-
ماسك صداقة إنسانية أم عداء بشري
قال المهندس الخمسيني الذى استعان به حاليا الرئيس الأمريكي ترامب لمؤلف كتاب والتر إيزاكسون إنه يعتقد أنه مريض "باضطراب وجداني، لكن لم يتم تشخيصه مطلقاً"، فالضربة (اللى متموتش تقوى لكن بتسيب ايه جواه هنشوف)، فمن انجذابه "إلى العاصفة والدراما"، بعد "تقلبات عاطفية لا يمكن التنبؤ بها" من استهزاء وإساءات لفظية أُسرية، لتنمر من زملاء أبرحوه ضرباً، لخدع سحرية وتنويم مغناطيسي لإقناع أخته بأنها "كلبة"، ليتأكد السبب وراء ذلك إلى أن ماسك لم يكن لديه المستقبلات العاطفية التي تنتج اللطف والدفء اليومي والرغبة في أن يكون محبوباً، وقد يكون مصاباً بمتلازمة أسبرغر، التي شخصت إصابته بها، وهي من أشكال التوحد.
لما نراه من طفولته بين اب مهندس غريب الأطوار والتفكير والانفعالات، وأم تحوم بين أنها عارضة أزياء واخصائية تغذية تنعم بشخصية قوية وفعالة، تنعكسُ على أدائه في الطريقة التي يدير بها الشركات التي يرأسها، مستشهداً بأمثلة عدة على نوبات غضبه حيث يستشيط غضباً عندما لا يحقق موظفوه توقعاته وقد لا يتردد في إذلالهم إذا قاوموه. وكذلك نوبات من القيء والأرق المرتبطة بالتوتر، فهو يترأس مجالس إدارات 6 شركات ضخمة ويعمل لساعات طويلة، بل إنه اعتاد النوم على أرضية مصنع "تسلا"، مما ترك أثراً سلبيا ًعلى صحته، على ما يبدو.
لكن كل هذه التحديات جعلت منه إنسانا أكثر صلابة وعزمًا، حتى اعتبره البعض رمزا للإبداع والطموح فهو لم يتوقف عن السعي رغم وجود تحديات كبيرة في حياته منذ انفصاله عن أبويه، وهو في الثامنة من عمره، مولعاً بالقراءة وكتب الخيال العلمي والفلسفة، وبحلول سن ١٢ سنه ليُصمم لعبة فيديو بسيطة قام ببيعها مقابل ٥٠٠ دولار، ليبدا ريادة الأعمال التي تحتاج إلى حب المخاطرة المدروسة، عكسية الحركة مع ماسك "نحن نختلف عن الآخرون نحن متهورون "، وكلنا نعمل ما اقدم عليه ماسك في جائحة كورونا دون أدنى احساس بالذنب او تأنيب الضمير، فهو بطبعه شخصية عدوانية خارجة عن القيم المجتمعية والقانون، ولا يهتم للآخرين ولا لمشاعرهم، اهم شيء هو
الوصول إلى أهدافه فماسك يتميز بأسلوبه الحاد في العمل تظهر في قيادته الحادة وردوده على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وتصل إلى صراعات علنية مع صحفيين وسيأسين ومستثمرين ، لتتجلى الانانية وحُب السيطرة و اللامبالاة على العدوانية، وهو ما يعنى خليط من النرجسية والسادية والبارانويا، فظاهريا انسان ناجح ومميز، وباطنياً انسان ذو طبيعة سيكوباتية ممزوج بصفات الاضطراب الوجدان بطابع هوسه وجنونه، فهو يمتلك نشاط زائد في الثقة تصل إلى حد الغرور وسرعاته في الانتقال بين فكرة وأخرى، لدرجة أنه "قضم أكثر
مما يستطع مضغه"، باحثا عن امتلاك تواصل اجتماعي ليبث فيه أفكاره، لتكون منطلقاً لخيبات ونكسات على الإنسانية بدأها من وقوفه مع التجاري دونالد ترامب الهارب من القضاء والقضايا، حتى استلم أرفع منصب بالبيت الأبيض وتقييم أداء المسؤولين، بل ولم يفارقه في أي مكان.
سيكولوجيًا، هو عبارة عن نسيج من السمات التي تلهم، وتتحدى، وتدفع نحو التغيير. حاملاً 3 جنسيات، جنوب أفريقية وكندية وأميركية، لتتجسد عقليته بقوة الرؤية والمرونة والالتزام الذي لا يتزعزع بقضية ما. فالحالة النفسية الكامنة وراء شخصيته الملهمة قد تكون الخطوة الأولى نحو توجيه الرؤية الداخلية للشخص، فهل هذا انسان سوى؟!.
ليفانت: أميرة حبارير
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!