-
في عفرين.. مواطنون يدفعون أجار منازل يملكونها لمسلحي أنقرة
لا يزال سكان مدينة عفرين (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا)، ممن رفضوا الخروج من منازلهم ومدينتهم، يعانون من بطش المليشيات المسلحة وذويهم المستجلبين للمدينة التي هجّر سكانها عقب ما سمي "عملية غصن الزيتون"، والذين يقدر عددهم بحوالي ال 400 ألف شخص، يقطنون في كافة أرجاء مدينة عفرين وقراها.
حيث استولت المليشيات المسلحة وذوها، على الكثير من منازل المدنيين الكورد المهجرين، بحجة أنها "غنائم حرب"، عائدة لمناصري وعناصر "حزب الاتحاد الديمقراطي"، حيث يتاجرون بتلك المنازل إما عن طريق بيعها بأسعار زهيدة، أو تأجيرها مقابل أجور شهرية باهظة، الأمر الذي يعود بالنفع الكبير عليهم.
اقرأ أيضاً: في عفرين.. المليشيات المسلحة وريث غير شرعي لكلّ المتوفين
"دلسوز\اسم مستعار"، هو أحد سكان مدينة عفرين الأصليين الكورد، ممن لا يزالون على أرضهم، وقد باتوا قلة قليلة لا تتجاوز نسبتها الـ20%، وفق تقديرات المتابعين، يتحدث لليفانت نيوز حول الوضع القائم في عفرين، فيقول: "لقد تبدلت حياتنا رأس على عقب، منذ تعرض مدينتنا للاحتلال من قبل الجانب التركي وفصائله المسلحة، حيث بات واضحاً أن هدف تلك الجماعات المسلحة هو تهجير ما تبقى منا نحن السكان الكورد من بيوتنا وممتلكاتنا، من خلال الممارسات اللاإنسانية التي يمارسونها بحقنا".
ويضيف: "بداية قامت تلك الجماعات بسرقة محتويات منازلنا ومحلاتنا وكل ما بوسعهم سرقته، ومن ثم قامت بعمليات استيلاء واسعة ووضعت يدها على منازل المهجرين، وطردت أقاربهم أو من يقطن تلك المنازل، بحجة أنها غنائم حرب، وهم الأحق بها، وباتوا يتاجرون بتلك المنازل إما عن طريق بيعها بأسعار زهيدة جداً، أو القيام بتأجيرها بمبالغ باهظة، مع شرط دفع السلف، الذي يمكن أن يكون لسنة أو سنتين، تحسباً لتمكن صاحب المنزل أو أحد اقاربه من استعادة المنزل".
ويتابع دلسوز قائلاً: "على إثر ذلك، ارتفعت أسعار إيجارات المنازل بشكل جنوني، حيث لا يقل إيجار الشهر الواحد عن الـ50 دولار أمريكي، ويصل في كثير من الأحيان إلى 150 دولار أمريكي مع شرط الدفع السلف"، و"كما هو معلوم، فإن الكثير من السكان الكورد لا يملكون دخل مادي ثابت، وبالتالي يعجز الكثير منهم عن دفع الأجارات العالية، حيث أصبحت مدينة عفرين الآن تعيش أزمة سكنية خانقة، نتيجة التلاعب بأسعار الإيجارات وتزايد عدد المستوطنين"، في إشارة إلى ذوي المسلحين، الذين ينظر لهم أهالي عفرين، على أنهم يسعون للاستيطان في أرضهم وسلب أراضيهم، بدعم تركي.
وكشف دلسوز "أن هناك الكثير من المواطنين الكورد، يدفعون إيجارات منازلهم لأحد المسلحين، نتيجة تهديد مالكي المنازل الكورد بالاستيلاء بشكل كلي عليها والتصرف بها بما يحلو لهم، فيما عقود الأجار وعقود البيع والشراء التي يبرمهما المسلحون والمستوطنون، تتم عن طريق المجلس المحلي، حيث تصدر كل تلك العقود عن المجلس المحلي، الأمر الذي يوضح تواطئً تركياً مع تلك الانتهاكات، كون المجلس المحلي مرخص بشكل رسمي من الجانب التركي".
مواطن أخر يدعى "علي\اسم مستعار"، يقول لليفانت نيوز، أنه "مع بداية دخول الميليشيات المسلحة لمدينة عفرين، قمت باستئجار أحد المنازل من أصحابها لأسكن بها مع عائلتي، و لم يكن توجد حينذاك عقود أجار، وبعد مرور فترة من الزمن، قامت جماعة مسلحة بطردنا من المنزل، بحجة أننا لا نملك ورقة أو إثبات أننا قمنا باستئجار المنزل، فاضطرت للبحث عن سكن أخر حتى تمكنت من استئجار منزل أخر و بعقد نظامي، و لكن ولسوء الحظ أيضاً، قامت جماعة مسلحة بإخلاء المنزل لصالح أحد عناصرهم، و عندما أبرزت لهم عقد الأجار، قاموا بتمزيقه قائلين لي أنهم لا يعترفون بتلك العقود، و تمكنوا من طردنا، لذلك اضطر الكثير من الشبان إلى ترك المدينة والخروج منها نتيجة الضغوط والمضايقات التي يتعرض لها السكان الكورد في مدينة عفرين".
وتتواصل عمليات بيع وشراء ممتلكات المدنيين الكورد في مدينة عفرين، على قدم وساق، حيث يقوم متزعمو المليشيات المسلحة التي تسمي نفسها بـ"الجيش الوطني السوري"، ممن استولوا على عشرات المباني السكنية من السكان الكرد، ببيعها بأسعار لا تتجاوز الألفي دولار أمريكي، دون رقيب أو حسيب.
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!