الوضع المظلم
الثلاثاء ٣٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • من النحت إلى الكلمة: إرث سيدو رشو ومستقبل الإعلام الكردي بفعالية في الدنمارك

من النحت إلى الكلمة: إرث سيدو رشو ومستقبل الإعلام الكردي بفعالية في الدنمارك
النحات سيدو رشو \ تعبيرية

في إطار الاحتفال بعيد الصحافة الكردية، تقيم دار أُورزلك ÛRZELK للثقافة والفن ومنظمة المجتمع المدني الكوردي في أوروبا فعالية ثقافية متميزة تحتفي بالإعلام والفنون كأدوات للتوجيه الحضاري وتحديد اختيارات المجتمع، وتأتي هذه الفعالية تكريمًا للمبدعين الذين يجسدون الجانب المشرق في حياة الأمم والأوطان، وتعبيرًا عن الإيمان بالدور الهام الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي الجمعي.

وتتضمن الفعالية جزأين رئيسيين، حيث يُكرم في الجزء الأول النحات الكردي السوري الراحل سيدو رشو، وذلك بتوقيع وتوزيع أول كتاب عن حياته وأعماله من إعداد الإعلامي الكردي السوري إبراهيم إبراهيم.

كمت يشارك في هذا التكريم نخبة من الفنانين التشكيليين والنقاد والإعلاميين السوريين، منهم الفنان التشكيلي عنايت عطار، الفنانة التشكيلية اللبنانية جنان الخليل، والروائي حليم يوسف، بالإضافة إلى أصدقاء وأقارب الراحل.

اقرأ أيضاً: فرار 12 داعشياً من سجن.. بتواطؤ من مليشيا بـ"عفرين"

أما الجزء الثاني، فيتناول يوم الصحافة الكردية، حيث يُناقش واقع ومستقبل الصحافة الكردية في ندوة خاصة يشارك فيها كل من الإعلامي رضوان باديني، الصحفية نوروز رشو، والإعلامي دنيز برخوادان، وشيار خليل مدير تحرير صحيفة ليفانت اللندنية، إلى جانب آخرين من الإعلاميين والصحفيين الكرد.

وتُقام الفعالية يوم السبت الموافق 20 أبريل 2024، في قاعة "Lokale Bib" بمكتبة Middelfart في الدنمارك، والكائنة في Nytorv 9 - 5500 Middelfart، وتُعد هذه الفعالية فرصة فريدة للمهتمين ومتابعي المشهدين الإبداعي والإعلامي الكرديين للتواصل والاحتفاء بالثقافة والإعلام الكردي، وتسليط الضوء على إسهاماتهما في إثراء الحوار الثقافي والحضاري.

تساؤلات للأجيال اللاحقة من الكرد

وفي تصريح لـ "إبراهيم إبراهيم"، المشرف على الحدث وأحد مؤسسي دار أُورزلك للثقافة والفن، فقد أكد لـ صحيفة ليفانت اللندنية، على أهمية الأحداث النوعية والانتقالية في حياة الشعوب كمقاييس للحالة الحضارية ومدى تطورها، وأشار إلى الدور التاريخي الذي لعبته العائلة البدرخانية في القاهرة عام 1898 بإصدارها العدد الأول من صحيفة "كردستان"، أول صحيفة كردية في التاريخ.

كما طرح إبراهيم تساؤلات حول مدى استفادة الأجيال اللاحقة من الكرد من هذه التجربة الرائدة في علم الاتصال والمعرفة، وإذا ما كان قد تم توظيف الإرث المعرفي والتطور التكنولوجي والتقدم التقني في تطوير ما بدأت به العائلة البدرخانية.

وأكد إبراهيم أن دار أُورزلك للثقافة والفن، التي بدأت مسيرتها حديثًا، تسعى للإجابة على هذه الأسئلة من خلال تقديم رؤى واجتهادات متنوعة من قبل أساتذة وخبراء في مجال الإعلام، مضيفاً أن الاحتفال القادم في 20 نيسان سيكون في سياق رسم سياسات دار أُورزلك التي لن تقتصر على حقل الإعلام فحسب، بل ستمتد لتشمل العديد من حقول الفكر والمعرفة والفن.

ولفت أخيراً إلى أن الحدث سيشهد حضور مجموعة مرموقة من الإعلاميين الذين سيشاركون خلاصات تجاربهم في مخبر الإعلام، مما يعد فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز الحوار الثقافي والمعرفي.

حياة سيدو رشو الفنية والإبداعية

وبالعودة إلى حياة النحات سيدو رشو، فقد أوضح "حسكو حسكو" وهو تشكيلي سوري من عفرين ومقيم في الدانمارك، بعض المعلومات عنه لـ ليفانت نيوز فقال بإنه قد وُلد سيدو في عفرين، وتخرج من كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 1984، ليبدأ رحلته في عالم الإبداع والفن، وتميزت مسيرة سيدو رشو بثلاث تحولات كبيرة أثرت على أعماله وشخصيته.

ووفق حسكو، نشأ سيدو رشو في مدينة حلب، المعروفة بثقافتها العريقة وعمارتها الحجرية، حيث تشكلت شخصيته الفنية والثقافية، وحمل في وجدانه ثقافة أمازيغية من والدته وثقافة كردية من والده، مما أكسبه تنوعًا ثقافيًا غنيًا.

أما في مرحلة المراهقة، عمل سيدو كـ "صواج" في تصليح السيارات، مما منحه خبرة في النحت وتشكيل المواد المختلفة، وبعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة، عاد إلى حلب حيث افتتح مشغلًا في قصر خان الزيتون تحت اسم "مشغل ومرسم ميديا" وشيد فرنًا لصب البرونز، وهناك، بدأت مرحلة المدينة في مسيرته الفنية، حيث نحت المدينة بكل تفاصيلها، معبرًا عن العلاقة الجدلية بين المدينة والإنسان والحرية والحب.

 

أما رحلة الانتماء، فقد جاءت في التسعينات، حيث كانت حلب تغلي بالحركات الثقافية، إذ تأثر سيدو بالأساطير والملاحم البطولية للكرد، وبدأ في نحت مدينة حلبجة وأعمال أخرى تعبر عن الثقافة الكردية، وزياراته المتكررة إلى قريته شران أثرت على شخصيته وانتمائه القومي، مما دفعه للتعبير عن الأغنية الكردية والحكاية والملحمة في أعماله.

فيما المرحلة الإنسانية، فقد بدأت بطموحه نحو الأفضل ومثابرته التي دفعته للهجرة إلى أوروبا، ففي رومانيا، اطلع على الفنون الغربية والثقافة المعاصرة، وفي بوخاريست، استأجر مشغلًا صغيرًا وأنتج أعمالًا تجريدية ذات طابع أسطوري، وقد تم تكريمه في بوخاريست ومدينة تيمشوارا لإبداعاته النحتية ومساهمته في المدينة.

في حين أقام سيدو في بلجيكا، العديد من المعارض الفردية وتم تكليفه بتشييد نصب تذكاري في أنتويرب، ومنحوتاته الأخيرة كانت عصارة فكره، حيث طرح أسئلة فلسفية ومعاصرة ممزوجة بالمعاني الإنسانية، إلى أن رحل سيدو في بلجيكا، ودُفن في حضن تلة مقابل قريته شران، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى، فيما تعكس القصة الفنية لسيدو رشو رحلة فنان متعدد الثقافات، مر بمراحل تحول عديدة، ترك بصمة لا تُمحى في عالم النحت والفن.

ليفانت-خاص

تحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!