الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟ (الجزء-13)
خالد الجاسر


ماذا لو تعايشت إيران؟ والمشاكل الهيكلية التي حالت دون التخلُّص من «الركود» و«التضخُّم»، ووضعت العقوبات اقتصادَها في وضعٍ مُعقَّد، جعل قضية الفقر اليوم قضيةً حسَّاسة، إذ أجَّج الارتفاع المتزايد لمعدَّلات البطالة من جهة والارتفاع الجامح للتضخُّم من جهةٍ أخرى توسيعَ الفجوة بين الطبقات الاجتماعية أكثر من أيّ شيءٍ آخر.


ماذا لو تعايشت إيران؟ بتناول ضرورة دقّ ناقوس الخطر بالنسبة للاقتصاد الإيراني، مع قُرب انتهاء العصر النفطي، وثورتها الصناعيةٌ الثالثة على الأبواب بعد مرور أكثر من خمسة عقودٍ؛ ثورةٌ تقول إنَّ النفط لم يعُد له دورٌ محوري في اقتصاد الدول، كيف؟، ويعتمد معدَّل البطالة، والتضخُّم، وخطّ الفقر، وقيمة العُملة الوطنية، والنمو الاقتصادي، والحرِّية الاقتصادية، وبيئة العمل وحتّى تصنيف إيران في مؤشِّرات الفساد العالمي، على النفط ومعدَّلات بيعه، فأيّ تغييرٍ لأسعار النفط العالمية ومُعدَّلات بيع النفط، ينعكسُ على مؤشِّرات ومُتغيِّرات الاقتصاد الإيراني، ويرسم مسارَ تحرُّكه على مرّ الزمان.


ماذا لو تعايشت إيران؟ وتقرير المؤشِّرات الاقتصادية للرُبع الأوّل من عام 2020م، وصل فيه معدَّل النمو الاقتصادي مع عائدات النفط إلى سالب 2.7%، وكان سالب 6% بدون عائدات النفط، بينما أعلن مركز الإحصاء الإيراني أنَّ معدَّل النمو الاقتصادي في الربيع مع احتساب عائدات النفط سالب 3.5%، وكان هذا النمو بدون عائدات النفط سالب 7.1%. حيث تسبَّبت كورونا في أن يكون النمو الاقتصادي للبلاد سلبياً، مما يعني انكماشَ الاقتصاد، وإفقارَ الشعب، والدليل قَبل ثلاث سنوات كان سعر الدولار والمسكوكات والمساكن والسياّرات وغيرها من السلع، قد ارتفعَ أكثر من ثمانية أضعاف؛ وارتفع سعر الذهب والمسكوكات 18 مرَّة، كما ارتفعت الأسعار في أسواق الإسكان والسيّارات بنحو 8 إلى 10 مرَّات. في حين كان متوسِّط زيادة الرواتب الضعف.. أي أنّه قد صار دخلُ الناس لشراء السلع الثُلث، مقارنةً بما كان عليه قبل 3 سنوات.


ماذا لو تعايشت إيران؟ وأمن شعوبها الذين عانوا من ويلاتها بلا أمان من قمع واعتقالات، آخرها هجوم الأمن الإيراني على منازل عشرات البهائيين، وصادَرت متعلّقاتهم الشخصية أثناء عملية التفتيش.. واعتقال أصحاب الرأي، كالصحافية ويدا رباني، في حين يموت منهم المئات في حرب ليس لهم منها إلا مصالح أنانيي النظام الروحاني، آخرها مقتل 14 من الميليشيات الموالية لطهران في سوريا التي أبادوها وسلبوا خيراتها وحضارتها العريقة.


ماذا لو تعايشت إيران؟ ووجوه الشر فيها تتكرر على كُرسي النظام الفاشي، ليُعلن وزير الدفاع الإيراني السابق العميد حسين دهقان، ترشُّحه رسمياً للانتخابات الرئاسية المقبلة يونيو 2021، لانتخاب خليفة الرئيس الحالي حسن روحاني، وهو المُدرج على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية منذ نوفمبر 2019، وقد حذر في مقابلة حصرية مع وكالة «أسوشييتد برس»، أميركا من أي هجوم محتمل على البلاد. بينما قال وزير الإرشاد والثقافة الإسلامية السابق، علي جنتي: “إنَّه ينبغي التشكيكُ في مدى عقلانية كُلّ مهووس بالترشُّح للانتخابات الرئاسية”، فما مدى عقلانية «المرشد» علي خامنئي بقوله: “إنّ بلاده بحاجة لرئيس شاب وثوري، يقود حكومة ثورية”، ليكون ذلك أول إعلان ترشح لانتخاب ثامن رئيس إيراني بعد ثورة 1979، في حين يقترح سياسيٌ انتخابات إلكترونية.


ماذا لو تعايشت إيران؟ و1.5 مليون عاطل بسبب «كورونا» التي طالت الجميع بمن فيهم رؤوس النظام.. وإضرابٌ عُمّال حقول النفط الإيراني، كإضرابَ عُمّال حقل نفط أزادجان الشمالي قُرب مقاطعة هويزه بالأحواز في إيران، أمس الأوَّل، احتجاجاً على تدنِّي الأجور وعدم وجود مرافق ترفيهية وصحِّية، حتى ضاقت الأرض بإعلامها حسرة وكمداً، فتساءلت افتتاحية صحيفة «همدلي»، بشكلٍ مباشر: “كم مِنّا يجب أن يموت كُلّ يوم، حتّى تضعَ الحكومةُ خطَّةً لتقليلِ وفياتِ كورونا؟”.



ليفانت – خالد الجاسر








 




كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!