الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟ (الجزء السادس)
خالد الجاسر


ماذا لو تعايشت إيران؟ وسياق الهوس الإرهابي بالتمدّد والتوسع هنا وهناك، قد أهلك اقتصادها دون ملامح لنجاحه في مجتمعه والشرق الأوسط، لينعكس أثره على حساب خزينتها الخاوية، بعجز ماليّ بنسبة 4.5% بنهاية 2019، ليصل في 2020 إلى 5.1%، بعجز سنوي، متوسطه تسعة مليار دولار، وانخفاض سعر نفطه، وزيادة نفقاته العسكرية لمؤسسة الجيش والحرس الثوري والمخابرات لعملياتها الإرهابية بأكثر من ثلاثين مليار دولار، ومن ضمنها نفقات التطوير العسكري، على ترسانة لا تشير الى أنّ البلد يريد أن يبقى في حدوده، كل ذلك على حساب تنمية الاقتصاد، ورفاهية الشعب الإيراني، فهل تستطيع طهران الاستمرار في سياسة تدخلاتها في الشؤون الداخلية للعديد من الدول وبخاصة العربية؟. 


ماذا لو تعايشت إيران؟ وتصالحت وواقعها مع نسب الفقر المرتفعة فيها بقُرابة 400 ألف إيراني، ممن فقدوا الدعم النقدي الحكومي الشهري، معتبرة إياهم غير محتاجين؛ وأنّ مليونا و100 ألف إيراني على الأقل حذفت أسماؤهم من قائمة الدعم النقدي الحكومي، بداية من أغسطس الماضي وفق محطة إيران إنترناشونال الإخبارية (الناطقة بالفارسية ومقرّها في بريطانيا). حتى وصل التكتم المعلوماتي الذي فرضه نظام ولاية الفقيه لسنوات عن أرقام اللاجئين الإيرانيين إلى دول أجنبية، بلغ فقط نحو 130 ألف شخص قدموا طلبات لجوء إلى 3 دول فقط حتى نهاية 2018.


ماذا لو تعايشت إيران؟، وفهمت أنّ حروبها في الصراعات الإقليمية والدولية، وفق خبراء اقتصاديين، ورّطها بثلاثة تريليونات دولار منذ قيام سيطرة نظام الملالي على الدولة الإيرانية عام 1979. وهي التي أنفقت مبالغ مالية فلكية قُدّرت في سوريا بـ48 مليار دولار لهذا العام، منها وفق مركز فارس للدراسات الشرق أوسطية، 15 مليار دولار سنوياً لتغطية تكلفة الحرب وتمويل دفع رواتب المليشيات العسكرية التي تقتل الدم السوري ببرود أمام الملأ.


بل وتنفق سنوياً في الحرب العراقية 500 مليون دولار، في ثمانينيات القرن الماضي، وتُدعم نقدياً «حزب الله» اللبناني كل عام بما يُقدر بـ300 مليون دولار. ووفرت طهران للحزب مشروعات ربحية للدعم قيمتها أربعة مليارات دولار يديرها رجال أعمال وواجهات في عدة دول، وفي اليمن 8 مليارات دولار منذ عام 2009، فما المكاسب التي حققها التكالب الإيراني الشيعي؟ 


ماذا لو تعايشت إيران وفهمت أنّ عملتها تنهار، وفق صندوق النقد الدولي لأكثر من 31% لهذا العام، بعدما كان 35.7% عام. 2019 مؤثراً على هبوط صادرات السلع والخدمات لأكثر من 60.3 مليار دولار 2019 من 103.2 مليار دولار 2018، ليزيد التراجع في عام 2020 إلى 55.5 مليار دولار.


ماذا لو تعايشت إيران؟، وسياسة “الضغوط القصوى” التي تنتهجها أميركا بتخيير إيران بين التفاوض أو مواجهة انهيار اقتصادي نتيجة العقوبات الأمريكية في خضم العلاقات الخلافية القائمة بينهما، مُنذ أكثر من أربعين عاماً، لتواصل إيران استفزازاتها بإرسال وقودها عبر الكاريبي لفنزويلا، رغم أنّ البلدين عضوان في منظمة أوبك ويخضعان لعقوبات أمريكية، لتجد الأخيرة نفسها “متورطة” في مشكلة جيوسياسية، إذ كيف تدفع كراكاس ثمن المحروقات وخزائنها فارغة؟، والأولى وسط ضغط اقتصادي وعقوبات دولية جرّاء الدماء والثروات التي تنفق على حروب الحرس الثوري وإرهابييها في الشرق الأوسط.


ماذا لو تعايشت إيران؟ وسياستها، هي سياسة مُتجذّرة في دستور الدولة، إذ تشرّع لها المادة 154، من الفصل العاشر الخاص بالسياسة الخارجية من دستورها، في ضوء رغبة النظام الإيراني في تأسيس حكومة عالمية، بحجّة دعم المستضعفين رغم ما تمارسه من قتل وإرهاب لمكونات الشعب الإيراني، كما يحدث لعرب الأهواز والأكراد والبلوش الذين يعانون منذ عقود من ويلات قمعها وإرهابها تحت سمع ونظر المنظمات العالمية، امتدّت إلى دول آسيوية وأفريقية غير عربية، بأشكال ووسائل مختلفة، من أجل شراء الولاءات السياسية وإدامة الصراعات الأهلية في هذه الدول.


ليفانت – خالد الجاسر 








 




كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!