الوضع المظلم
الخميس ١٩ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • نساء المنطقة ينتفضن على الجرائم المرتبكة بحقهن.. بإضراب من المحيط للخليج

نساء المنطقة ينتفضن على الجرائم المرتبكة بحقهن.. بإضراب من المحيط للخليج
العنف ضد المراة \ تعبيرية

دخلت الأربعاء، ناشطات ومنظمات نسويات "من المحيط للخليج" في إضراب نسائي عام عابر للحدود، الأربعاء 6 تموز/ يوليو، احتجاجاً على زيادة جرائم قتل النساء وتعنيفهن ضمن المنطقة العربية خلال الآونة الأخيرة، والتطبيع مع ثقافة "التعاطف مع المعنفين وتبرير العنف ضد المرأة".

وخلال الأسابيع الأخيرة، هزّت جملة من جرائم قتل النساء والفتيات بطرق وحشية المنطقة العربية.

حيث قُتلت الطالبة المصرية نيرة أشرف أمام أبواب جامعتها ذبحاً في وضح النهار، وتمتع قاتلها بتعاطف مثير للقلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما شُنّت حملة لتشويه سمعتها والطعن في أخلاقها، وكذلك قُتلت الطالبة الأردنية إيمان أرشيد بالرصاص داخل جامعتها.

وقد طعن مواطن أردني زوجته أمام محكمة شرعية في الكرك نتيجة مطالبتها بنفقة أبنائهما، في حين عذّب مواطن أردني آخر طفلتيه وقتلهما وأخفى جثتيهما في حرم منزله لأكثر من 10 أيام، قبل اكتشاف فصول الجريمة.

اقرأ أيضاً: وفاة طالبة يثير غضباً عارماً.. أزمة قتل النساء في المكسيك

وأيضاً قتل قاضٍ مصري زوجته المذيعة شيماء جمال وشوّه جسدها ودفنها في مزرعة وتظاهر لأيام بالبحث عنها، إضافةً لذلك، قُتلت الفلسطينية لبنى منصور طعناً على أيدي زوجها الذي كانت تحاول الانفصال عنه في الإمارات.

وأدى الغضب النسائي من تزايد العنف والقتل بحق النساء إلى الدعوة إلى "إضراب نسائي عام" و"تضامن عابر للحدود" في كلّ الدول العربية، احتجاجاً على "العنف الذكوري" ومحاولات التبرير المتكررة للجُناة بالزعم أنهم يعانون اضطرابات نفسية أو عاطفية أو حتى إلقاء اللوم على الضحية ومظهرها ولبسها.

وضمن إحدى الدعوات إلى الإضراب، ورد: "لأن جرائم قتل النساء تزداد يوماً بعد يوم على امتداد عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج، ولأن الحكومات العربية ما زالت تتجاهل مطالب الحركة النسوية ولا تحرّك ساكناً في إطار تأمين الحماية الأمنية والسلامة الشخصية للنساء والفتيات، ولأننا نؤمن بأن الأمن والأمان النفسيين والإجتماعيين والعدالة والمساواة كلّها أولوية لكل امرأة وفتاة، نعلن التزمنا بالإضراب النسائي العام الذي تمّت الدعوة لتنفيذه الأربعاء 6 تموز 2022".

اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة إلى الضغط على حركة طالبان بسبب النساء والفتيات

وأشار آخر في دعوة: "نختار اليوم خطوتنا نحو الإضراب، أي أننا نختار التضامن، التضامن العابر للحدود، لأن العنف الممنهج، المباشر وغير المباشر، على اختلاف السياقات في المنطقة يأخذنا لنتيجة واحدة، هي كراهية النساء حد إنهاء حيواتهن".

ومن خلال حساباتها، ذكرت جمعية الاتحاد النسائي التقدمي اللبنانية غير الربحية: "لأن حماية الناجيات من العنف هي شغلنا الشاغل، فإن إضرابنا يكون امتناعاً عن الكسل أو التلكّؤ أو التردد في بذل كل الجهود المتاحة لوقف العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية ضحاياه من النساء وسائر الفئات المهمّشة مهما كلّف الأمر!".

كما توجد دعوات اقترحت أشكالاً محددة للإضراب، من ضمنها الامتناع عن الذهاب للعمل أو أداء الأعمال المنزلية ونشر الصور واللافتات التضامنية التي تعكس المشاركة في الإضراب عبر السوشال ميديا، بجانب الوقفات الصامتة والتظاهرات.

وطالبت جمعيات وحسابات نسوية أردنية إلى وقفة "صامتة" أمام مجلس النواب الأردني "وفاءً لأرواح النساء اللاتي قتلن غدراً".

وحظيت الدعوات إلى الإضراب قبولاً واسعاً وحققت تفاعلاً كبيراً عبر وسوم:  #إضراب_نسائي_عام و#تضامن_عابر_للحدود و#أنا_مضربة. فيما اعتبرت المشاركات، أن الإضراب صرخة "عشان الضحية الجاية تعيش" ولأجل وقف قتل النساء.

وليست فكرة الإضراب حديثة على الحراك النسوي سواءً العالمي أو العربي، حيث توجد عدة إضرابات نسائية ناجحة استطاعت تحقيق بعض المطالب والمكتسبات للنساء في سياق المساواة مع الرجال.

ففي العام 1905، أضربت النساء في بريطانيا مطالبات بالحق في الاقتراع، وهو الحق الذي انتزعته النساء مطلع العام التالي، بين عامي 1909 و1910، دخلت عاملات صناعة الملابس في نيويورك في إضراب واسع احتجاجاً على ظروف العمل، حيث يُحتفى بذكرى هذا الإضراب سنوياً في 8 آذار/ مارس - يوم المرأة العالمي.

اقرأ أيضاً: أفغانستان.. ممنوع جلوس الرجال والنساء معاً ضمناً المتزوجين

وكذلك في العام 1954، عندما اعتصمت سيدات مصريات في نقابة الصحافيين وأضربن عن الطعام لإقرار حق المرأة في الترشح والتصويت بالانتخابات، ما ترتب عليه إقراره في دستور عام 1956.

وأيضاً اعتصمت تسع سيدات مصريات عام 1954 في نقابة الصحافيين وأضربن عن الطعام لإقرار حق المرأة في المشاركة السياسية بما في ذلك حق الترشح والتصويت في الانتخابات، حيث أقر حق المرأة المصرية في المشاركة في الانتخابات النيابية بالترشح والانتخاب في دستور عام 1956.

وعاش عام 1975 أول إضراب نسائي على المستوى الوطني، حيث كان ذلك في آيسلندا للمطالبة بالمساواة بين الجنسين لمناسبة السنة الدولية للمرأة.

وفي منتصف حزيران/ يونيو 1991، ساهمت مئات الآلاف من النساء في سويسرا (نحو نصف مليون سيدة) في أكبر إضراب نسائي حتى ذلك الحين، بدعوة من عاملات مجال صناعة الساعات، لإقرار المساواة بين الجنسين في الأجور وفي التأمينات الاجتماعية، ووضع حد للتمييز ضد النساء والتحرش الجنسي بهن، وكان لذلك الإضراب الفضل في الكثير من الإنجازات التي تحققت للمرأة السويسرية لاحقاً.

اقرأ أيضاً: بايدن يتوقع أن النساء ستلاحق وتُعتقل إذا حاولن الإجهاض

أيضاً، شهد الثامن من آذار/ مارس عام 2017، إضراباً نسائياً عالمياً تاريخياً لأجل حقوق المرأة بوجه عام، لا سيّما في الأجور وحرية التنقل والمشاركة السياسية، مع الدعوة إلى وضع حد للميسوجينية أو كراهية النساء التي أججتها تصريحات الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

وتجددت خلال السنوات الأخيرة الإضرابات النسائية الوطنية والعالمية لأسباب عدة، منها إقرار الإجهاض ووقف التمييز والعنف ضد النساء في إسبانيا والأرجنتين وبولندا وغيرها.

ليفانت-رصيف 22

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!