الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ"ليفانت": استخدام روسيا القوة العسكرية يعني دخولنا لمرحلة جديدة بتاريخنا

متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ
لويس ميغيل بوينو المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا \ متداول
  • نحن في الاتحاد الأوروبي كنا نؤمن بالحوار والمشاورات والدبلوماسية والتفاوض منذ بداية هذه الأزمة
  • الطرف الروسي اختار المسار العكسي والمهاجمة والعدوان العسكري على دولة ذات سيادة مستقلة وهي أوكرانيا
  • العقوبات هي أشد العقوبات في تاريخ الاتحاد الأوروبي فرضت على أي دولة
  • الإرادة السياسية واضحة للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا للاتحاد
  • محاولة روسيا إعادة بناء البنية الأمنية الأوروبية من خلال استخدام القوة العسكرية، تشير إلى أننا دخلنا في مرحلة جديدة في تاريخنا
  • قبل الحوار، يجب وقف لإطلاق النار، وسحب القوات الروسية من أوكرانيا فوراً

جاء ذلك في حوار خاص لـ"صحيفة ليفانت اللندنية" مع السيد "لويس ميغيل بوينو"، المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حول رؤية الاتحاد الأوروبي للصراع الدائر في أوكرانيا، وتأثيراته المستقبلية على الاتحاد الأوروبي.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

يحاول الرئيس بوتين ممارسة الدبلوماسية والمفاوضات تحت تهديد السلاح، ما سقف توقعاتكم في الاتحاد الأوروبي للمفاوضات التي تجري على الحدود الأكرانية البيلاروسية، وهل ثمة شيء اسمه اتفاقية منسك الأولى والثانية بعد الاجتياح الروسي لدولة ذات سيادة كأوكرانيا؟

"نحن في الاتحاد الأوروبي كنا نؤمن بالحوار والمشاورات والدبلوماسية والتفاوض منذ بداية هذه الأزمة، قلنا للطرف الروسي يجب معالجة المخاوف الروسية من خلال الحوار والمفاوضات، وفي هذا الصدد قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة إلى موسكو، وفي هذا السياق أيضاً قام المستشار الألماني بزيارة مماثلة إلى موسكو، وكان هناك تحركاً دبلوماسياً على جميع المستويات بيننا وبين شركائنا وبين الطرف الروسي أيضاً، للأسف الشديد نرى أن الطرف الروسي اختار المسار العكسي والمهاجمة والعدوان العسكري على دولة ذات سيادة مستقلة وهي أوكرانيا".

"الآن نحن نشجع طبعاً المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، لإيجاد حلول مناسبة لهذه الأزمة، ولكن هذه الحلول لا يمكن أن تكون على حساب الأمن الجماعي والأمن الأوروبي، ونحن قلنا أيضاً منذ بداية الأزمة أن هناك مبادئ مشتركة للجميع وهذه المبادئ تشمل مثلاً عدم استخدام القوة والحرية لأي دولة في القارة الأوروبية أن تكون طرف في أي تحالف، وأقصد هنا تحالف حلف الشمال الأطلسي ومبادئ مشتركة أيضاً تم التوافق عليها من خلال المفاوضات منذ سنوات ومنذ نهاية الحرب الباردة، وقبل ذلك أيضاً وهذا يتعلق باحترام هذه المبادئ واحترام القانون الدولي واحترام البنية الأمنية الأوروبية".

بدأت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا بفرض عقوبات اقتصادية على الاتحاد الروسي وهناك توقعات بفصل البنوك الروسية من النظام المالي سويفت ودعم عسكري دفاعي من العديد من الدول، فكيف تنظرون إلى حجم الدعم هذا، وهل ستكون هناك حزم عقوبات جديدة فيما لو استمر الصراع طويلاً؟

"بالنسبة للعقوبات، هي أشد العقوبات في تاريخ الاتحاد الأوروبي فرضت على أي دولة، فهذه النقطة مهمة لأننا نتحدث عن عقوبات صارمة جداً على الدولة الروسية وعلى أشخاص وكيانات وشركات مختلفة، نتحدث مثلاً عن قطع وصول روسيا لأهم الأسواق الرأسمالية والمالية في العالم، ونحن نستهدف هنا وفي هذا السياق تقريباً 70% من الأسواق المصرفية الروسية، وأيضاً شركات مملوكة للدولة الروسية بما في ذلك مجال الدفاع مما سيؤدي إلى رفع تكاليف الاقتراض وزيادة التضخم وفي نهاية المطاف، وتقويض تدريجي للقاعدة الصناعية الروسية".

"وأيضاً هناك استهداف قطاع الطاقة من خلال العقوبات وخاصة الصادرات النفطية، والهدف هنا أن يكون من المستحيل بالنسبة لروسيا تحديث مصافي النفط لديها، وأيضاً هناك عقوبات في قطاع النقل وعلى سبيل المثال نتحدث هنا عن حظر بيع جميع الطائرات وقطع الغيار والمعدات للخطوط الجوية الروسية وقمنا أيضاً ولأول مرة في تاريخ الاتحاد الأوربي بإغلاق المجال الجوي على كل الطائرات الروسية والتي تسيطر عليها روسيا".

"وهناك أيضاً حظر للتكنلوجيا المتطورة للحد من وصول روسيا لها، وهناك عقوبات مهمة فيما يتعلق بفصل البنوك الرئيسية في روسيا عن نظام سويفت وتم تجميد نصف احتياطيات البنك المركزي الروسي وحظر على الدخول للموظفين والدبلوماسيين الروس إلى الاتحاد الأوربي ويشمل هذا الرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف وما يسمى بالنخبة الحاكمة في روسيا".

"هذه العقوبات في الحقيقة هي أشد العقوبات في تاريخنا، وإضافة إلى ذلك تم اعتماد قرار مهم وهو تقديم أسلحة لدولة ثالثة هي أوكرانيا، طبعاً التي تتعرض إلى هذا العدوان العسكري من قبل القوات الروسية، فنحن نعتقد أن هذه العقوبات مهمة جداً وبدون شك أن التكلفة ستكون وخيمة على السلطات الروسية وعلى الاقتصاد الروسي، ولكن هذا التأثير لن نراه من يوم إلى آخر، وحتى الآن رأينا بعض المؤشرات في البورصات الروسية باتجاه الانخفاض وأيضاً انهيار للعملة الروسية والصعوبات في إيجاد مشترين للنفط ونقله، فأعتقد مرة أخرى أن هذه العقوبات ستكون لها تكلفة وخيمة على الاقتصاد الروسي، والهدف المطلوب هو إضرار بالقوة العسكرية الروسية في تمويل الجهود العسكرية".

قدم الرئيس الأوكراني زيلينسكي طلباً رسمياً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهناك موافقة من زعماء ثماني دول أوربية لقبول طلبها فوراً، فهل من الممكن قبول هذا الطلب الآن، وهل يختلف الانضمام الأوكراني إلى حلف الناتو عن قبولها في الاتحاد الأوربي بالنسبة للموقف الروسي؟

"بالنسبة للطلب الأوكراني للانضمام إلى الاتحاد الأوربي، هناك تصريحات واضحة من قبل المسؤولين الكبار الأوروبيين سواء أكان رئيسة المفوضية الأوروبية السيدة أورسولا فون دير لاين ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي السيد شارل ميشيل أو رئيس البرلمان الأوروبي السيد روبرتا ميتسولا، حيث نرى بشكل واضح أن هناك ترحيباً لهذا الطلب لانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي الآن، وهناك تضامن كبير باتجاه هذا الموقف".

"ولكن من ناحية أخرى، لا بد من الإشارة إلى أن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوربي هي عملية سياسية قانونية وطويلة وجداً ومعقدة جداً، تستغرق عدة سنوات، لأنها تتعلق بتطبيق بعض القوانين وجميع قوانين الاتحاد الأوروبي في هذه الدولة كأوكرانيا، وهناك معايير مختلفة على الصعيد السياسي والاقتصادي والقانوني نسميها معايير كوبنهاغن، وهي ضرورية وملزمة لأي دولة مرشحة بين قوسين، ولكن هناك إرادة سياسية واضحة جداً وتضامن كبير جداً في الاتحاد الأوروبي تجاه الشعب الأوكراني والسلطة الأوكرانية".

"الآن هذا الأمر يختلف عن طلب الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي، هذا مختلف تماماً، فهناك دول انضمت فعلاً إلى الناتو، ولكن ما زالت مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فالأمران مختلفان تماماً، ولكن مرة أخرى الإرادة السياسية واضحة للاتحاد الأوروبي بهذا الصدد، فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا لهذا الاتحاد".

الملاحظ من تحرك الاتحاد الأوروبي أنه لا يأتي إلى ذكر اسم بيلاروسيا في العقوبات الأوروبية المفروضة، وهي منخرطة بشكل كبير في هذا الاجتياح؟

"نحن نعتبر بأن بيلاروسيا منخرطة بالفعل وبشكل مباشر في العدوان والغزو العسكري الروسي الغير مبرر على أوكرانيا، وبالتالي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على بيلاروسيا، وهي تشمل عقوبات وتدابير عقابية بحق 22 شخص بارز في النظام البيلاروسي والعقوبات تشمل تجميد الأصول وحظر السفر، إضافة إلى ذلك هناك عقوبات اقتصادية تشمل بعض القطاعات وأتحدث هنا عن الواردات البلاروسية باتجاه التكتل في مجال الخشب والبوتاس، وقد منع الاتحاد الأوروبي 100% البوتاس والحديد، ولن تتمكن  بيلاروسيا من استيراد التكنولوجيا المتطورة من الاتحاد الأوروبي فهناك حظر للتكنولوجية المتطورة، لذا هناك بالفعل حزم من العقوبات الشديدة على بيلاروسيا في هذا الصدد". 

هناك من يقول أن الوضع الحالي في أوروبا، يشبه الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، هل تخشون من تطور الأحداث وارتكاب أخطاء قاتلة ومفاجئة، بحيث تصل النيران إلى جنود الناتو المنتشرين في الدول المجاورة لأوكرانيا؟

"نحن في نقطة تحول في التاريخ الأوروبي، ولا شك في ذلك.. واضح أن الخيار الروسي في غزو دولة مجاورة ومستقلة ذات سيادة دون أي استفزاز مسبق هو الأمر الأخطر.. ومحاولة روسيا لإعادة بناء البنية الأمنية الأوروبية من خلال استخدام القوة العسكرية، تشير إلى أننا دخلنا في مرحلة جديدة في تاريخنا".

الآن هل هناك مخاوف واضحة من قبل السلطات الأوروبية والدول الأوروبية فيما يتعلق باندلاع حرب واسعة؟

"طبعاً هناك مخاوف، والهدف الآن بدون شك ايجاد حل لهذه الازمات بشكل صحيح ومناسب، ونحن نقصد من خلال المشاورات والمفاوضات، ولكن قبل الحوار يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، ويتعين على السلطات الروسية سحب قواتها من هذه الدولة على الفور".

"ولكن أعتقد حتى في هذه الظروف الصعبة، هناك دائماً قنوات دبلوماسية مفتوحة، انظر إلى الاتصالات الأخيرة بين الطرف الروسي والطرف الفرنسي، وللتذكير فإن فرنسا ترأس مجلس الاتحاد الأوروبي، ولها دور مهم في هذه الأزمة على الصعيد الدبلوماسي، ونحن نتمنى أن تدرك السلطات الروسية أنه لا يمكن استخدام القوة العسكرية في التغير وإجراء تغيرات جيوسياسية والدفاع عن مصالحها في القارة الأوروبية، لأن في نهاية المطاف إذا لم يكن هناك إجماع حول ضرورة الرد من قبل الاتحاد الأوروبي على هذا العدوان الروسي، الآن بعد التصرف الروسي الغير مقبول والغير المسؤول، وعلينا أن لا ننسى بأن السلطات الروسية هددت باستخدام الأسلحة النووية ضدنا، فهذا الاجماع الأوروبي واضح جداً، وليس هناك انقسام، وعلى العكس هناك اجماع واضح ليس فقط في الاتحاد الأوروبي، وإنما على الصعيد الدولي كما رأينا في الأمم المتحدة".

ليفانت-خاص

رودوس خليل

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!