الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
ليبيا والأطماع الإخوانية العثمانية باحتلال أراضيها
ليبيا والأطماع الإخوانية العثمانية باحتلال أراضيها

بعد فشل المفواضات لوقف إطلاق النار في ليبيا، وانسحاب خليفة حفتر من التوقيع على وقف إطلاق النار مع ميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا، بدأت التهديدات التركية تجاهه، مع إعلان تركيا استمرارها بالقتال هناك، ودعمها لتلك الميليشيات، وسط استنكار عربي واضح، ومطالبة من البرلمان الليبي بتدخل عربي فوري لوقف الغزو التركي في البلاد.


تجدد الاشتباكات في ليبيا بعد فشل المفاوضات


مع إعلان فشل المفاوضات لوقف إطلاق النار في ليبيا، تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في عدد من محاور القتال بالعاصمة طرابلس، بعد ساعات على انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، على خلفية رفض الجنرال خليفة حفتر التوقيع عليه، لتجاهله عدداً من مطالبه، وتحفظاته إزاء مشاركة تركيا في الإشراف على هذا الاتفاق.


هذا وتدور مواجهات عنيفة الآن بين قوات الجيش الليبي وميليشيات الوفاق في محوري الساعدية وتوغار جنوب العاصمة طرابلس، في وقت أكدت فيه الوحدات العسكرية للجيش المتمركزة في محاور القتال جاهزيتها لمواصلة عملياتها حتى تحرير العاصمة طرابلس وتحقيق النصر.


مطالبات بتحرك عربي لمواجهة الغزو التركي


عقب فشل المفاوضات بين السراج وحفتر، والتهديدات التركية المستمرة بالتدخل في الملف الليبي، طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح اليوم الأربعاء أنه يجب أن يكون هناك دور عربي لمواجهة التدخلات التركية في ليبيا، داعياً إلى رص الصفوف لإبرام اتفاقية الدفاع العربي المشتركة، وانتقد كافة التدخلات التركية في بلاده، وتساءل عن أي إرث يتحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في ليبيا، متهماً إياه بمحاولة إحياء إرث الظلم العثماني في ليبيا.


كما أكد عقيلة أن حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج لم تلتزم ببنود الاتفاق السياسي، مضيفاً أنه لا يحق لها إبرام اتفاقات سياسية دولية.


حفتر يطالب روسيا بحل الميليشيات الموالية لتركيا


طالب قائد الجيش الوطني الليبي اللواء خليفة حفتر، الجانب الروسي بعدد من الشروط من أجل الحفاظ على هدنة طرابلس، من بينها مهلة زمنية من 45 يوماً إلى 90 يوماً لقيام الميليشيات المسلحة بتسليم السلاح بشكل كامل، وبأن تكون هناك لجنة من الجيش الوطني الليبي إلى جانب الأمم المتحدة مسؤولة عن حصر الأسلحة وتسليمها، على أن يكون هذا العمل بالكامل تحت إشراف القوات المسلحة الليبية.


كما أبلغ حفتر الجانب الروسي برفضه أن تكون تركيا وسيطاً دولياً، وأن الدول الوسيطة هي الدول الحيادية، التي تتمسك بدعم استقرار ليبيا، وليس دعم الميليشيات المسلحة أو إرسال المتطرفين.


ميليشيات الإخوان والحل العسكري


أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش خالد المحجوب، إنه لا يمكن التفاهم مع الميليشيات المسلحة التابعة لقوات الوفاق التي تقاتل في العاصمة طرابلس إلا بالحل العسكري، بعد رفضها جميع الحلول السياسية والخيارات السلمية، وأشار إلى أنه عندما لا يتم الوصول إلى الحل عن طريق السياسية، لا مجال إلا للحل العسكري، لأن هذه الميليشيات المسلّحة معروفة لا يمكن التفاهم معها إلا بالقضاء عليها، مثلها مثل الإخوان لا تستمع إلى صوت السياسة والحوار ولا تفهم إلا بلغة قوة السلاح.


تهديدات أردوغان... والأطماع العثمانية في البلاد


مع إعلان حفتر عدم توقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، إلا بشروط تقضي بمغادرة القوات التركية للبلاد وعدم تدخلها فيها، شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجوماً على قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بعد رفضه على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في موسكو، مهدداً بتلقينه "الدرس اللازم" في حال واصل هجومه على العاصمة طرابلس.


حيث ادعى أردوغان أن حفتر وافق في البداية على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار ومن ثم رفض وهرب من موسكو، وأكد أن مسؤولية توقيع حفتر على اتفاقية وقف إطلاق النار تقع على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفريقه من الآن فصاعداً، وأن المباحثات في موسكو إيجابية من حيث كشف الوجه الحقيقي لحفتر أمام العالم.


وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أكدت في وقت سابق من اليوم، مغادرة قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، العاصمة الروسية موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق الوطني.


روسيا تعترف بوجود مرتزقة سوريين في ليبيا


سبق وأن تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في موسكو, أن نقل مرتزقة من سوريا إلى ليبيا أمر خطير للغاية، وأنهم تحدثوا مع أردوغان بهذا الشأن، مؤكداً أن الوضع في ليبيا يؤثر على الاستقرار في المنطقة وينعكس بالسلب على أوروبا، وأنه يعتقد أن الوقت حان لعقد محادثات السلام بشأن ليبيا في برلين.


استمرار تدفق المرتزقة السوريين إلى ليبيا


هذا وأكدت المصادر السورية، أن باب التطويع مازال مفتوحاً في مدينة عفرين السورية والقرى في محافظة إدلب، للالتحاق بالمرتزقة السوريين الموالين لتركيا، مقابل مبالغ مالية مقدمة من أنقرة، وبجانب الحصول على الجنسية التركية وتأمين عوائلهم في تركيا.


كما أكدت مصادر عديدة لجريدة ليفانت، أن جثث قتلى الجيش التركي والمرتزقة الموالين له يتوافدون كل عدة أيام إلى تركيا، حيث تقوم السلطات التركية بمراسم رسمية لدفنهم، دون أن تخرج أية معلومات إلى الإعلام التركي، بالوقت الذي نعى فيه عدة قياديين من ما يسمى الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا مقتل عدد من عناصرها المرتزقة في ليبيا.


استمرار الأزمة الليبية باستمرار التدخل التركي


يرى المحللون والمراقبون للوضع في ليبيا، أنه مع استمرار التدخل التركي في الشأن الليبي، لن يكون هناك أية حلول سياسية في البلاد، ولا وقفاً لإطلاق النار فيها، وأن أطماع تركيا العثمانية في المنطقة أكبر من ذلك التدخل، حيث رصدت أنقرة مبالغ كبيرة لدعم المرتزقة الموالين لها في طرابلس ومصراتة، مع استمرارها بنشر خطاب الكراهية بين الليبيين، وتحرضهم على القتل والفتنة.


خاص ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!