-
منتدى أقلام رقية.. ثقافة مشتركة لجيل غيبته ظروف الحرب بالرقة
لعقد ونيف منذ انطلاق الحراك السلمي في سوريا، والذي تحول عبر 13 عاماً خلت من عمر السوريين لمأساة دفع الشعب السوري ثمنها باهظاً لتتحول لمأساة العصر في القرن الحادي والعشرين.
ولعل المقصلة الأكبر كانت هي الفئة الشابة التي كان لغياب الثقافة والأدب عن ذهنية أجيال كاملة لم تبصر سوى مشاهد القتل والدمار والقصف، وكانت هدفاً سائغاً لتجنيد وصناعة جيل دموي لايفقه ثوى ثقافة الدم والحرب والترهيب.
الرقة السورية عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية لأربعة أعوام، وما ألقت عليه تلك الحقبة على الأجيال الناشئة من الشباب، غابت عنهم صناعة جيل واعٍ وبناء، ومابعدها منذ تحرير الرقة 2017، وتحول فئة الشباب إلى الهجرة والمخدرات والعصبيات القبلية، جعلت تلك الأمور مجموعة من الأدباء والشعراء لإنشاء صرح ثقافي يعنى بتلقي المواهب الشابة من شعر وأدب ومسرح وقصة قصيرة وموسيقى، في خطوة لإعادة الأمور إلى نصابها و إنقاذ ما تبقى من الجيل الجديد من براثن الإرهاب والمخدرات والهجرة.
وحمل القائمون على منتدى "أقلام رقية" شعار "ثقافة تحت سماء واحدة".
وشهدت خشبة مسرح المركز الثقافي بالرقة انطلاق "منتدى أفلام رقية" بحضور كبير ولافت لم تشهده الحركة الثقافية بالرقة لأكثر من عقد ونيف من السنين الفائتة، رغم تعدد المحاولات والمبادرات لتجميع ولم شمل المثقفين والشعراء منذ تحرير الرقة 2017.
بدورها تحدثت " سوسن خليل " إحدى مؤسسات منتدى أقلام رقية : أننا طرحنا شعار الرقة أولا، و يدا بيد،لإنشاء ثقافة تحت سماء واحدة، وهي حقائق استطعنا لثلاثة أسابيع إقامة عدة أمسيات شعرية ومسرحية وفنية، في جامعة الشرق بالرقة، ومسرح المركز الثقافي، واستطعنا استقطاب العديد من المواهب في كل المجالات والأجناس الأدبية والثقافية.
تضيف "سوسن" : حاليا أنشأنا فرقة مسرحية بطواقم شابة من الموهوبين من كلا الجنسين مع كتاب مختصين بصناعة العمل المسرحي، يخضعون لتدريبات لغوية وحركية وبإشراف قامات مسرحية، والفرقة الثانية هي للموسيقى والغناء حيث يتم تدريب المواهب على العزف على الآلات الحية "عود قانون رق " بالإضافة للتدريب على النوتة الموسبقية والإنشاد والبلاغة اللغوية السليمة.
هذه شعارات المنتدى بالتعاون مع عيئة الثقافة والآثار، ومذكرات تفاهم مع لجنة التربية وجامعة الشرق، وسيكون التركيز واستهداف الطاقات الشابة.
الرئيس المشترك للجنة الثقافة والآثار بالرقة "حسن مصطفى" شيد بإقامة هكذا منتديات وقال :
أقدم عليها زملاءنا من الكتاب والشعراء لإطلاق هذا المنتدى الأدبي للكشف عن المواهب الشابة واخضعاهم لدورات تخصصية وتطوير مهاراتهم، من خلال جولاتهم على المدارس الثانوية والإعدادية والجامعات، ورفدها للمكاتب المختصة.
ونحن كلجنة حريصون على ان تتطور هذه التجربة بالشكل الأمثل كي تبقى الرقة كما كانت عاصمة للثقافة.
وتشرف الأديبة المعاصرة "فوزية المرعي " على إقامة "منتدى فوزية المرعي" بالرقة منذ أكثر من 40سنة بالرقة شاركت فيها خلال تلك السنوات العديد من الأعلام والأقلام والشعراء السوريون والمحليون وهو قائم حتى يومنا هذا.
وتقول بحديثها : لم نشهد حراكاً ثقافيا وأدبياً لانتشال الفئة الشابة من غياهب الجهل والمخدرات والهجرة منذ عقود، وهذه الخطوة بدورنا نباركها ونتمنى أن تستطيع إقامة جيل واعي وبناء ينهض بالمجتمع بالعلم والثقافة والأدب.
وشارك مجموعة والشعراء والفنانين في حفل افتتاح المنتدى من بينهم "الشاعر عمر الصران، الشاعر أحمد رشاد، الشاعر منهل لطوف، الشاعر أحمد هللو والشاعر عبد المنعم الفريج "، في عديد من الأمسيات التي تقام في كل سبت بشكل دوري.
ليفانت: أسامة الخلف
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!