الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • في ذكراها الثالثة: "ليفانت" وطنُ إعلامي يُملي علينا ضمائرنا

في ذكراها الثالثة:
إبراهيم جلال فضلون (1)

أتيحت أول فرصة صحفية لتقوم بتغطية إخبارية على إثـر انفجـارات "أوكلاهما عام  1995"، كما تم نشر أول تقرير من طرف "أسوسـيتد بـرس" عـلى الإنترنـت كـسبق سـجلته لـصالحها، فالانتشار العالمي لشبكة الإنترنت، وما تحتويه مـن خـدمات إلكترونيـة إعلاميـة، دفـع الكثـير مـن المؤسـسات الصحفية إلى تغيير ثقافتها.

ظهور العولمة التي أنتجت لغة التعايش واللاتعايش وقـضت عـلى الحـدود، وخلقـت فـضاءات مـشتركة بـين البلدان على المستوى الإقليمي والقاري، حتى خلقت تنافساً قوياً على الاستثمار الإلكتروني إعلامياً، إعلانياً، تجارياً و خدماتياً مـن خـلال الـصحافة الإلكترونية، بالموازاة مع طبيعة أكـثر "مصالحية - أنانية"، في الوقت الذي يعتبر الإعلام قوة ناعمة تتحكم فيها الدول المتقدمة، ووسيلة للحروب القاتلة والضغوطات اللانهائية التي سـتنعكس مباشرة على أداء المؤسسات الصحفية والإعلامية، لنجد أن علاقات التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال بالإعلام لها مسائل عدة لا يمكن اختزالها في الأبعاد التقنية في مجال الصحافة، خاصة الإلكترونية، الشبكية التي مرت بعدة مراحل أطلق عليها "فان كروسبي -Vin Crosbie"، الموجات الثلاث، التي رأى فيها تاريخ هذه الصحافة، بأنها أيقونة "شد وجذب" بين ثلاثية لها في أحقية التحكم على الشبكات بين ملاك المؤسسات الإعلامية والشبكات، وبين المستفيدين، والتي تخلص الجمهور فيها من حالة السلبية والتغذية من طرف واحد إلى حالة المشاركة الفاعلة، حيث استوعبت بعض المؤسسات الإعلامية هـذه النقلة وهي وحدها التي استمرت في العمل.

فمع كل عام يمضي من عمرنا مع "ليفانت" ومع كل إنجاز نُحققه، تزداد آمالنا وتتسع تطلعاتنا بالوصول إلى نموذج ريادي، يتيح للقارئ والمتابع أفضلية المعرفة والمتابعة المباشرة للحدث.. وتُعد "ليفانت نيوز" ذاكرة الوطن العربي ونبضه المقهور مما رزخت فيه من شدائد وعقبات ومصائب جمة جراء الحروب والمجاعات التي نتجت من الفتن الطائفية وتدخلات الغرب الذين كُنا سادتهم؛ فليفانت تحمل تاريخاً وتُعدّ مرجعاً موثوقاً للمسيرة الإعلامية والصحفية بنظامية وقانونية ميثاق الشرف لصاحبة الجلالة، ليكون احتفالنا بعامها الثالث ثلاثية ومثلثاً وبكل الأركان والزوايا وعالم الهندسة والأرقام والإحصائيات والبيانات التحليلية والتقارير الإخبارية وطن من كُتاب مشهورين وكبار مسؤولين ورؤساء ومديري تحرير ومحررين وفنيين وقُرّاء هُم تاج لكُل هؤلاء وكل من خدم هذه الصحيفة الرائدة، ممن كانت لهم بصمات واضحة في قفزتها الإعلامية بصورة شهد لها القاصي والداني، مواجهة الريح العاتية بسفينتها الصحفية وسط حراك غير مسبوق في كافة المجالات والمواضيع المتعددة والمتشعبة في عالم لا نهائي من السبق الإخباري الذي لا يُلاحقه، فالآمال في تلك الصحيفة كبيرة لصناعة إعلام مُؤثر قادر على إيصال رسالة البُسطاء أو الأبرياء قبل الأثرياء وجعل صوته يصل للمسؤول، مُتعهدين بالعمل لأجلهم جميعاً في منظومة الإعلام على تحقيق هذا الهدف السامي، لتشهد "ليفانت" مرحلة جديدة ونقلة كبرى في جميع جوانب العمل الإعلامي والتحول الرقمي، لحفظ وتخليد الإرث الصحفي ككُل، وإقامة إبداعياتها وكأنه ملتقى نحو أفكار إعلامية مستقبلية مبتكرة، جعلت بمصداقيتها للقارئ رأياً في قلب الحدث أينما كان وفي أي زمان، لتكون برمزيتها الإعلامية محط اهتمام كثير من القراء واستطاعت تكوين قاعدة جماهرية جعلتنا نسعى للوقوف على احتياجات جميع شرائح المجتمعات العربية حتى الغربية، لقد سخرنا أنا وزملائي منسوبي صحيفة "ليفانت" كافة إمكانياتنا وجهدنا لخدمة ديننا أولاً ثم ميثاقنا الصحفي والإعلامي لنجعله وطناً غالياً يُملي علينا ما في ضمائرنا المهني للجميع مهما كانت التعددية.

نحن فخورون بما وصلت إليه الصحيفة من انتشار وسمعة كبيرة، بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بالتخطيط السليم المدروس والجهود الكبيرة المُميزة في إبداعاتها، وقد حظينا اليوم بثقة قطاع عريض من القراء والمتابعين، سائلاً الله التوفيق والنجاح للجميع وإكمال مسيرة التميز والتفرد، في تحدٍ لما حولها وفي عالمها المهني، فمسيرة التميز متواصلة ومستمرة لا تقف عند حدود.
 

ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!