الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • قمة النقب تتحول إلى منتدى دائم وإعادة اصطفاف لحلفاء واشنطن في المنطقة

قمة النقب تتحول إلى منتدى دائم وإعادة اصطفاف لحلفاء واشنطن في المنطقة
قمة النقب تتحول إلى منتدى دائم وإعادة اصطفاف لحلفاء واشنطن في المنطقة

تتسارع الأحداث العالمية مع التغييرات الجيوسياسية مع تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا الذي أدى لارتفاع أسعار الحبوب والطاقة والحديث عن أن الاتفاق النووي مع إيران قد يكون وشيكاً.

وسط ذلك، جمعت قمة وصفت بـ "التاريخية" في إسرائيل وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر الذين وصلوا يوم الأحد 27 مارس إلى منتجع في كيبوتس سديه بوكير الجنوبي في النقب.

وسعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن  لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة بشأن ملف إيران، وفقاً لرويترز.

اقرأ أيضاً: بلينكن يبدأ جولة إقليمية من إسرائيل

يشكك بعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في التزام إدارة الرئيس، جو بايدن، تجاههم، ويستعدون لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي الإيراني، إذا تم التوصل لتوافق دولي حول الملف، والأزمة الأوكرانية القائمة حالياً.

وقبل عدة أسابيع، كانت المحادثات النووية بين إيران والدول الغربية قريبة من الوصول إلى اتفاق، إلى أن قدمت روسيا مطالب في اللحظة الأخيرة وأصرت على أن العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا يجب ألا تؤثر على تجارتها مع إيران.

وقال بلينكن إن استعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 "هي أفضل طريقة لإعادة برنامج إيران النووي إلى الصندوق الذي كان فيه".

لكنّه طمئن حلفائه بالقول: "لكن سواء حدث ذلك أم لا، فإن "التزامنا بالمبدأ الأساسي المتمثل في عدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي لا يتزعزع"، وأضاف "ستواصل الولايات المتحدة الوقوف في وجه إيران عندما تهددنا أو عندما تهدد حلفاءنا وشركائنا".

ومع انطلاق القمة، سبق أن تحدثت تقارير إعلامية بأن المناقشات في "قمة النقب" تدور حول موضوعين رئيسين: إيران والتعاون في مجال الطاقة، ولا سيما في مجال الغاز الطبيعي. وتعقد القمة على خلفية التوقيع الوشيك على اتفاق نووي جديد بين طهران والقوى العالمية. 

وتركز أيضا زيارة بلينكن، وهي المحطة الأولى في رحلة ستقوده أيضًا إلى الضفة الغربية والجزائر والمغرب، على حشد الدعم لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.

أمريكا تطمئن حلفائها

قمة النقب سبقتها قمة ثلاثية عقدت بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي وولي عهد أبو ظبي في شرم الشيخ، ومثّل الاجتماع أول قمة ثلاثية على الإطلاق لقادة إسرائيل ومصر والإمارات، حلفاء أمريكا الأساسيين في المنطقة.

واستشعرت هذه الدول الخطر من العودة لإحياء الاتفاق النووي. رغم ترحيب الولايات المتحدة بالقمة الثلاثية، إلا أن الرؤساء الثلاثة أبدو تخوّفهم من إزالة إدارة بايدن الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب.

اقرأ أيضاً: قمة تاريخية في إسرائيل.. مع الدول العربية المُطبعة وواشنطن

فيما أكد المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي في مؤتمر في الدوحة الأحد 27 مارس، أنّ عقوبات بلاده على الحرس الثوري الإيراني ستبقى بغض النظر عن الاتفاق النووي أو عن مسألة إبقاء هذه القوة المسلحة مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية.

بعدما كانت المسألة متداولة في تقارير صحافية، أكد وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان السبت للمرة الأولى رسميا، أن اسقاط التصنيف "الإرهابي" الأميركي عن الحرس الثوري هو ضمن الأمور القليلة العالقة.

وشدد على أن إيران تريد إسقاط التصنيف على رغم أن قادة الحرس طلبوا ألا يكون ذلك "عقبة" أمام الاتفاق اذا كان يحقق مصالح طهران.

قبل نحو عام، بدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا منه في 2018.

ويتولى الاتحاد الأوروبي دور المنسّق في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق عبر عودة واشنطن اليه ورفع العقوبات التي عاودت فرضها على إيران بعد انسحابها، وامتثال الأخيرة مجددا لكامل بنوده بعد تراجعها عن الكثير منها ردا على الخطوة الأمريكية.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الولايات المتحدة تعيد التفكير في دورها الأمني في المنطقة، فيما تسعى روسيا والصين إلى استغلال الفتحات التي خلفتها واشنطن.

واعتبرت أن الدافع وراء الكثير من عملية إعادة الاصطفاف هو التصدعات الجديدة بين الولايات المتحدة وحلفائها حول المفاوضات التي لم تنته بعد بشأن الاتفاق النووي مع إيران، والآن الحرب في أوكرانيا، حيث تكافح إدارة بايدن لإقناع إسرائيل والسعودية بتبني مواقفها بشأن التعامل مع طهران وعزل روسيا.

وقال بلينكن، الأحد، إن "منطقة أكثر استقرارا وتكاملا تمنحنا أساسا أقوى للتصدي للتهديدات المشتركة مثل هذه"، واصفا القمة بأنها تجمع كان "لا يمكن تصوره قبل بضع سنوات فقط".

تعمل إسرائيل وشركاؤها العرب الجدد على تسريع المحادثات التي تركز على الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي التي تهدف إلى مواجهة ترسانة إيران الكبيرة من الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسلحة بدون طيار.

وليس معروفاً إذا ما كانت اتفاقات أبراهيم يمكن أن تتوسع إلى تحالف دفاعي رسمي والدور الذي سيكون للولايات المتحدة في أي علاقة عسكرية جديدة. وفق الصحيفة نفسها.

قمة النقب تتحول إلى منتدى دائم

لكنّ  وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، أعلن في ختام القمة، عبر مؤتمر صحفي مشترك بين الوزراء  تحويل قمة النقب إلى منتدى دائم، مشيراً إلى إن اللقاء في النقب لن يكون الأخير، داعياً الجميع إلى المشاركة بمن فيهم الفلسطينيون.

كما أجمع وزراء خارجية دولة الإمارات ومصر والمغرب والبحرين والولايات المتحدة وإسرائيل، في ختام قمة النقب على نبذ الإرهاب، وتعزيز السلام.

ووصف الوزير الإسرائيلي الاجتماع بأنه "صنع التاريخ"، مشيرا إلى بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي.

واعتبر لابيد أن هذه البنية الجديدة، القدرات المشتركة التي نبنيها ترهب وتردع أعداءنا المشتركين، أولاً وقبل كل شيء، إيران ووكلاءها لديهم بالتأكيد ما يخشونه. ما سيوقفهم ليس التردد بل بالأحرى التصميم والقوة".

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فقد أشار إلى أن "مثل هكذا لقاء كان مستحيلا قبل عدة سنوات"، مضيفا: "نرى نمو العلاقات بين دول الإمارات والبحرين والمغرب مع إسرائيل".

وكشف الوزير الأمريكي عن مجموعة عمل لمكافحة التعصب تعمل عليها إسرائيل ودولة الإمارات، لتأمين السلام والرخاء للشعوب.

وبخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه يجب تهيئة الظروف للتفاوض بشأن حل الدولتين.

من جانبه، أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أن مصر تحاول التنسيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل الدولتين.

كما أدان عبداللطيف الزياني وزير خارجية البحرين، أدان في مستهل حديثه بالمؤتمر الصحفي، الاعتداء الإرهابي، الذي وقع مساء أمس الأحد، في الخضيرة بإسرائيل، مدينا الإرهاب بكل أشكاله، كما فعل ذلك وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة.

اقرأ أيضاً:الإمارات: من المرجح استمرار دور روسيا في (أوبك+)

 تعمقت المخاوف الأمنية في إسرائيل، عندما أطلق مهاجمون عرب، حددهم مسؤولو الأمن على أنهم مواطنون إسرائيليون ومتعاطفون مع تنظيم داعش، النار على اثنين من ضباط شرطة الحدود وقتلهما في الخضيرة، وهي مدينة تقع على بعد 50 كيلومترا شمال تل أبيب.

وأطلقت الشرطة النار على الرجلين فأردتهما قتيلين. وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم، وفقا لبيان نشر على حساب التنظيم على تلغرام، نقلته فرانس برس.

شهد العالم في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول 2020،  حدثاً تاريخياً بتوقيع اتفاق إبراهيم للسلام بين إسرائيل والإمارات، تبعها اتفاق مع كل من البحرين والمغرب والسودان.

ليفانت نيوز_ خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!