الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • نشتمان كيكي لـ" ليفانت": نتمسّك بالأمل كخيط نور من التمني للعودة ذات يوم إلى بيوتنا فمفاتيحها ما زالت معنا وهي لا تصدأ

نشتمان كيكي لـ
نشتمان كيكي
• أستطيع تجسيد الكثير من الجمال والفرح وألوان الربيع بمجرد انتهاء الحرب
• بعد هذه الحرب لم يعد بالإمكان تجسيد (واشوكاني) على الورق سوى باللونين الأبيض والأسود.
• الأمل نتمسك به جمعياً كخيط نور من التمني للعودة ذات يوم إلى بيوتنا فمفاتيحها ما زالت معنا وهي لا تصدأ.
• فحينما يكون للمرء جذور فنية في العائلة بالتأكيد هذا يسهل عليه أموراً كثيرة ويتلقى الدعم والنصح والتشجيع.
• إن الغائب أو المغيب حتى الآن هو بقية الألوان والتي تمثّل فرحة عودة وبهجة انتهاء الحرب والضحكة بلا خوف

نشتمان كيكي فنانة تشكيلية من مدينة سري كانيه المحتلة، درست كلية التربية في جامعة دمشق، والآن تدرس كلية الإعلام في جامعة افتراضية في سوريا، وتعيش حالياً في إقليم كوردستان العراق كـلاجئة بعد سيطرة المرتزقة التابعة للدولة التركية على مدينتها سري كانييه.

نشتمان كيكي ترعرت في كنف عائلة ثقافية وفنية ووطنية وكان للوراثة الدور الأكبر في تعلّمها، حيث تعلّمت فن الرسم من والدها الذي كان رساماً وفنانآً في نفس الوقت. أحبت الرسم منذ نعومة أظفارها، واتّخذت من الرسام الأرمني "سركيس خاجا دوريان" مذهباً في فن الرسم، وبالأخص تلك التي زين بها ديوان عمر الخيام، واستخدمت في رسوماتها قلم الفحم والرصاص، ولديها في نفس العائلة شقيقتها نازدار كيكي، وهي كذلك رسامة، وقد ساعدتها كثيراً في الرسم، أما أكثر من أثر عليها فكان والدها، تعلمت منه الرسم والخط والعزف على آلة البيانو، والآن تتعلم على يديه العزف على آلة الكمان، وكتابة الشعر، تحت إشراف والدها وخالها الشاعر محمد علي شاكر رحمه الله.

شاركت نشتمان كيكي قبل عدة أيام في معرض مشترك مع الفنان مهدي الحسين تحت شعار "سنعود يوماً ما نشعل الشموع في سري كانييه". ولدى الفنانة نشتمان كيكي في الشهر القادم معرض آخر مع منظمة جودي.



من خلال حوارنا معها قالت نشتمان كيكي: "أتمنى أن يكون لدي مرسم خاص لرسوماتي أملاً أن تكون أعمالي عند حسن الظن، وأن أمثل مدينتي سري كانيه، ويجب على كل شخص لديه موهبة أن يزيد من تطويرها لأنّ موهبة بمفردها ليست كافية وأن يتمسك بموهبته وعدم تركها. وكل الاحترام والتقدير والشكر لصحيفة ليفانت نيوز لاهتمامها بالفنانين ودعمها لهم.

نص الحوار كاملاً

*تحت عنوان "سنعود يوماً ما نشعل الشموع في سري كانييه"، هل استطاعت الفنانة التشكيلية نشتمان أن تعبر عن الوجع الذي أصاب أهل بلدها رأس العين سري كانييه؟

بداية تحية طيبة لك ولقرّائك الكرام.. بالتأكيد ليس من السهل على الفنان أن يختزل معاناة ما عاش على مدى سنين بكل ما فيها من ألم وحيرة وهجرة ولجوء وذكريات تركت على عجل وأمل بعودة لم يسطع نورها بعد.. كل هذا من الصعب جداً تلخيصه بلوحات فنية ولكنه كان جلياً في الرسومات قدر المستطاع.

*البيئة التي ولدت فيها الفنانة الشكيلية نشتمان كيكي هل خلقت لديها تأثيراً من نوع ما؟

بالطبع لمحيط الفنان وبيئته دور محوري وهام، وقد كنت محظوظة بأني ولدت في عائلة لها اهتمام بمجالات فنية متنوعة في الصغر، كان والدي عيسى كيكي يعلمنا الرسم، وهو يتميز بخط جميل جداً لكنه لم يمتهن التخطيط، كما أنه كان يعزف على آلتي العود والكمان، وكان عمي صلاح كيكي مغنياً ذا صوت عذب، وعمي محمد أمين كيكي كان من أوائل من غنى المونولوج، وكذلك عمي سعيد كيكي، حيث إنهم تأثروا كثيراً بخالهم الأستاذ الفنان محمود عزيز شاكر والمرحوم الشاعر والملحن محمد علي شاكر. فحينما يكون للمرء جذور فنية في العائلة بالتأكيد هذا يسهل عليه أموراً كثيرة ويتلقّى الدعم والنصح والتشجيع.

*اللوحة التشكيلية هي إنجاز بصري وارتهان لحظة الإبداع، إن تأملت نشتمان "واشوكاني" عبر خيالها، هل بإمكانها أن تنسج للمتلقي حكاية مدينتها المنكوبة من جديد؟



سري كانيه (واشوكاني) كانت في السابق ترمز للكثير من الألوان، ألوان البهجة والسرور والحياة الهادئة، ولكن للأسف الآن وبعد هذه الحرب لم يعد بالإمكان تجسيد (واشوكاني) على الورق سوى باللونين الأبيض والأسود.

*هرب "فان كوخ" إلى الطبيعة ليرسمها؛ كان يشعل عينيه بحرائق ألوان، فمساحات هائلة من الخيبات كانت تلاحقه، كيف تجسد نشتمان بياض اللون في غيابها عن مدينتها التي احتلت في وضح النهار؟

لا يمكن تجسيد ذلك القليل من الأبيض على اللوحات سوى بفسحة صغيرة من الأمل نتمسك بها جمعياً كخيط نور من التمني للعودة ذات يوم إلى بيوتنا، فمفاتيحها ما زالت معنا وهي لا تصدأ.

*هل تعتقدين بأن حرية الفنان، هي المساحة التي يرسم من خلالها فرحته ووجعه؟ وكيف يمكن للفنان أن يتجاوز ذاته وينتقل إلى الدهشة في اللوحة نفسها؟

حينما يبدأ الفنان بالرسم، والقصد منه أن يرسم للجمهور ويجسد مشاعر وأحاسيس الآخرين في لوحاته، هنا تصبح مساحة الحرية أوسع، ويصبح جلياً على اللوحات على أنها شاملة وجامعة لشعور الكثيرين، ويصبح من السهل أن يرى كل من يشاهدها جزءاً يمثله على اللوحة. وهنا تكمن الدهشة حيث إنك لا تقول ما يشعر به الآخرون بل إنك ترسمه على الورق.

*مشاريع الفنان مرهونة ومرتبطة بفلسفة ضمن معادلة عناصرها الحب – المرأة - الرجل - الوطن – القمع – الحرية – الشعور – والعمل الدؤوب، هل هناك عناصر غائبة في لوحات الفنانة التشكيلية نشتمان كيكي نحن لا ندركها؟



كما ذكرت هذه هي العناصر الأساسية لأي مشروع فني، وهذا ما يمكن لنا أن نلخص به معظم القضايا الجوهرية في حياة الإنسان ككل، وأعتقد أن الغائب أو المغيب حتى الآن هو بقية الألوان، والتي تمثل فرحة عودة وبهجة انتهاء الحرب والضحكة بلا خوف من الغد، وكلي أمل أنني أستطيع تجسيد الكثير من الجمال الفرح وألوان الربيع بمجرد انتهاء الحرب.

*هل تشعر نشتمان بمتعة كبيرة حينما تقدّم شيئاً جميلاً وجديداً للعيون الجميلة المترقبة للوحتها؟

المتعة والفرح الحقيقي يكون عند وقوف الجمهور أمام اللوحات وأنا أشاهد ذلك المزيج من الأحاسيس يرتسم على وجوههم، حينها أدرك أنني استطعت إيصال الرسالة التي كان بود الجميع قولها أو رسمها.

مكتب ليفانت/ القامشلي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!