الوضع المظلم
السبت ١٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مليشيات أنقرة تتجاوز النظام بالإجرام.. سجين بعفرين يسرد الوقائع

مليشيات أنقرة تتجاوز النظام بالإجرام.. سجين بعفرين يسرد الوقائع
عفرين.. ميليشيات موالية لتركيا/ المرصد السوري لحقوق الإنسان

مع اقتراب الذكرى السنوية الرابعة لبدء غزو منطقة عفرين (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا)، من قبل الجيش التركي والميليشيات السورية المسلحة المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، عبر ما تسمى "عملية غصن الزيتون"، والتي نفذت ولا تزال تنفذ حملات اعتقال واختطاف واسعة تطال المدنيين الكورد ممن رفضوا الخروج من مدينتهم بتهم وحجج واهية، على رأسها التعامل مع الادارة الذاتية سابقاً، أو أداء واجب الدفاع الذاتي.

حيث تعرض الألاف من السكان الكورد للاختطاف من قبل ميليشيات "الجيش الوطني السوري" والتي تمارس شتى أنواع الانتهاكات تحت مرأى الجانب التركي، الذي لا يحرك ساكناً حيال كل تلك الانتهاكات والجرائم التي صنفت كجرائم حرب ضد الإنسانية.

وبحسب بعض الاحصائيات التي جمعتها اللجان العاملة في مجال حقوق الإنسان، فإن هناك أكثر من ست ألاف معتقل ومعتقلة في سجون الفصائل المسلحة من سكان عفرين، مصير ثلاثة ألاف منهم مجهول إلى الآن، موزعون على السجون والمقرات العسكرية المنتشرة في عفرين والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات أنقرة، والذين يعانون من ظروف قاسية نتيجة للمعاملة السيئة التي يتعرضون لها من قبل إدارة السجون نقلاً على لسان البعض ممن تم الافراج عنهم.

اقرأ أيضاً: في عفرين.. مواطنون يدفعون أجار منازل يملكونها لمسلحي أنقرة

وفي شهادة حصلت عليها ليفانت نيوز من أحد السجناء الذين تم الافراج عنهم مؤخراً، قال الشاهد: "بداية تقوم المجموعة المسلحة المكلفة باعتقال أحد المطلوبين على حد تعبيرهم باقتحام منزله، وتبدأ بعملية تفتيش بشكل وحشي مع ترهيب وتخويف ذوي الشخص المطلوب ومصادرة كافة الهواتف النقالة في المنزل، ثم يقومون باعتقال الشخص المطلوب الذي يتعرض للضرب بشكل وحشي داخل السيارة التي ستنقله للمعتقل".

مردفاً: "مع وصولنا لمكان الاعتقال، يتم تعليقنا من قدمنا للأعلى والضرب بشكل عنيف على كل أنحاء جسدنا، حيث يفقد الكثير من المعتقلين وعيهم نتيجة الضربات التي يتعرضون لها على رأسهم".

ويتابع الشاهد الذي اشترط عدم عرض هويته لدواعي أمنية: "خلال فترة التحقيق أيضاً، كنا نتعرض للضرب والركل في حال لم يقتنعوا بأجوبتنا وإجبارنا على الاعتراف بالتهم الموجهة لنا تحت التهديد والضرب الذي نتعرض له، فمعتقلاتهم أشبه بمعتقلات النظام السوري الذي يدعون بمحاربته، وباتت الآن ممارساتهم لا تقل إجراماً عن ممارسات النظام السوري".

ويستطرد: "كل سجين في سجون هذه الفصائل المسلحة، يتعرض للضرب والتعذيب بشكل عنيف، حيث هناك الكثير من أساليب التعذيب الوحشي التي تمارس بحقنا من صعق بالكهرباء وقلع الأظافر وحرق بالسجائر والتعليق بالأرجل للأعلى مع الضرب بخراطيم المياه على كافة أنحاء الجسم، مما تسبب لكثير من المعتقلين بعاهات مستديمة، ولا يستثنون النساء من الضرب والتعذيب، حيث تتعرض النساء أيضاً للضرب بشكل وحشي في تلك المعتقلات".

تأسيس مبادرة من أجل عفرين لفضح انتهاكات تركيا في العالم

ويستكمل أنه بجانب "هذا التعذيب الجسدي الذي نتعرض له، كنا نتعرض للتعذيب النفسي أيضاً، حيث فقد البعض من المعتقلين عقولهم وفقدوا الذاكرة نتيجة لكل تلك الممارسات اللاإنسانية التي يتعرضون لها".

في السياق، تداولت مصادر محلية من مدينة عفرين خبراً عن فقدان الشاب "محمد منلا علي" من سكان ناحية راجو حياته بعد خروجه من المعتقل، بعد إصابته بمرض خطير نتيجة الضرب و التعذيب الوحشي الذي كان يتعرض له خلال فترة اعتقاله التي دامت قرابة الأربع أعوام في سجن الراعي السيء الصيت، و ذلك نتيجة كسر في فكه بعد تعرضه للضرب على الوجه و عدم معالجته، مما تسبب له بالتهابات خطيرة تحولت لسرطان في الفم، لتقوم إدارة السجن بعد تدهور حالته الصحية بنقله لسجن قرية معراته (بريف عفرين)، و الافراج عنه بعد التأكد من سوء وضعه.

فيما قام ذوو محمد بنقله للمشفى العسكري في مدينة عفرين، والتي قامت بنقله للعلاج في الداخل التركي، إلا أن المرض كان في مراحله الأخيرة، ولم يتجاوب جسده مع العلاج، وتم إعادته لمدينة عفرين حيث فقد حياته بعد وصوله لمنزله في ناحية راجو بساعة واحدة، علماً أن الشاب كان يبلغ 30 عاماً، وهو متزوج ولديه طفل واحد.

ليفانت-خاص

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!