الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟ وسياسة إيران تجاه الأرض العراقية، التي يُخيم عليها "ظل خامنئي" في رسائله الغامضة تجعلهُ في قفص الاتهام.. لتعطيش العراق من خلال صراع السيطرة على التكتلات الخارجية وميليشياته وتعزيز قدرات الحشد الشعبي والمجموعات الموالية لها، لإبقاء العراق تحت سيطرته، وفرض ولاية الفقيه في إيران، بعد إطاحة الشاه عقد العزم على تصدير ثورته إلى العالم، هو الإمام الخميني.

ففي صيف العام 1980، والعمل على التسليح ليُثار التوتر بين البلدين الجارين واللدودين من حين لآخر وتصاعدت وتيرته حتى اندلعت الحرب في 22 سبتمبر، تبعها تهديد القوات الأميركية هناك مستخدمة اللوبي الخفي الإيراني داخل البيت الأبيض لحمل الإدارة على سحب القوات العسكرية.. ولذا نجد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، أنه ستكون هناك "محادثات غير مباشرة" بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة القطرية الدوحة.

ماذا لو تعايشت إيران؟ وخططها الاستعمارية في لبنان وتكليف "حزب الشيطان" للسيطرة الحازمة والحاسمة على الجمهورية التي انتفضت ضد ذلك الجُرم بثورة الأرز 2005، وثورة أكتوبر2019، لتستكمل انفجارها بطرد حزب نصر الله المتغطرس من حياته النيابية في سقوط مدوٍ للحزن وتكتلاته بعد انهيار لبنان الاقتصادي والاجتماعي بل وبكافة المجالات.. لقد فقدت إيران بل وطلقها الشعب اللبناني من حياته ليعود للجبال خاوياً كما جاء.

ماذا لو تعايشت إيران؟ وسنواتها الفاشلة في سوريا المقسمة والمدمرة التي نشرت في مناطقها أعداداً كبيرة من ميليشيات (لواء القدس) الفلسطيني، و(لواء فاطميون) الأفغاني، و(لواء الباقر) و(حزب الله السوري)، ومجموعات من (الحرس الثوري)، لتأتي التغيرات في معادلات أرض الواقع وتقاطع السياسات الإقليمية، بإجراء تعديلات ديمغرافية تسمح بإقامة مناطق متماسكة طائفياً تربط العراق بسوريا ولبنان والتقاتل لأجل حماية تمددها نحو البحر المتوسط.

ماذا لو تعايشت إيران؟ وحوثيّها أو قوات الباسدران في الساحة اليمنية، وحرصها على "النظام الحوثي" لمصالحها ضد السعودية، حيث نشأت حاضنات سياسية واقتصادية وعسكرية داخل المناطق المحررة تدعي أنّها مع الشرعية تحت ستار الحرب، لتكون ضد التحالف العربي وقوى وطنية تناهض الحوثيين في تناقض ينم عن مكر سياسي، لضمان بقاء "الجمهورية الحوثية الإيرانية" التي تهدد بابتلاع الشرعية اليمنية ومكاسبها التي تحققت، بالضغط على إدارة المفاوضات وبايدن لوضع التحالف العربي في خانة الانسحاب منه، وذلك من خلال تطبيق القيادة الإيرانية المعادلة المفترضة نفسها. فهل ستقاتل الولايات المتحدة الميليشيات الحوثية مباشرة لتجردها من السلاح؟ أم ماذا سيكون الوضع؟.

 

ليفانت - خالد الجاسر

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!