الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
من حق دول المنطقة الرد على تدخلات النظام الايراني
محمود حكميان

ليفانت: محمود حكميان

 التطرف الديني والارهاب الذي يواجه دول المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، قد بدأ بعد فترة وجيزة من تأسيس نظام ولاية الفقيه في إيران والذي أصبح فيما بعد(ولازال)بمثابة ظاهرة تمثل تهديدا جديا للامن والاستقرار في العالم، وفي الوقت الذي کان يحرص فيه هذا النظام وبصورة منتظمة على تصدير التطرف والارهاب الى دول المنطقة والعالم، فإنه کان يحرص أيضا على الادعاء بعدم علاقته بالامر وإن التنظيمات المتطرفة(المٶسسة والممولة من قبله)، مستقلة ولاعلاقة له بها، غير إن الملفت للنظر وبعد 45 عاما من تأسيس هذا النظام، فإن هناك إتفاقا ضمنيا بين مختلف دول العالم على إن النظام الايراني هو المصدر والمرکز والمصرف الرئيسي للتطرف والارهاب في العالم.

أولئك الذين يعتقدون بأن النظام الايراني قد شرع بتصدير التطرف والارهاب الى دول المنطقة بعد أن أحکم قبضته على الشعب الايراني بالممارسات القمعية والتعسفية ومصادرة الحريات والحقوق المختلفة، لکنه الان قد تخلى عن ذلك وإن مايحدث في بلدان المنطقة هو بمثابة شأن داخلي، وقطعا فإن هذا الادعاء مثير للسخرية لأن العالم کله يعتبر الاحزاب والميليشيات المتواجدة في عدد من دول المنطقة وتتحرك وفقا لأوامر وتوجيهات صادرة من طهران، تتبع وتخضع للنظام الايراني من مختلف النواحي وحتى إن الاوساط السياسية والاعلامية في المنطقة والعالم لم تسميها عبثا بوکلاء النظام الايراني، بل وحتى إن الافکار والرٶى الدينية المتطرفة نوعا ما والتي کانت موجودة في نطاق ضيق وليس بإمکانها تجاوزه وتخطيه، جاء هذا النظام ليکون سندا له ويساعده ليس على تخطي وتجاوز نطاقه الضيق وانما حتى في صيرورته خطرا يهدد الامن الاجتماعي في المنطقة برمتها وإن هذا النظام من قام ويقوم بالاشراف على هذا الامر.

تمکن هذا النظام من إختراق العديد من دول المنطقة بأفکاره ومبادئه المتطرفة التي تٶسس للحقد والکراهية وسفك الدماء، قد منحه نوعا من الوقاية والحصانة وجعله في أمان نوعا ما، ذلك إنه وفي الوقت يقوم فيه بنشر نفوذه في بلدان المنطقة ويهدد أمنها الاجتماعي بمنتهى الوقاحة، فإن هذه البلدان لم تقم لحد الان بالرد عليه بالمثل والعمل من أجل تحديد وتحجيم دوره وصولا الى إنهائه والقضاء عليه.

النظام الايراني الذي قام بتأسيس أحزاب وتنظيمات وميليشيات تابعة له و مٶتمرة بأمره حيث تقوم بتنفيذ المهام الموکلة إليها من جانب هذا النظام والتي في خطها العام تتعارض والمصالح العليا لشعوب المنطقة، فإن بلدان المنطقة للأسف البالغ تقوم ولحد هذه اللحظة بتجاهل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يمثل البديل الجاهز للنظام، هذا المجلس الذي هو في الحقيقة يمثل ويعکس آمال وطموحات الشعب الايراني ولايخضع لهيمنة ونفوذ أية دولة، أثبت عمليا ومنذ أکثر من 4 عقود حسن نواياه تجاه شعوب ودول المنطقة عندما قام بکشف وفضح مخططات النظام الايراني ضدهم ولاسيما من حيث تصدير التطرف والارهاب إليهم وتحذير هذه الدول من خطورة نفوذ هذا النظام ومن إنه لايقف أبدا عند حد معين وإن ليس هنالك من خيار سوى مواجهته، لکن الذي يلفت النظر کثيرا وحتى يمکن أن يدعو لوضع ألف علامة إستفهام، لماذا يکون لهذا النظام الحق في العبث بأمن بلدان المنطقة في وضح النهار وتهديد أمنيها القومي والاجتماعي، في حين لايکون لدول المنطقة الحق في الرد على هذا التدخل السافر بدعم النضال العادل والمشروع للشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير ولاسيما وإنه حق مکفول بموجب القوانين الدولية المعمول بها وفي مقدمتها ماقد تم على أساس منه تأسيس منظمة الامم المتحدة؟

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!