-
نظام الملالي يستدعي مزيداً من القوى الغربية إلى الشرق الأوسط
في مسعى دؤوب لنظام الملالي من أجل دمار منطقة الشرق الأوسط غرر نظام الملالي ببعض الفصائل الفلسطينية المسلحة ودفعهم نحو تنفيذ عملية طوفان الأقصى العائدة لما يسمى بالحرس الثوري، عملية لا يمكن وصفها بأقل من أنها عملية ارتجالية إذ لم تأخذ في الحسبان ردود أفعال سلطات الاحتلال في فلسطين العزيزة الأبية وحلفائه الغربيين الذين يتباكون عليه ومستعدون لارتكاب أكبر الحماقات لأجله ولم يتوانوا عن ارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية.
موقف نظام الملالي السلبي من القضية الفلسطينية ليس بجديد، وهو أشبه بموقف انفعالي انتقامي من الزعيم العربي الراحل المغفور له ياسر عرفات حشره مع الشهداء الصالحين وكذلك من منظمة التحرير حيث رفض أبو عمار الانصياع لمطالب وسياسات خميني ونظامه العدوانية ضد الأمة العربية في حينها، وقد أراد خميني أن يكون الوصي على القضية الفلسطينية المتصرف الأول والأخير بشأنها غير معترفاً بجهود وتضحيات منظمة التحرير وحركة فتح وقد شهد أحرار العالم لهما بالثبات على الحق إذ صنعا بدماء الشهداء وجودا للقضية الفلسطينية من اللاوجود ولا يُنكر مجهودهما إلا كل جاحد.
يبدو أن فضح خيانة وتخاذل نظام الملالي أمام الرأي العام الإقليمي والدولي قد أوجعت كثيراً بعد كشف تؤامره مع الغرب على الدول العربية والقضية الفلسطينية.. فلم يُفلح معه تطبيع ولا حوار ولا روابط دين ولا جوار، ولا عهود ولا أعراف وقوانين؛ فبدأ يُعالج خطابه ويُطلق ثم مبرراته.
نظام الملالي يتآمر مع الغرب على الدول العربية والقضية الفلسطينية
هناك اعتقاد راسخ بأن نظام الملالي الإيراني يتآمر مع الغرب على الدول العربية والقضية الفلسطينية، ويستند هذا الاعتقاد إلى عدة عوامل منها:
العلاقات المتوترة بين النظام الإيراني والدول العربية وعدم وفاء نظام الملالي بكافة التعهدات التي ألزم بها نفسه مع الدول العربية ما يُبقي هذه الدول في أزمات تخدم مصالح الغرب بشكل أو بآخر.
دعم النظام الإيراني للميليشيات الإرهابية في العراق وسوريا واليمن بما يهدد مصالح واستقرار الدول العربية ويلبي مصالح الغرب في ذات الوقت.
المواقف المتباينة بين النظام الإيراني والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية.
ويرى مؤيدو هذا الاعتقاد أن النظام الإيراني يسعى إلى تقويض استقرار الدول العربية ودعم الإرهاب في المنطقة، كما يروا أن النظام الإيراني يسعى إلى تقويض الدعم العربي للقضية الفلسطينية.
وفيما يلي بعض الأمثلة على أنشطة النظام الإيراني التي تدعم هذا الاعتقاد:
*دعم النظام الإيراني للميليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن والتي تشكل تهديداً للأمن القومي للدول العربية، ويُفسر هذا على أنه مساس صارخ ومتعمد من لدن النظام الإيراني.
*التدخل الإيراني السافر في الحرب الأهلية السورية الذي ساعد على إطالة أمد النزاع وخلق بيئة مواتية لنمو الجماعات الإرهابية.
*المواقف المتباينة بين النظام الإيراني والدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، حيث يدعم النظام الإيراني ما يسميه بـ المقاومة الفلسطينية لشق الصف الفلسطيني والإضرار بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وليس خدمة للقضية، بينما تدعم الدول العربية الشرعية الفلسطينية المتمثلة في السلطة الفلسطينية.
وبشكل عام فإن العلاقات بين النظام الإيراني والدول العربية فيما يتعلق القضية الفلسطينية معقدة ومتعددة الأبعاد، ولا يمكن فهم هذه العلاقات بشكل كامل دون النظر إليها من منظور تاريخي وإقليمي، وفهم عميق لتوجهات النظام الإيراني.
نظام الملالي يدفع الفصائل الفلسطينية المسلحة نحو تنفيذ عملية طوفان الأقصى
يعتقد بعض الخبراء أن نظام الملالي في إيران كان صاحب الدور الأساسي في عملية طوفان الأقصى اسماً وتخطيطاً وتمويلا، ودفع بالفصائل الفلسطينية المسلحة نحو تنفيذ في أكتوبر 2023، ويستند هذا الرأي إلى عدد من العوامل منها:
العلاقات الوثيقة بين إيران والفصائل الفلسطينية المسلحة لا سيما حماس، وقد وفر نظام الملالي الدعم المالي والعسكري واللوجستي لتلك الفصائل الفلسطينية منذ سنوات عديدة واستخدمها في صناعة الأزمات التي كانت تمثل مخارج للنظام مما هو فيه ولا زالت، ويعتقد أن هذا الدعم كان عاملاً رئيساً في نجاح عملية طوفان الأقصى.
الموقف المتشدد لنظام الملالي من الاحتلال في فلسطين يتبناه الملالي لعلمهم أن هذا الملف هو من أهم وسائل الضغط على الغرب ومساومته في ظل القضايا العالقة بين الملالي والغرب حين تتعثر المصالح بينهم، وقد دأب الملالي على ذلك، وعلى دعم ما يسميهم الملالي بـ المقاومة الفلسطينية فلا الملالي حرروا فلسطين وأبادوا ما أعلنوا رغبتهم في إبادته ولا الغرب أسقط الملالي أو اتخذ أمراً وموقفاً يُجسد حقيقة نظرته للملالي، ويُعتقد أن عدم التوافق الحاصل في الملف النوي الإيراني بين الملالي والغرب وحاجة الملالي إلى الوقت، ووجود تدبيرٌ ليلي بين الغرب والملالي كان حافزاً للدفع بالفصائل الفلسطينية المسلحة للقيام بتنفيذ عملية طوفان الأقصى.
التوقيت المناسب لتنفيذ العملية. فقد جاءت عملية طوفان الأقصى في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، والتي كان من المتوقع أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية أخرى. وقد اعتبر نظام الملالي أن هذه الزيارة تهديدًا لمصالحه في المنطقة، وسعى إلى الرد عليها من خلال دعم عملية طوفان الأقصى.
وهناك بعض الأدلة التي تدعم هذا الرأي ومنها:
*تأكيد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف أن إيران ساعدت الفصائل الفلسطينية المسلحة في تنفيذ العملية.
*نشر وسائل إعلام نظام الملالي تقارير متحيزة عن العملية ركزت على نجاحها وتسببها في خسائر كبيرة لسلطات الاحتلال من باب إعلانها كرد اعتبار للحرس الذي تعرض ونظام الأسد إلى ضربات موجعة عدة مرات من قبل جيش الاحتلال مستسلمين دون أدنى رد يحفظ لهم كرامتهم وما تبقى من ماء وجههم.
*تظاهر سلطات الاحتلال والغرب بأنهم يستهدفون ملالي إيران بشكل مباشر في كثير من المواضع إلا أنهم توافقوا جميعا على عدم وجود أدلة قاطعة تُثبت تورط نظام الملالي في عملية طوفان الأقصى، وأن الفصائل الفلسطينية على الرغم من تلقيها دعما من طهران إلا أنها لها إرادتها الخاصة وتتخذ قراراتها بنفسها.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع على تورط نظام الملالي في عملية طوفان الأقصى كما يدعي الأمريكان والغرب إلا أن هناك دلائل قوية تشير إلى أنه لعب دوراً في دفع الفصائل الفلسطينية المسلحة نحو تنفيذ العملية، ويعتقد أن هذا الدور كان يهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية عدة منها:
*ممارسة المزيد من الضغوط على الغرب والأمريكان من خلال مهاجمة سلطات الاحتلال وإلحاق خسائر بها مما سيدفع الغرب إلى الانشغال بما حدث للاحتلال ويمنح الملالي المزيد من الوقت المطلوب.
*تعزيز مكانة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة في أوساط الشعب الفلسطيني خاصة مع اقتراب تنظيم انتخابات فلسطينية.
*تقويض جهود التطبيع بين سلطات الاحتلال ودول عربية أخرى في مسعى من الملالي لإضعاف خيارات الدول العربية.
وهناك آراء تقول بأن عملية طوفان الأقصى ربما كانت بالتنسيق بين الملالي والغرب للتمهيد لقدوم جحافل قوات غربية إلى شرق فلسطين ولذلك دافع ولا زال الغرب عن دور الملالي في فطوفان الأقصى.
نعم، تسبب نظام الملالي الإيراني في قدوم المزيد من القوى الغربية إلى الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
*حماية سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة.
*الرغبة في تعزيز دور الولايات المتحدة في المنطقة.
*الادعاء بالسعي إلى ضمان الاستقرار في المنطقة.
*الرغبة في ضمان حرية الملاحة في الخليج العربي.
*الرغبة في حماية مصالح الدول الغربية في المنطقة.
*مواجهة التمدد الروسي الصيني بالمنطقة.
وفي الوقت الذي تقدم فيه حكومات الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى الدعم لنظام الملالي تُعرب عن قلقها من نفوذه المتزايد في الشرق الأوسط بحجة أن هذا النفوذ يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة، وتلك سياسات متضاربة تخفي ورائها الكثير من لدى أمريكا والغرب مع نظام الملالي.
ختاماً يجدر القول بأن فعله نظام الملالي وأدى بكل الأشكال إلى تكالب تلك القوى على المنطقة لا يمكن وصفه بأنه يصب في مصلحة فلسطين والفلسطينيين أو يخدم الشعار العتيق لتحرير فلسطين ذاك الذي رفعه مؤسس نظام ولاية الفقيه ولا زال يتغنى به خليفته الآيل للتلاشي والزوال بل قد يُدخِل المنطقة في أزمات داخلية لا تُحمد عقباها وهي لا محالة واقعة.
ليفانت - د. سامي خاطر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!