الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟ الجزء الثامن
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟! ولبنان ينهار.. وهو أكبر تحدٍ حقيقي ساهم في تدميره بيد ذراعه الشيطاني حزب الله الشريك بالأغلبية، وفق شواهد العالم وتقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي، فبعدما كانت لبنان بحاجة إلى 93 مليار دولار لإنقاذ البلد في 2018 فكم تحتاج الآن؟!!، وهو أمر يستحيل تنفيذه في ظل الوجود الإرهابي في السُلطة التي أصبحت تئن بأنفاسها الأخيرة بعد تفجير مخازن حزب الله التي دمرت 8 كلم أي ثلثي بيروت.

ماذا لو تعايشت إيران؟! وقد اجتمعت غالبية دول العالم ومنظماتها العربية والأجنبية بكافة ألوانها على تصنيفها كمجموعة إرهابية... لا يمكن للمنطقة العربية ولا لبنان أن يتخلصا من طاعونه مهما كانت المحاولات، إلا إذا اتحد العالم وقبله الشعب اللبناني الأبي الذي مات من الجوع (فالجوع كافر لا الإنسان)، ولن تتنفس المنطقة والعالم إلا بمحو إرهاب الدولة الرائدة الراعية له في العالم.

ماذا لو تعايشت إيران؟! وواقعها المالي المُتهاوي بالفساد وغسل الأموال وتهريب المخدرات والتمويل غير المشروع لآخره، واستخدمها لتمويل عملياته في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا بدعم تركي وكأن التي تتحكم فيه آلهة المال لحسن نصر الله والحرس الثوري المًسيطر فعلياً على لبنان ويحكمها عبر ساسته القتلة التي يستقيلون واحداً تلو الآخر خوفاً من تعليقهم على المشانق، وهي تحتفظ بمجموعة ترسانات صاروخية أكبر من أي دولة أوروبية في الناتو، قابلة للتفجير كنيترات بيروت التي خُزنت لست سنوات ودمرت شعباً، ليجتمع الخبراء والعلماء قولاً واحداً كالخبير الروسي موراخوفسكي بأن تلك الكمية التي سحقت بيروت، لم تنفجر كلها، قائلاً: "لو انفجر مثل هذا الحجم من هذه المادة، لكان الدمار أكبر بعشر مرات"، مُفترضاً أن نصيب الأسد من نترات الأمونيوم على مدى السنوات الماضية قد سُرق بكل بساطة إلى أين؟!!.

ماذا لو تعايشت إيران؟! وقد عرفت الحكومة اللبنانية والنخبة السياسية بفسادهم له وإدامة الاحتيال.. وهي تُغطي على ما تريد كما لاحظ ريكاردز، أن لبنان يمتلك 286.8 طن من الذهب، ويُصنفها كأكبر 20 دولة حاملة للذهب بين الدول التي تقدم تقارير إلى صندوق النقد الدولي.. وكلها تحت قبضة حزب الله (وبالتالي إيران وتركيا وقطر والإخوان)، وكلهم يُعانون من الفساد والخلل السياسي، وثقل الديون الضخمة، ليجدوا الحل في خزائن (سليمان اللبنانية) لتمويل أعمالهم المشبوهة وإدامة أحد أكبر مخططات بونزي في التاريخ، لما لا وقد زودت إيران حزب الله بأكثر من 150 ألف صاروخ، يمكنها تدمير المناطق المدنية الإسرائيلية، في إشارة حمراء من إيران إضافية للمانحين وقد باتت قدرات الحزب العسكرية تفوق الجيش اللبناني.

ماذا لو تعايشت إيران؟! إذا حلت فرنسا خطة من نوع مشروع مارشال المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والذي وضعه الجنرال جورج مارشال، ووضع رقابة دولية ملحقًة بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة الأمل للبنانيين، وفرنسا قد طالبت في 2019، بالتحقيق في الأموال التي وهبها الاتحاد الأوربي إلى لبنان الذي يواجه "انهياراً شاملاً على كل الأصعدة، كما عانى من جيرانه، ليتحول من سويسرا الشرق الأوسط إلى دولة فاشلة، مليئة بالفساد، تعيش الغالبية العظمى من سكانها بلا لقمة عيش تسد رمقه، حتى أنه تم سرقة المعونات وبيع الأدوية للصيدليات.

ماذا لو تعايشت إيران؟! وخسرت المستوى السياسي الداخلي في لبنان، وهو يعلم اقتراب نهايته وحزب الله قد كُشفت ألاعيبه ولا مناص له من التفكير ملياً في مستقبله وقد حاصرته واشنطن والاتحاد الأوروبي، الذي ما زال يُفرق بين الحزب وجناحه العسكري الذي يضعه تحت لافتة المُنظمة الإرهابية، على شمول الحزب بمجمله بهذا التصنيف.


 


خالد الجاسر

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!