-
مستنقع انتخابات رئاسة الجمهورية في إيران
نشرت مجلة "صبح صادق" التابعة لمكتب الحرس الثوري السياسي، في عددها 992، مقالاَ تحت عنوان "جيل z ومستقبل إيران". ويتراءى بوضوح في هذه المقالة، قلق الحرس الثوري حيال المستقبل، وخاصةً التهديد الأمني من قبل الجيل القادم في إيران.
ويلفت الكاتب إلى هذا الموضوع، قائلاً: "حكم هذا الجيل لن يكون بسهولة الأجيال السابقة؛ لأنّ هذا الجيل على خلاف الأجيال السابقة له طبع احتجاجي في الأغلب على الوضع الحالي؛ ولقد هيّأ عدم الاعتناء بهذا الجيل، المجال لتحوّل جزء منه إلى تهديد خطير على مستقبل الدولة؛ فأجواء تربية الجيل z الإيراني يهيمن عليها العدو ويتوجب البحث من الآن على سبيل لحل ومواجهة التهديد المقبل".
أن يساور الحرس الثوري القلق حيال المستقبل من الآن، فالسبب الأكبر وراء ذلك يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية يونيو 2021م، لأنّ جيل الشباب الإيراني يلعب دوراً محورياً في هذا الصدد. الجيل الذي قُمِع من عام 1999م في جامعة طهران، ومن ثم رأى بصيص أمل عام 2009م، في إجراء إصلاحات بداخل النظام، لكنه للمرة الثانية لم يتلقَ ردّاً سوى الرصاص والسجن. ونهض مرة أخرى في خريف عام 2019م، ونزل الشوارع الإيرانية احتجاجاً على النظام برمته لكنه واجه قمعاً شديداً.
تواجد جيل الشباب على المجال الافتراضي بصورة خاصة أمر هام للغاية بالنسبة للجهات الأمنية، وخاصةً الحرس الثوري، لأنّ المرشحين الأساسيين من الحرس الثوري في الانتخابات دفعوا أيضاً مبالغ ضخمة من أجل التواجد على ساحة المجال الافتراضي. وبعد أمر خامنئي المبني على غزو ضباط الحرب الناعمة للمجال الافتراضي، اتّضح جليّاً أنّ القضية الرئيسة التي تهم النظام هي الانتخابات. تسعى أيضاً وسائل الإعلام الحكومية والجيوش السيبرانيه التابعة للحرس الثوري أن تبرز من الآن مدى أهمية انتخابات الحرس الثوري.
لكن عدد المرشحين التابعين للحرس الثوري تبدل إلى معضلة خطيرة. فلقد أعلن العميد سعيد محمد والعميد حسين دهقان ترشحهما بصورة رسمية. واللواء محسن رضائي والعميد رستم قاسمي مشغولون الآن على الأقل بالاستعداد لإعلان ترشحهما. وفي هذه الأثناء، برز للغاية دور عضو المجلس الأعلى للأمن القومي والعنصر الأمني التابع للحرس الثوري "سعيد جليلي" وأنصاره على المجال الافتراضي من أجل تهيئة المجال لمشاركته. ومن ناحية أخرى يسعى عزت الله ضرغامي، وهو أحد قادة الحرس الثوري القدامى، والرئيس الأسبق لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وراء جذب أنصار جدد له حتى يعلن ترشحه في التوقيت المناسب.
لكن على الصعيد الآخر من الساحة، تطرح القوى الإصلاحية الخاسرة، مخاوفها حول قدوم "حكومة عسكرية".
وقد أفاد، مؤخراً، أحد زعماء هذا التيار "بهزاد نبوي"، قائلاً: "سوف يكون ترشح شخص عسكري انقلاب عسكري في صورة سلمية عملياً. وبالتالي، لن ينزل العسكريون الآخرون إلى الشوارع بالدبابات والمدرعات وتتظاهر بأنّها مؤسسة عسكرية تدير الدولة بقرار صناديق الاقتراع".
من الواضح أنّ هندسة الحرس الثوري للانتخابات قد صعّب الأمور على التيار الإصلاحي المهزوم. ولكن النتيجة هي أنّ الانتخابات أصبحت في إيران مثل مستنقع يهلك فيه الموالون لنظام الحكم والموالون للتيارات السياسية. إنّ الخلافات بين التيارات السياسية والتناقضات في داخل الحرس الثوري من أجل الحصول على السلطة، قد وصلت بإيران إلى أعتاب انفجار من الداخل.
الجيل الجديد والشباب في إيران لا يمتّون بأي صلة لماهية نظام الجمهورية الإسلامية، ويزأرون غضباً من هذا النظام الحاكم وتلك الأيديولوجية المتطرفة، ومن المؤكد أنّه لن يدخل إلى لعبة الانتخابات.
ليفانت - علي رضا
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!