الوضع المظلم
الأحد ٢٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مقتل البغدادي يجدد احتمالات النهاية أو التمدد داخل التنظيم الإرهابي

مقتل البغدادي يجدد احتمالات النهاية أو التمدد داخل التنظيم الإرهابي
مقتل البغدادي يجدد احتمالات النهاية أو التمدد داخل التنظيم الإرهابي

- مقتل البغدادي يجدد احتمالات النهاية أو التمدد داخل التنظيم الإرهابي - مراقبون يتوقعون صراع دموي على الخلافة - عواء "الذئاب المنفردة" يرعب العالم و"النساء" ألغام متحركة


رشا عمار - القاهرة


تعددت السيناريوهات بشأن مصير تنظيم "داعش" الإرهابي فيما بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية الأحد الماضي، فيما تؤكد معظم التكهنات نهاية التنظيم وتحلله نهائيًا على مدار الأيام المقبلة، وتشير تحليلات أخرى إلى أن مقتل البغدادي سيحفز نشاط داعش الإرهابي خاصة في المناطق التي ينشط فيها خارج حدوده التقليدية بسوريا والعراق.


أنصار التنظيم الإرهابي لزموا الصمت منذ إعلان مقتل خليفتهم، ولم يصدر عنهم أي بيان أو حتى منشور حداد، الأمر الذي يؤكد حالة الانقسام داخل التنظيم إلى حد كبير، ويعزز سيناريو الاقتتال الداخلي بين عناصر داعش على خلافة التنظيم.


ويرى هشام الهاشمي الخبير العراقي في شؤون الجماعات المتشددة أن أنصار البغدادي لا يزالون في صدمة كبيرة لم يستطيعوا الإفلات منها خاصة بعد مقتل عدد من قيادات التنظيم بعده وفي مقدمتهم المرشح الأقوى لخلافته عبد الله قرداش.


ويقول الهاشمي: "سيرغبون في الاتفاق على خليفة قبل أن يعلنوا مقتله (البغدادي)"، مشيراً إلى أن انقساماً داخل التنظيم قد يؤجل ذلك.




ويرى مراقبون أنه لا يمكن قراءة السيناريوهات المستقبلية لتنظيم داعش بمعزل عن المتغيرات التي طرأت على التنظيم مؤخرًا وأبرزها الطبيعة الهيكلية التي تشكلت مراراً لتتوافق مع الظروف الخاصة بالتنظيم، على عكس التنظيمات الجهادية الأخرى التي ظلت ثابته مما عجل بنهايتها.


ويقول "جيه بيرغر" مؤلف كتاب "داعش.. دولة الرعب والإرهاب"، إن مقتل البغدادي يطرح سؤالاً عن مصير هوية التنظيم في المستقبل، وهل سيتبنى من سيخلف البغدادي على رأس التنظيم عباءة الخلافة، أم أن استراتيجية الخلافة ستموت مع موت البغدادي؟


ويرى "بيرغر" أن "مقتل البغدادي سيفقد التنظيم عدداً من المهارات التي تميّز بها ومنها قدرته على لم شمل عناصر التنظيم من العراقيين والسوريين والأجانب وقدرته على الخطابة ودراسته العلوم الدينية وحصوله على الماجستير والدكتوراه، ما مكنه من تحدي القيادات الكبيرة في تنظيم القاعدة في بداية تشكيل تنظيم داعش ورفضه الانصياع لأوامر أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة العالمي".


ونشرت الأمم المتحدة دراسة في يونيو/حزيران من هذا العام، أشارت فيها إلى أن هيكلة تنظيم داعش تتغير وتتكيف داخل سوريا والعراق.


وأوضحت الدراسة أن المكان الأساسي لتجنيد عناصر جديدة، هو السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا، لأن الظروف الصعبة في تلك المعتقلات مناسبة للحفاظ على أيديولوجية التنظيم حية بين المعتقلين من عناصره وتجنيد آخرين.




خليفة البغدادي ليست الإشكالية الأهم التي تواجه التنظيم والتأخر في إعلان مقتل البغدادي أو اسم خليفته أمرًا طبيعياً وتنظيم القاعدة لم يعلن مقتل أسامه بن لادن إلا بعد حوالي أسبوع كما لم يعلن خليفته إلا بعد حوالي 6 أسابيع، لكن السؤال الأكثر إلحاحاً أمام المراقبين والباحثين في الوقت الحالي يتمثل في تركة التنظيم البشرية وأفكاره وآليات أتباعه في التعامل مع مقتل زعيمهم.





التمحور والتمدد خارج الحدود التقليدية.. رهان البقاء



ورغم الهزائم المتكررة التي لحقت بالتنظيم الإرهابي على مدار السنوات الماضية فإن التقارير الأمنية تؤكد أنه لا يزال يشكل خطراً لا يستهان به على أمن واستقرار المنطقة.




وخلال عام 2019 فقط، نفّذ التنظيم ما يزيد على 139 هجوماً في محافظات شمالي وغربي العراق، قتل خلالها 274 شخصاً بينهم 170 من عناصر الشرطة. وفي تحد منه للسلطات واستعراض لوحشيته قام تنظيم "داعش" بتوثيق قطعه رأس شرطي في مدينة السمارة.




تشير مجموعة سوفان وهي منظمة بحثية مقرها في نيويورك ولها مكاتب إقليمية في العديد من الدول تقدم خدمات أمن استراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات، أن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى هذه الجماعات يأتون مما لا يقل عن 86 دولة، والدول العشر التي تتصدر قائمة المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا تشمل تونس (6500) والسعودية (2500) وروسيا (2400) والأردن (2250) وتركيا (2100) وفرنسا (1700) والمغرب (1350) ولبنان (تسعمائة) ومصر (ثمانمائة) وألمانيا (760).




ورغم إعلان الحكومة العراقية في ديسمبر/كانون الأول 2017 انتصار قواتها على التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها.

لكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدّم تقريراً لمجلس الأمن في فبراير/شباط 2019، جاء فيه أن التنظيم تحول إلى العمل السري في العراق.




وقال غوتيريش في تقريره: "إنهم في مرحلة انتقالية، انتقلت فيها مهام القيادات الرئيسية لخلايا التنظيم في الأقاليم".

وينشط مقاتلو التنظيم في المناطق المعزولة ذات التضاريس الصعبة "ما يسهل حركتهم وتخطيطهم لشن هجمات، مثل صحراء الأنبار ومناطق بمحافظة نينوى والجبال التي تحيط بكركوك ومناطق بمحافظتي صلاح الدين وديالى".


 



الذئاب المنفردة.. خطر داعش الذي لا زال يعوي بالعالم





مرّ تنظيم داعش الإرهابي بعدة هزائم كانت كفيلة بكتابة نهايته لكنه استخدم سلاح التحور الدائم من أجل الحفاظ على بقاؤه، فبعد انحسار التنظيم في معقل قيادته بسوريا والعراق نتيجة الضربات الأمنية الناجحة ضده، لجأ إلى حيلتين، الأولى هي الاعتماد على الذئاب المنفردة التي تعمل وفق سياقات تتفق فقط في الأيدلوجيا بينما تختلف تماماً في الوسائل وتتباعد جغرافيا، ولا تنتظر تعليمات مركزية، بل تعمل بشكل فردي دون أن تثير النظر وهو ما يجعلها أشبه بالخلايا النائمة في بعض الأحيان ويجعل مهمة ملاحقتها والقضاء عليها شبه مستحيلة.




ويعرّف المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات “الذئاب المنفردة” مصطلح استخباري يدل على قيام شخص او أشخاص، غير منظمين، أي لا يخضعون إلى تنظيم هرمي، يستلمون منه التعليمات للقيام بعمليات إرهابية، بل يقوم الشخص بالتخطيط والتنفيذ ضمن امكانياتهم الذاتية.




ووفق دراسة للمركز ذاته فإن أغلب الأشخاص المنفذين لمثل هذه العمليات، يكونوا من الشخصيات السوية الاعتيادية والتي لا تثير الشك في سلوكها وحركتها اليومية. أغلب هذا النوع من الأشخاص يكونوا من الشباب من اصول عربية واسلامية، ومن الذين يقيمون في أوروبا ودول غربية. لتنتقل العمليات الإرهابية من العمليات الواسعة للتنظيم إلى أفراد، هذه العمليات ممكن اعتبارها بأنها محاولة من التنظيم لمواجهة مشكلة التمويل والنقص في القيادات الميدانية من الجيل الأول للقاعدة، الذين تقدم بهم السن وخرحوا من الخدمة.


تقوم عمليات الذئب المنفرد عادة على مبدأ التمويل الذاتي المحدود والاستعانة بالمواد التي تدخل في صناعة المتفجرات والتي يمكن الحصول عليها من الأسواق دون ان تجلب الانتباه والمراقبة. أغلبهم لا يتردد إلى المساجد، ولا يرتدي السروال الأفغاني وإطلاق اللحى ويتقن أكثر من لغة مع إجادة عالم الإنترنت والتقنيات الحديثة.




ويرى الكاتب رافاييلو بانتوشي، مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية أن الذئاب المنفردة يشكلون الخطر الأكبر ما بعد مقتل البغدادي مشيرًا إلى أنه بالنسبة لبعض هؤلاء الأفراد المعزولين قد تكون وفاته بمثابة اللحظة التي ينتظرونها لتنفيذ أعمال إرهابية.




وسيدعي هؤلاء "الذئاب المنفردة" سواء أفراد أو جماعات تبني أيدلوجية داعش أن هذه الهجمات انتقام مخطط لها، على الرغم من أنها ستكون في واقع الأمر استغلالاً لقصور أمني في أحسن الأحوال.




بينما تتمثل الحيلة الثانية في البحث عن معاقل جديدة للتنظيم خارج نطاق المعاقل الواقعة تحت القصف المباشر، فبينما تضاءل التمدد الجغرافي لداعش بسوريا والعراق والصحراء الممتدة بينهما، والتي كانت تمثل بالماضي براح للتنظيم، زاد تمدده في مناطق أخرى غرب أفريقيا وبمنطقة الساحل والصحراء، فضلاً عن التمدد في آسيا، بالتزامن مع استمرار المحاولات لإعادة التمركز في المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية وأوضاع غير مستقرة بسوريا والعراق.

ويطرح مقتل البغدادي الكثير من التساؤلات حول قدرة التنظيم على الاستمرار في التمحور من أجل البقاء.


 



نساء داعش... تركته الثقيلة



بعد مقتل البغدادي تصاعدت التحذيرات من اعتماد تنظيم داعش على المرأة بشكل أكبر في العمليات، بسبب حالة التشرذم التي يمر بها التنظيم الذي خسر قيادته




لكن الدور الأخطر لنساء "داعش" يتمثل في الاعتماد عليهن لتجنيد عناصر جديدة تمهّد لعودة التنظيم.

فبالنظر إلى دور المرأة في التنظيمات الإرهابية، وتحديداً "القاعدة" و"داعش"، يتضح أن لها أدواراً محددة، مثل استقطاب عناصر جديدة، وتسهيل العنف من خلال دعم أزواجهن من العناصر الإرهابية، والمشاركة في الهجمات عند الضرورة، فضلاً عن تنشئة الأطفال على الأفكار المتشددة الإرهابية.




وتحدثت تقارير عن مصير المئات من نساء التنظيم الإرهابي اللاتي يلاقين مصيراً مجهولاً، إلا أن الرصد المستمر لنشاط التنظيم كشف في الآونة الأخيرة أن هناك مساندة من نساء في جنوبي سوريا والعراق، بالمشاركة في استقطاب إرهابيين جدد ومؤيدين للتنظيم ومشاركين معه في العمليات الإرهابية.

وأصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء المصرية تقريراً تحدث فيه عن دور النساء في إعادة إحياء عمليات التجنيد لدى تنظيم داعش، بعد الهزائم التي تعرض لها في سوريا والعراق، وفرار الكثير من عناصره وإعدامه للكثير من مقاتليه في الآونة الأخيرة.




وأكد المرصد أن التنظيم الإرهابي يسعى حالياً إلى تدريب النساء للتعامل مع المتفجرات، وتحضيرهن للسفر إلى أوروبا، كما أن دور النساء في تجنيد المتطرفين لا يعتمد فقط على نشر الأفكار، بل أيضاً على توظيف قدرتهن على الجذب للتأثير على الشباب، وحثهم على الانضمام للتنظيم.




وأكد التقرير أن النساء في تنظيم داعش من المرجح أن يلعبن دوراً قوياً في الحفاظ على إرثه وأفكاره المتطرفة، خاصة أن العنصر النسائي يشكل ما يقرب من 25% من مقاتلي التنظيم في الفترة من 2013 حتى 2018.


 



4 سيناريوهات محتملة



وكشف الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، أن هناك عدد من السيناريوهات المنتظرة لمصير تنظيم داعش الإرهابي عقب الإعلان عن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي.




وأشار فاروق في تصريح خاص، أنه ينتظر تنظيم داعش مصير مجهول في ظل القضاء على الكثير من القيادات المؤثرة داخل التنظيم، وخسارته للجغرافية السياسية داخل سوريا والعراق، والتي سعى من خلالها لإقامة مشروع دولة الخلافة المزعومة منذ يونيو 2014، لينتهي هذا الحلم في مارس 2019، بإعلان قوات التحالف القضاء تنظيم داعش نهائياً وتفكيك تنظيمه بنسبة كبيرة.




وأوضح فاروق، أنه في ظل وجود العديد من الدول الراعية للإرهاب، ووجود مقومات مالية وبشرية تدفع إلى بقاء التنظيم ومحاولة إعادة هيكلة خلايا مرة أخرى سيكون التنظيم أمام عدد من السيناريوهات التي ستحدد بقائه من عدمه خلال المرحلة المقبلة.




وأضاف فاروق، أن السيناريو الأول، يتمثل في استمرار تنظيم داعش وبقاءه على ما هو عليه في ظل وجود قيادة قوية لديها القدرة على الهيمنة وتستطيع السيطرة على مفاصل التنظيم وإعادة ترتيب الأوراق داخل البيت الداعشي، لاسيما إذا تم تنصيب أبو عمر قرداش، الذي تم تعيينه نائب للبغدادي خلال الأشهر القليلة الماضية بعد إصابة البغدادي، خاصة أنه يعتبر قائد عسكري بحكم كونه ضابط سابق في الجيش العراقي، وتولى مسوؤلية الجهاز الأمني في داعش، كما أنه مرجع شرعي سابق لتنظيم القاعدة، ما يؤهله لوضع التنظيم في مرحلة جديدة، والقضاء على الخلافات والصراعات الداخلية التي تعصف بالكيان وفروعه، المشتعلة بين ما يعرف حالياً بتيار الأنصار وتيار المهاجرين.




وأوضح فاروق، أن السيناريو الثاني يتمثل في تحول التنظيم داخل سوريا والعراق، إلى مجموعة من الخلايا العنقودية، وفق استراتيجية "الذئاب المنفردة" أو "خلايا التماسيح"، والتعايش مع فكرة التكييف الكموني، ومحاولة التخفي في التضاريس الطبيعية الصعبة داخل المناطق الصحراوية على الحدود السورية العراقية والبقع الجغرافية القريبة، مكونين جيوباً جديدة، والاتجاه لتعديل التكتيك وفق ما يسمى بـ"حرب العصابات".




مع وجود قيادة داعية تحرك فلول التنظيم دون أن تكون في قلب المشهد، في ظل تقوية الفروع والولايات المنتشرة في أفريقيا وأسيا، واتباع سياسة "مركزية القيادة لا مركزية التنفيذ"، وهو سيناريو اشبه بوضعية تنظيم القاعدة، الذي أصبحت فيه الفروع تمثل مركز قوة وثقل في مقابل ضعف القيادة التي يمثلها أيمن الظواهري.


وقال فاروق، أن السيناريو الثالث، يتمثل في بقاء بعض الفلول الداعشية في سوريا والعراق، تحت قيادة ضعيفة، مع إعلان انفصال فروع وولايات التنظيم المنتشرة في نطاقات جغرافية ممتدة داخل أفريقيا وأسيا، والمنطقة العربية، واستقلال قيادات هذه الفروع عن التنظيم الأم، وتحويلها لكيانات ونسخ جديدة من التنظيم بمسميات متعددة، تحمل نفس التوجهات والأفكار والأدبيات، ما يعد محاولة لخلق زعامات تكفيرية متطرفة جديدة تمنح الساحة الجهادية المسلحة زخماً خلال المرحلة المقبلة.







 


أبو بكر البغدادي .. أبرز محطات حياته



 

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!