الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟ وخطط وإجراءات وسياسات النظام الإيراني تجاه دول العالم العربي والخليجي خاصة، ممتدة للدول الأجنبية، وقد منح دستورها السُلطة شبه المُطلقة للمُرشد الأعلى فيها، واستخدم الأيديولوجيا بصورتها العملية، وكأنها وسيلة لكسب النفوذ داخلياً وخارجياً، بأيديولوجية متحفزة، مندفعة.

لترى المُلفت في نهج السياسة الخارجية في الدستور الإيراني، الذي يزعم عدم تدخله، تجد صورته العكسية في المادة 154، الذي يبدو أنه يدعم تصدير الثورة الإسلامية لدول الجوار بل وطالت دول الغرب وغيرها، بدليل دعم المليشيات الحوثية باليمن، وحزب الله بلبنان ودعم العلويين بسوريا، وحماس في غزة، ومحاربة داعش في العراق، وزيادة الاستثمارات في أفغانستان بعد الخروج المهين لأمريكا، وكذلك دعم طويل ومتواصل للعلويين في سوريا، أما في الدستور تجد قولهُ: "جمهورية إيران الإسلامية تسعى لتحقيق السعادة الإنسانية المثالية في جميع أنحاء المجتمع الإنساني، وتهتم بتحقيق الاستقلال والحرية والعدل والحقيقة حق لجميع شعوب العالم. تبعاً لذلك، في حين الامتناع بدقة عن جميع أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للأمم الأخرى، فهي تدعم النضالات العادلة للمستضعفين ضد المستكبرين في كل ركن من أركان المعمورة".

ماذا لو تعايشت إيران؟ وهروبها من القنبلة الموقوتة التي تبنتها بالداخل الإيراني، وسبب نكستها لفشل أنظمة المرشد الأعلى منذ سقوط الشاه، وعدم التخلي عن "خط الحرس الأحمر" واستراتيجية النظام الإقليمي ودوره ونفوذه في العديد من الملفات التي تكبدت الخسائر والهلاك جراء سلاسل العقوبات التي لم تُمنَ بمعالجات سريعة لأزمة الأمن المناطقي وإرهاب ميليشياتها وأذرعها الفاعلة في العديد من الساحات في عدد من العواصم، وتدخلاتها بدول عربية وتراجع إمدادات النفط والطاقة خاصة بعد العقوبات الدولية على روسيا بعد غزوها لجارتها الأوكرانية، وصولاً لعدم استعدادها لمقاربة أي موضوع خارج العقوبات الاقتصادية، ما يجعلها بتلك السياسات ضمن الاتفاقيات المُؤقتة بخطة العمل الشاملة المشتركة، والمرحلية المرهونة بالأحداث المتغيرة والتطورات المستقبلية بين طهران وست قوى دولية كبرى، لرفع العقوبات لقاء خفض أنشطتها النووية.

ماذا لو تعايشت إيران؟ وسياساتها بمشروع تسليح الضفة وعسكرة المواجهات بفصيلها (حماس) مع دولة الاحتلال إسرائيل، منذ تدريب قائد قوة القدس في الحرس قاسم سليماني لهما، والذي كان سبباً في تكريس موقعهما على ساحة القرار الفلسطيني، بما يعني إعادة تفعيل المشروع الذي بدأت فيه ما بعد عام 2005، ونجاح تجربة حرب يوليو في لبنان باستحواذ "حركة حماس" على مصادر القرار الفلسطيني وضد الشعب و"منظمة التحرير" وحتى "حركة فتح"، وتخليها في المعركة الأخيرة بما يؤكد قبول "حماس" بالموقف الإسرائيلي الذي لن ينجح مع وجود ميليشياتها المذكورة، لامتلاك القرار الفلسطيني ككل والجلوس إلى طاولة التسوية مستقبلاً.

 

ليفانت - خالد الجاسر

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!