شيبارد التذكاري في كرايستشيرش. الصورة: برنارد سراج
انتشار العدوى؛ سورية الأولى عربيا:
كانت أستراليا سريعة في اتباع نيوزيلندا، فحصلت نساء جنوب أستراليا على حق الانتخاب عام 1894، وحذت أستراليا الغربية حذوها عام 1899، ثم حكومة الكومنولث الأسترالية عام 1902، ووفقاً لما نشرته الموسوعة البريطاينة "بريتانيكا"، فقد "أدت الحرب العالمية الأولى وما أعقبها إلى تسريع منح المرأة حق الانتخاب في أوروبا وغيرها، ففي الفترة 1914-1939، حصلت النساء في 28 دولة إضافية إما على حقوق تصويت متساوية مع الرجل أو على حق التصويت في الانتخابات الوطنية، تلك البلدان شملت روسيا السوفيتية (1917)، كندا وألمانيا والنمسا وبولندا (1918)، تشيكوسلوفاكيا (1919)، الولايات المتحدة والمجر (1920) بريطانيا العظمى (1918 و1928)، بورما (ميانمار 1922)، إكوادور (1929)، جنوب إفريقيا (1930)، البرازيل وأوروغواي وتايلاند (1932)، تركيا وكوبا (1934)، والفلبين (1937)، في عدد من تلك البلدان ، مُنحت المرأة في البداية حق التصويت في انتخابات البلدية أو الانتخابات المحلية، ثم لاحقاً في الانتخابات الوطنية".
وعربياً، تعد سورية أول دولة اعترفت للمرأة بحق التصويت عام 1949 حيث جاء في المادة 38 من دستور عام 1950 "الناخبون والناخبات هم السوريون والسوريات، الذين أتموا الثمانية عشر المنصوص عليها في قانون الانتخاب".
نيوزيلندا اليوم:
يبدو أن نساء الكيوي، مازلن يحفظن الدرس جيداً، فالمناصب الهامة في السلطة من نصيبهن، بدءاً من منصب الحاكم الذي تتقلده "باتسي ريدي" منذ العام 2016، وليس انتهاء بالمنصب الذي تشغله رئيسة الوزراء الأصغر في العالم جاسيندا أرديرن منذ عام 2017، أما في البرلمان فقد بلغت نسبة تمثيل النساء 40%، حسب إحصائية هيئة الأمم المتحدة للمرأة لعام 2019، لتصبح بذلك بلاد "طائر الكيوي" الدولة الخامسة عشر عالمياً في تمثيل النساء بالبرلمان (الأولى راوندا بنسبة 61.3%)، وفي تقرير صادر عن وزارة المرأة النيوزيلندية بلغت نسبة تمثيل النساء في مجالس ولجان القطاع الحكومي 47.4% عام 2018.
الدولة الأولى في العالم التي انتخبت رئيسة بلدية متحولة جنسياً، جورجينا باير عام 1999، أكدت التزامها في تقرير نشرته هيئة المرأة للأمم المتحدة عن اتخاذها تدابير "تصعيد المساواة بين الجنسين"، وعن إجراءات ملموسة وقابلة للقياس لبدء التغيير السريع لإنهاء التمييز ضد المرأة بحلول عام 2030.
بالأمس لم تكن دقيقتان من التحدي كافيتين لسرد إنجازات حكومتها خلال عامين، فما هو الوقت اللازم اليوم "لجاسيندا" لتسرد إنجازات بلدها خلال قرن وربع؟ رئيسة الوزراء الأكثر شعبية على مواقع التواصل لو قبلت التحدي، ستحتاج تقنية "البث المباشر" غالباً!
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!