الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
نظام الملالي ومقصلة الزمن
فريد ماهوتشي 

لا يزداد القلق بين الأوساط الحاکمة في طهران فقط بل وحتى يتضاعف مع بلوغ الانتفاضة الشعبية شهرها الرابع، وسبب ذلك هو أن النظام صار يشعر کمن يتم اقتياده للمقصلة أو لمنصة الإعدام لتنفيذ الحکم العادل به حيث مع تزايد خوفه وذعره من الموت الذي ينتظره فإنه يتمنى في سره أن تحدث معجزة ويتخلص خلاله من الموت المحدق به، وقطعاً إن النظام يرى في استمرار الانتفاضة، وخصوصاً بعد أن دخلت شهرها الرابع، الموت الحتمي المحدق به وفي انتهائها "الذي صار أمراً مستحيلاً" خلاصه.

ما ينتظره ويأمله قادة النظام الإيراني من حيث انتهاء الانتفاضة بتخلي الشعب عن مطلبه الأساسي بإسقاط النظام، هو انتظار وأمل عبثي لا طائل من ورائه أبداً، ذلك أن الشعب الذي ذاق مختلف أنواع الحرمان والذل والهوان على يد هذا النظام، لا يمکن أبداً أن يغفر له، ولا سيما وقد أصبح أکثر من 70% منه يعيش تحت خط الفقر، ولا ريب من أن استمرار الانتفاضة ودخولها شهرها الرابع لم يمر بسلام على النظام، بل وحتى إنه قد حمل رسالات مرعبة للنظام وبشکل خاص إشعال النار في مراكز الباسيج القمعية في طهران والعديد من المدن الأخرى، بما يعني أن الانتفاضة باتت تتجه نحو مواجهة النظام بمنطق العين بالعين والسن بالسن.

النظام الإيراني يواجه محنة عويصة من جراء استمرار الانتفاضة وتوسع دائرتها وتوجيهها الضربات للمراکز القمعية والأمنية والمفصلية للنظام، ولم تعد وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق لوحدها من توجه الضربات المٶلمة للنظام بل وإن شباب الانتفاضة أيضاً صاروا يشارکون بهکذا هجمات بکل قوة ونشاط واندفاع وهذا ما يثير الذعر لدى النظام لأنه يعلم جيداً بأن الانتفاضات والثورات الشعبية عندما تبلغ مرحلة الاقتصاص من مراکز وأفراد وأجهزة النظام فإن ذلك يعني بدء العد التنازلي لنهاية النظام.

تزايد مشاعر القلق والخوف لدى قادة النظام من جراء استمرار الانتفاضة وتوسع دائرتها الشعبية وامتلاکها بعداً وعمقاً دولياً، ولا سيما مع النشاطات والفعاليات المضطردة للمقاومة الإيرانية والتي باتت تزيد من الضغوط على دوائر القرار الدولي للتخلي عن مسايرة ومداهنة هذا النظام ودعم وتأييد نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية وإن النظام يجد نفسه مضطراً ورغماً عنه لخوض الصراع والمواجهة مع الانتفاضة داخلياً وعلى الصعيد الدولي، لا سيما وإن المٶتمرين الدوليين الأخيرين اللذين تم عقدهما في واشنطن وروما قد أعلنا دعم وتأييد الانتفاضة وحثتا المجتمع الدولي من أجل اتخاذ مواقف عملية في دعم وتأييد نضال الشعب الإيراني ومقاطعة النظام الإيراني الذي أثبت ليس أنه معاد للشعب الإيراني فقط بل ولمعظم شعوب العالم بسبب من نهجه المتطرف المستند على تصدير التطرف والإرهاب.

ليفانت - فريد ماهوتشي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!