الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
معارك ريف حماه.. كسر حصار أم كسر عظم؟!
معارك ريف حماه .. كسر حصار أم كسر عظم؟!

معارك ريف حماه.. كسر حصار أم كسر عظم؟!


رواد محمد - ريف حماه الشمالي


تشهد مناطق ريف حماه الشمالي معارك طاحنة بين المعارضة وتحرير الشام من جهة، وقوات النظام السوري مدعومة بعناصر روسية وميليشيات إيرانية من جهة ثانية، على مشارف بلدات الجلمة، كرناز وكفرنبودة، وهي مناطق التماس في ريف حماه الشمالي والشمالي الغربي منذ عدة أيام.


هذه المعارك أخذت منحاً جديداً بفتح المعارضة لمحور قتال جديد، والذي شهد شداً وجذب بين الطرفين انتهى بسيطرة قوات النظام على البلدة بعد أن دمرتها بشكل شبه كامل جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي من قبل الروس والنظام، والمحور الجديد الذي انطلقت فيه المعارك هو محور الطريق الواصل بين مدينتي محردة والسقيلبية عند نقطة تل ملح والجلمة والجبين، التي نجحت المعارضة بالسيطرة عليها بعد معارك ضارية مع قوات النظام والقوات الروسية.


المقدم "فارس بيوش" القيادي في الجيش السوري الحر تحدث لـ "ليفانت" عن معارك ريف حماه وعن التكتيك الذي تتبعه المعارضة هناك: " دائما في كل الحروب، من يمتلك زمام المبادرة تكون النتائج من صالحه، ونقل أرض المعركة الى مناطق العدو يغيّر من الموازين بشكل كبير، وتغيير التكتيك العسكري المتبع وفق كل معركة أيضاً له نتائج إيجابية وتشتيت لقوة العدو".


وأضاف المقدم بيوش: "فتح أكثر من جبهة يعطي نتائج ايجابية على المستوى العسكري، كل هذه الأمور تقريبا تم استخدامها في المعارك الأخيرة، و لذلك كانت النتائج جيدة خلال المعارك" مؤكداً: "العمل العسكري علم كبير، تم تطويره عبر تاريخ الصراعات البشرية ولذلك عندما تكون قيادة العمليات العسكرية بيد مختصين عسكريين يكون النصر هو الأقرب".


تعتبر معارك إدلب مصيرية بالنسبة لسكان المحافظة وسكان أرياف حماه وحلب واللاذقية، حيث تريد القوات الروسية حصارهم في مناطق ضيقة وتقسيم المحافظة إلى أقسام متفرقة يسهل السيطرة عليها كما حدث في سيناريو الغوطة، وهذا ماتحاول روسيا فرضه بالقوة لكنها لم تنجح حتى الآن، فالمعارك بريف اللاذقية فشلت في تحقيق أي نتائج حيث لم يتمكن الروس من التقدم بعد أكثر من مئة محاولة فاشلة،ومن ناحية أخرى استطاعت قوات المعارضة السورية من خلال معارك ريف حماه قطع طريق السقيلبية محردة، وهو شريان الحياة في المنطقة وهذا يعني فشلاً ذريعاً للخطة الروسية.


من ناحية أخرى يشكل حصار إدلب الهدف الرئيسي للروس والنظام للسيطرة على المحافظة، لكن المقاومة الشرسة من قبل سكان المنطقة وفصائل المعارضة حالت دون تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن، وانتقلت المعركة للمناطق الموالية، حيث بدأت حركة النزوح من مناطق سيطرة النظام باتجاه الجنوب خوفاً من تقدم فصائل المعارضة هناك، على الرغم من ارسال التطمينات من قبل قادة الفصائل لأهالي هذه المناطق أنهم ليسوا هدفاً في المعركة وإنما قوات النظام السوري والمليشات الموالية له هي الهدف الوحيد في هذه المعارك.


من جهته صرّح "أحمد أبو يوسف" أحد مقاتلي المعارضة المسلحة المشارك في معارك ريف حماه لـ"ليفانت": "الشبيحة قاموا بالهروب من قريتي بريديج والشيخ حديد خوفاً من تقدم قوات المعارضة، في حين شهدت بلدة حيالين حركة نزوح كبيرة للمدنيين الموالين للنظام لنفس السبب، والمعارك الدائرة حالياً هي معارك مصيرية بالنسبة لنا ولن نسمح للروس والنظام بالسيطرة على إدلب إلا على جثثنا".


معارك كسر عظم شمال حماه عنوانها التاو والدبابات المحترقة، ترسم مستقبلاً لقرابة ثلاثة ملايين نسمة يعيشون في المنطقة "المحررة"، حيث يرى مقاتلو المعارضة أن معارك كسر الحصار أوجدت توازن في القوى وكبدت النظام والروس خسائر لم تكن بالحسبان عبر حرب الكمائن.


فهل تواصل قوات المعارضة نجاحها أم يعاود النظام والروس تقدمهم مستخدمين سياسة الأرض المحروقة؟!


معارك ريف حماه.. كسر حصار أم كسر عظم؟!

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!