الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
لهم دينهم ولنا دين
ثروت الخرباوي

يظن البعض أن جماعة الإخوان تقود صراعا من أجل الدين، ويخرج أعضاء الجماعة في وجه مجتمعاتهم وهم يحملون السلاح ويريقون الدماء وفي ظنهم أنهم ينتصرون بذلك للإسلام، فعبر سنوات تم مسخ عقول أفراد جماعة الإخوان لتقع فريسة في حجر عقيدة فاسدة لا علاقة لها بالإسلام، بل إن أعضاء الإخوان الذين غُيبت عقولهم وصل بهم الشطط أن عاشوا في فترة حكم مرسي على وهم أنهم سيفتحون مصر لينشروا بها الإسلام! دين


وعلى هذا فإن فتح مصرلم يقم به سيدنا عمرو بن العاص كما كنا نعرف، ولكن قام به سيدنا محمد مرسي سليل جماعة الإخوان المقدسة، والفتح الذي قام به الإخوان سيترتب عليه دخول الإسلام إلى مصر، لأن الذي دخل إلى مصر مع سيدنا عمرو بن العاص لم يكن إسلاما حقيقيا!! ومع سيدنا محمد مرسي دخل الإسلام ومعه المشروع الإسلامي،والتجربة الإسلامية، والحزب الإسلامي وكافة الطوائف التي تطلق على نفسها "إسلامية"وبذلك يكتمل دخول الإسلام إلى مصر، أما نبي الإسلام مع الإخوان فليس هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما كنا نظن، ولكنه حسن البنا، لذلك لم يكن مستغرباً أن نقول لهم  "لكم دينكم ولي دين".


ترى الجماعة وفقاً لمناهجهم وأدبياتهم أن أمتنا هي أمة جاهلية لا تعرف الإسلام بل تعاديه، فعلى رسائل البنا وكتب سيد قطب نشأ الإخوان وتربوا، أما عن حسن البنا فقد وضع البذرة الأولى للإرهاب حين جعل السيفين شعاراً له، السيف الأول وضعه لكي يتم توجيهه لداخل البلاد ضد الذين يقفون في موقف المعارضة أو الخصومة مع الإخوان، والسيف الثاني من أجل أن يحقق فكرته القائمة على غزو العالم، ثم كان أن استخدم كلمة "وأعدوا" من الآية القرآنية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" لم يستخدم كلمة مشتقة من الحكمة أو الدعوة أو الرحمة، ولكن استخدم آية من آيات القتال التي تخص قتال الكافرين، حتى أصبح من أدبيات الإخوان أن كلمة "الإرهاب" هي كلمة لا يقوم الدين إلا بها، ولا ينبغي للإخوان أن يتنصلوا منها ، فديننا ـ وفقا لقولهم ـ هو دين الإرهاب والرعب، دين


أما سيد قطب فقد كان أشد وأنكى، إذ آمن الإخوان بسيد قطب إيمانهم بالإسلام، حتى أن محمد مرسي في أحد أقواله المأثورة في أحد البرامج الفضائية عام 2009 قال: "بحثت عن الإسلام فوجدته في سيد قطب" وسيد قطب أستاذ مرسي ومعلم الإخوان قال في كتبه وهو يضع لهم نظريته: "إننا يجب أن نستخدم وسائل المجتمع الجاهلي حتى نصل للحكم، ولكننا لا ينبغي أن نوافق على وسائل المجتمع الجاهلي في مواجهتنا"، قال قطب هذه العبارة وهو يفسر الآية القرآنية "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" حيث بدأ قطب بالتساؤل: (هل كان سيدنا يوسف غافلا عن المعنى الإسلامي الخالد "طالب الولاية لا يولى"؟ هذا المعنى الذي أقرته كل الأديان السماوية، كان يوسف عليه السلام يدرك أنه يعيش في مجتمع جاهلي، وأن تزكية النفس من أجل الحصول على منصب هي من ركائز هذا المجتمع، ومع أنها تخالف العقيدة إلا أنه ولجها وسلك طريقها حتى يصل إلى الحكم، ولكن هذه الوسائل ذاتها لا يجوز لها أن تكون عقبة تحول بيننا وبين الحكم، ولذلك يجب أن نستخدمها ولا تستخدمنا). دين


من أجل هذا الفهم المعوج لآيات القرآن الكريم وتطويعها لخدمة أفكار مريضة قال مصطفى مشهور في أحد كتيباته التي تعد كـ "مانفستو" تسير الجماعة على أفكاره إن الديمقراطية: "ما هي إلا لغو وعبث وما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم لا علاقة لها بالدين بل هي تخالفه".


وفي موضع آخر يقول: "كيف لهؤلاء أن يفكروا في مصطلح تداول السلطة إذا ما وصل الإخوان للحكم، فهل يمكن أن يفكر أحدكم في أن يترك الإسلام حكم العباد ويتنازل عن التكليف الذي كلفه الله به لكي يترك الأمر لفرقة تدين بمنهج غير منهج الإسلام، كالرأسمالية أو الاشتراكية أو غيرهما لمجرد أن بعضهم يؤمن بما يسمى بالديمقراطية وتداول السلطة!". دين


ولعل كلام خيرت الشاطر الذي قاله قبل ثورة 30/6 بأن الإخوان سيحكمون أكثر من خمسمائة عام يوضح أن أمر الاستمرار على كرسي الحكم بلا انتهاء هو عقيدة لهم لا تتغير، لذلك لم يكن عنف الإخوان في مواجهة الشعب عندما خلعهم هو موقف الفريق الوطني الذي يجب أن يراجع أخطاءه ويخضع لغضب شعبه، ولكنه كان موقف من يعتقد أنه يحمل الحل الإلهي الذي يجب أن يواجه الطواغيت التي خرجت لكي تحارب الإسلام فيه، فلا بصناديق الانتخابات سيرضى بل سيعمل على جعلها خاضعة لقراره هو لا لقرار الشعب الجاهلي، ولا بخروج الملايين ضده سيرضى، إذ كيف يرضى الإيمان ـ في ظنه ـ بالكفر الذي يتوهمه فينا وإن تدثر بملايين البشر!. ليفانت


ليفانت-ثروت الخرباوي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!