-
نظام ملالي طهران نظام بلا هوية.. وهذا ما يجري باسم الإسلام في إيران
نساء كالأسود تتكالب عليها الضباع، وأوصياء يتطاولون على العباد مدعين خلافة الله، والنساء عازمة على شنق مدّعي الخلافة بأمعائهم ..هكذا هو الحال في إيران ولاية الفقيه
النهج القمعي لنظام الملالي أسلوب حكم لا يخضع لدين أو عرف أو قيم أو قوانين أياً كان وضعها (شرعية أم وضعية)، والحال في إيران هو سلطة أحكام عرفية ممتدة منذ ما بعد ثورة عام 1979 مباشرة وإلى اليوم.
لا يعني أن اعتقادك وأنت في موقع قوة بأمر ما أن هذا الأمر حقيقة واجبة الفرض على الآخرين وأنهم سيتبعونك متناسياً أن منطق العقل والحاجة هما الفيصل بينك وبين الآخر ومدى تقبله أو رفضه لما تطرحه من فكر ورأي أو نمطية حياة، ومدى تماشي ذلك مع الواقع الآني وما سيوفره لاحقاً من خدمة عامة، ومن هنا نأتي على شرعيتك وجودك ككل وهي ما سيحدد فرصك الآنية واللاحقة ولا يمكن لمنطق القوة أن يفرض أو يوجد شرعية، وإذا مضيت في أمر بفشل وما زلت قائماً عليه فمن الحكمة أن تستغل عنصراً وتصلح من شأنك فقد يكون الجيل الذي تقبلك بأخطائك قادراً على ذلك لكنه لن يكون قادراً على بناء جيل يتقبلك فيما بعد، وهذا ما جرى في إيران ويجري اليوم حينما تسلط الملالي وكبيرهم الذي علمهم، السحر على الناس من خلال ممارسة وسبل الحياة بالخداع والكذب والأساطير والدم والروايات الكاذبة، ثم إشغال الناس في أتون حرب همجية مدمرة تم استخدام صبية أطفال بحكم القانون وشباب من أبناء عامة الشعب في هذه الحرب كمطهرات لحقول الألغام وكدروع بشرية.
أما أبناء الخاصة منهم فلم نسمع عن شهداء منهم في حقول الألغام، أما أبناء عام الشعب الذين نجوا من تلك الحرب الباطلة الضروس فقد عض أصابعه من الندم على خدمته لهكذا نظام ولكن بعد فوات الأوان، وبعد فشل مشروع الدين من أجل السلطة، ومشروع الطائفة من أجل السلطة ولم تعد لدى النظام من أوراق وخدع وحيل جديدة ليمارسها على الشعب لم يبقَ أمامه سوى أمران اليوم وهما الغش والتزييف، وسلطة الحديد والنار والقمع أو بمعنى أدق (الدم من أجل السلطة)، و43 سنة من السلطة تعني جيلين، جيلٌ قضى البعض منه نحبه في الحرب ويجلس البعض الآخر في أواخر عمره بالبيوت لا حول ولا قوة وربما ينتظر ميتة ودفنة لائقة له لا أكثر، أما ما نحن بصدده الآن فهو جيل أبناء وأحفاد الشهداء والمعدومين وعوائلهم المنكوبة اجتماعياً ومعاشياً، فلا حياة ولا مستقبل لها ولا كرامة مصانة لديهم وهذا هو الجيل الذي يريد أن يسحل كبير الكهنة خارج صومعة السحر ويهدم الصومعة على حشراتها وآفاتها وطفيلياتها ويطهر آثارها بجحيم الثورة.
من المشاهد المؤلمة التي يتفق معنا عليها جميع المؤمنين بالقيم الأخلاقية والحرية وخصوصية المرأة حتى بعض أفراد نظام الملالي هي مشاهد انتهاك الحرمات والأعراض التي تراها في الشوارع من قبل مختلف قوى النظام القمعية بحق النساء أما ما يجري في السجون والمعتقلات فهو ما لا تتصوره عين ولا يخطر على بال بشر، أو بمعنى آخر فإنه بإمكانكم اعتبار أن الداخل إلى سجون هذا النظام مفقود والخارج منها مولود ومع ذلك لن يخرج منها الناجي المولود سليماً دون عاهة، ومنهم من يخرج بعاهات بدنية يستطيع إكمال حياته معها والبعض الآخر بعاهات نفسية ترافق العمر كله إن بقي عاقلاً.
من المشاهد التي رأينها ونراها وستكرر على أيدي قوى النظام القمعية، سواء على يد ما تسمى بـ شرطة الآداب، أو على يد الشرطة وقوى الأمن والمخابرات واستخبارات الحرس، والقوات الأمنية من ذوي الزي المدني مشاهد تلتحم فيها هذه القوات جسدياً مع النساء أو الفتيات دون أدنى حياء أو اعتبار لعرف أو شرع أو قيم، وكل هذه القوات من الرجال الذين لا رجولة فيهم ولا يُرتجي منهم نبلاً ولا مروءة مع امرأة أو طفل أو مسن، وفي منطق القيم والأخلاق نتعلم بأن على المرء ألا يُقدم على خدش حياء إنسان وللمرأة والفتاة وضع خاص في هذه القيم النبيلة، وتقدم هذه القوى القمعية على خدش حياء الإناث أمام الناس على الملأ العام فترى الذي يطالب المرأة بالحجاب يكشف رأسها ويعري جسدها بل ويتكالبون جماعياً ملتحمين مع امرأة لتكبيلها واعتقالها كتكالب جمع من الضباع الكريهة على أسد محاصر، وهكذا كانت أحد المشاهد حيث تكالب جمع من وحوش القوى الأمنية على امرأة واحدة كانت كالأسد ثم سحلوها على الأرض وكبلوها على مرأى ومسمع من الناس في مشهد متجبر قبيح ومستهتر يعتقد مرتكبوه أنه سيمر مرور الكرام حتى وإن طال الأمد.
التاريخ عبر ولم يتعظ هذا النظام من دروس ذلك لأن كهنته من الجهلة ولا يفقهون من التاريخ إلا المزيف منه أو ما يخدم توجهاتهم ويعبثون من خلاله بعقول البسطاء، فلم يتعظوا من قوة الدول التي مرت على التاريخ الإسلامي وصولاً إلى آخرها وهي الدولة العثمانية وقبلها الصفوية إذ تآكل ملكهما وتراجعت قوتهم وباتوا فرائس للغير علماً أن تلك الدول كانت تقوم على ثوابت سلطة عظيمة.
اليوم بعد تعدي الملالي على كل شيء بالوجود وصولاً إلى الشرف والأعراض، وقد أمر الإسلام بأن يفدي المسلم ماله ودينه وعرضه بروحه ما يقوم به النساء والشباب اليوم في إيران يقوم به شباب صغار لكنهم ذوو غيرة وحمية على شرفهم وعرضهم ودينهم وما يملكون.. شباب آثروا الموت على الحياة، ومنهم نساء أرق من النسيم فلما باغتتها الضباع رأينا فيهن الأسود الضواري.
خلاصة القول ما نجده في نظام ملالي طهران أنه نظام فاقد الأهلية بلا هوية، وما هو إلا جماعة عصابات سلطة أوجدها الغرب كبديل للشاه شرطيهم السابق، وتسعى جماعة عصابات السلطة هذا اليوم بعد السكوت على قتلها للأطفال والنساء وإعدام الشباب الثوار بتهم باطلة وهم خصوم رأي، وبطشها الدموي بالشعب الإيراني.. تسعى إلى تركيع المنطقة والعالم بمنطق القوة والسلاح بعد أن زودها الغرب بتقنية العصافير المنفلتة (الطائرات المسيرات)، وغداً ستعلن عصابات السلطة هذه عن امتلاك سلاح وقدرات نووية لتكون سطوته أبدية وهذا ما يريده تيار المهادنة والاسترضاء في الغرب، أما العرب فلا نعلم هل يفيقوا من غفوتهم؟ الأمل أن يفيق الجميع ويدرك أن إسقاط النظام الإيراني من خلال دعم ثورته والاعتراف بشرعيتها وحق الشعب في الدفاع عن نفسه بشتى السبل والوسائل الممكنة وعدم الغدر به والالتفاف عليه واعتبار أن المناضل ومن يقاوم الظلم والإرهاب والدكتاتورية سعياً إلى الديمقراطية إرهابي كما تعودنا على ذلك.
الثورة في إيران ثورة مناضلين وبقيم نضالية ثورية فعلية، ولا بد لقيم النضال الثوري أن تنتصر ولا بد للبؤس أن ينجلي ولم يعد للطفيليات بيئة للوجود في إيران.
د.محمد الموسوي
حول الكاتب
- د.محمد الموسوي
- الدكتور محمد الموسوي، باحث وكاتب في الشأن الإيراني
لمحة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!