الوضع المظلم
السبت ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • نعمان الأزهري حكيم العمل المصرفي.. مسيرة حافلة وإنجازات غنية

نعمان الأزهري حكيم العمل المصرفي.. مسيرة حافلة وإنجازات غنية
نعمان بك الأزهري/ متداول
نهاية أكتوبر الماضي غيّب الموت نعمان بك الأزهري حكيم العمل المصرفي ومؤسس "بنك المشرق العربي" أول مَصْرِف سوري يظهر في دمشق في مطلع عهد الوحدة مع مصر سنة 1958. ورئيس أبرز مصارف لبنان والعالم العربي على حد سواء "بنك لبنان والمهجر"، الذي أجمع عليه العديد من المؤسسات المالية الدولية المختصة مثل «ذي بانكر» و«غلوبال فايننس» و«يورو موني» على أنه أفضل بنك في لبنان.

نعته صحف لبنانية كأحد أساطين القطاع المصرفي، ولد في مدينة اللاذقية وهو سليل عائلة الأزهري العريقة ومتزوج من عائلة هارون السياسية.

وهو ابن وجيه الأزهري، أحد أعيان زمانه الذى عمل في بيروت نهاية الحكم العثماني رئيساً لديوان الوالي التركي، قبل أن ينتقل إلى العمل التجاري في "شارع فوش" الشهير.

إذ تزوّج الأزهري الأبُ من سيدة بيروتية تُدعى رمزية سوبره سنة 1917، وعاد معها إلى اللاذقية لدى تعيينه محافظاً عليها سنة 1924.

اقرأ أيضاً: باكستان وطالبان.. مُساندة عسكرية قبل سقوط كابول وسياسية بعده

درس ابنه نعمان  في مدرسة الفرير ثم في جامعة بيروت الأمريكية لمدة عام. بعد ذلك، ذهب إلى فرنسا لدراسة العلوم السياسية والمالية في باريس، وتخرج سنة 1949 حاملاً شهادة دكتوراه في الاقتصاد.

التحق فور تخرجه بـ البنك الجزائري- التونسي (CFAT) وهو مَصْرِف فرنسي مؤسس في الجزائر منذ عام 1880. وله 142 فرعاً  في مدن العالم كافة، بما فيها دمشق التي فُتح فرع له فيها  في ساحة الحجاز مقابل فندق أورينت بالاس سنة 1928.

وبعد سنتين، قررت إدارة المصرف نقله إلى فرعها في بيروت. عُيّن الأزهري مراقباً على عمل المصرف في سوريا، قبل أن ينتقل إلى مَصْرِف لبنان والمهجر الذي شارك البنك الجزائري الفرنسي في تأسيسه في 16 حَزِيران 1951.

وقد كُلّف الأزهرى بالسفر إلى السُّعُودية للإشراف على تأسيس فرع مَصْرِف لبنان والمهجر في مدينة جَدَّة سنة 1954، مما أكسبه خبرة مصرفية كبيرة.

تأسيس بنك المشرق العربي في سوريا


بعدها عاد إلى سوريا، وعمل مديراً لفرع دمشق ثم لفروع المصرف في المنطقة الشِّمالية قبل أن يؤسس شركة سورية لشراء البنك الجزائري التونسي بفروعه الثلاثة (دمشق واللاذقية والقامشلي)، مع احتفاظ الشركة الفرنسية الأم بثلاثين فى المئة من قيمة المصرف.

وأُعيدت تسميته "بنك المشرق العربي" ليكون أول مَصْرِف سوري يظهر في دمشق في مطلع عهد الوحدة مع مصر سنة 1958.
وقد ألهمت هذه التجربة الناجحة تأسيس مصرفين اثنين في دمشق.

بنك لبنان والمهجر/ أرشيفية

وأبقى الرئيس جمال عبد الناصر على نعمان الأزهري في إدارة بنك المشرق العربي، عقب تأميم المصارف في سوريا، لكنه أمر بدمجه مع مصرفين آخرين، الأول ضخم في حلب، ويدعى بنك حمصي، والثاني في اللاذقية للمصرفي الأرمني أرتين ماكاناجيان. وكانت لقرار التأميم آثار كارثية على الحياة الاقتصادية في سوريا.

بعد يوم واحد من انهيار جمهورية الوحدة مع مصر، في 29 سبتمبر عام 1961، شُكّلت حكومة الرئيس مأمون الكزبري في دمشق وعُين فيها المصرفي الشاب نعمان الأزهري وزيراً للتخطيط.

ثمّ عُيّن وزيراً للمالية والتموين في حكومة الدكتور عزّت النص يوم 21 تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه للإشراف على الانتخابات النيابية والرئاسية، التي أدت إلى فوز الدكتور ناظم القدسي برئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس جمال عبد الناصر.

بنك لبنان والمهجر


انتقل الأزهري كسائر المصرفيين السوريين إلى بيروت  بعد تجربته القصيرة في الحكم، وأصبح مديراً لـ مصرف لبنان والمهجر في تموز 1962،

ثم أصبح فى رئاسة مجلس الإدارة خلفاً للحاج حسين عوينى من سنة 1971 حتى وفاته قبل 10 أيام. وتمكن الأزهرى بالنهوض ببنك لبنان والمهجر، ليكون من أشهر وأنجح أقوى المصارف اللبنانية والعربية.

وقد تخرج العديد من المصرفين العرب من تحت يدى الدكتور الأزهري، وأصبح عراباً للمصرفيين والاقتصاديين السوريين الهاربين من التأميم فى بلادهم.

قال الأزهري إنه عندما تولى إدارة بنك لبنان والمهجر سنة 1962 كان حجم الودائع 4 ملايين دولار أما اليوم فالودائع تبلغ 10 مليارات دولار.

اقرأ أيضاً: المستتركون السوريون.. متخلوّن عن الوطنية ومنحلون ببوتقة التتريك

فضلاً عن ذلك، فالبنك كان يحتل المرتبة الثانية والخمسين في قائمة المصارف اللبنانية، أما اليوم فيتصدر المرتبة الأولى.

انفق الأزهري 50 سنة من عمره في قيادة بنك جعل منه ومنذ مطلع الألفية الحالية البنك الأول في لبنان وأحد المصارف العربية الريادية من حيث الأداء المالي والانتشار الخارجي.

ليفانت نيوز_ خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!