-
وعود أوربيّة للأوكرانيين.. "صبراً إنّ موعدكم الجنة"
يبدو أن الرئيس الأوكراني فقد الأمل من التدخل الأوربي العسكري "الناتو" في الحرب إلى جانب بلاده، جرّاء الغزو الروسي منذ ما يقارب أكثر من عشرين يوماً، كذلك فقد الأمل بالانضمام إلى الحلف المزعوم، لعلَّ وعسى أن تحميه من ضربات القوات الروسية التي دمرت العديد من المدن الأوكرانية، وباتت تحرق الأخضر واليابس وتدمر البنى التحتية العسكرية الاقتصادية والاجتماعية، وإمكانية الاستفادة من شروط الانضمام للحلف واتفاقية الدفاع المشترك عن أراضي الدول المنضوية تحت مظلته.
ويبدو أن بوتين ماضٍ، بحسب قوله، بالإطاحة بالنظام الأوكراني لا محال، بحجة الدفاع عن أمنه القومي الروسي وتطهير أوكرانيا من النازية الجديدة التي باتت، بحسب رؤيته، تتمدد لتهدد حدوده مع أوكرانيا، ومن تمدد سياسات الغرب الأوربية في التدخل بشؤون دولة كانت سابقاً منضوية تحت لواء الاتحاد السوفياتي، وباتت أحلام الرئيس الروسي تتوسع إلى أبعد من تأمين حدوده فقط بعد أن اعترف بجمهوريتي لوغانستك ودونيستك، ويتضح هذا مع توسع قواته في الأراضي الأوكرانية التي تجاوزت الحدود الشرقية لتمتد الى أكبر المدن، واحدة تلو الأخرى، واضعاً أمام عينيه احتلال العاصمة "كييف".
الآلاف قتلوا في هذه الحرب، وأكثر من مليون ونصف هجّروا وأصبحوا لاجئين في دول الجوار وباتوا يعيشون أيام صعبة ومروّعة، بحسب قول الرئيس الأوكراني، الذي لم يدرك قوة المأساة التي ستحل ببلاده وأهلها على الرغم من المقاومة التي يبديها الأوكرانيون في ساحات القتال الممتدة شمالاً وشرقاً.
أوربا تَعِد الأوكرانيين بالجنة
لم يكن يعلم الأوكرانيون أن أوربا ستتخلى عنهم بهذه السهولة وتتركهم يواجهون مصيرهم غير المتكافئ مع الغزو الروسي، متأملين أن تخوض قوات الناتو الحرب إلى جانبهم في المعركة الدائرة والطاحنة ومواجهة القوة الروسية. إلا أن الفطنة الأوربية كما يقول المثل "مد لحافك ع قد رجليك"، وأدركوا أن المواجهة العسكرية على الأرض مع القوات الروسية ستجلب لهم الويلات لبلدانهم المنضوية تحت لواء الناتو، وخاصة أنّ الحرب الدائرة على أرض غير عضوة بالحلف ومع قوة لا ترحم، ناهيك عن التهديد والوعيد من الجانب الروسي بأن أي تدخل إلى جانب الأوكرانيين من أي جهة ستكون الصواريخ الروسية على أراضهم، لذلك اعتمدوا سياسة الدعم اللوجستي، المادي والمعنوي، إلى جانب مد الأوكرانيين بالأسلحة، واستخدام سياسة فرض العقوبات على إدارة بوتين والمقربين منه من الجيش والمدنيين ممن يدعمون الحرب، من النواحي المختلفة، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وحتى رياضياً، ظنّاً منهم أنهم بذلك قادرين على إعادة الدب الروسي إلى وكره، ولا يعلمون، أو متناسين، أنّ من يقدم على هذه الخطوة يحسب ألف حساب قبل الإقدام عليها، على الرغم من خسائره في الحرب.
وما تعليق ألمانيا الموافقة على خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، وكذلك أمريكا التي عملت على عزل روسيا عن المؤسسات المالية وفرضت عقوبات على النخب السياسية الرفيعة المستوى، إلى جانب استهداف بريطانيا بنوكاً روسية كبيرة وكبار رجال الأعمال بالعقوبات وفصل الروس عن النظام المصرفي "سويفت"، كل ذلك لن يثني بوتين في المضي بمخططه في احتلال كييف وتحقيق أهدافه، وما تزال أوربا تَعِد الأوكرانيين بالصبر ودخول الجنة لحين تأثر الاقتصاد الروسي بهذه العقوبات.
فشل المفاوضات.. وتخوّف أوربي من فرض حظر الطيران
مع تدخل العديد من الدول بالحدّ من الغزو الروسي واللجوء إلى المفاوضات التي بدأت تحت مسميات كثيرة، إلا أن الموقف الروسي لم يتغير وبقي على شروطه التي تتنافى مع الموقف الأوكراني، وما يجري من دمار وخراب في العديد من المدن الأوكرانية التي دخلتها القوات الروسية التي تطالب بمفاوضات على الصيغة الروسية في بيلاروسيا التي لا بديل عنها، بحسب الموقف والتصريحات من الجانب الروسي.
وعلى الرغم من المطالب المتكررة والنداءات التي يطلقها الرئيس الأوكراني زيلينسكي بمطالبة الأوربيين فرض حظر للطيران على أراضيه بهدف وقف الزحف الروسي، إلا أن الأوربيين يدركون خطورة هذه الخطوة أيضاً التي ستنعكس على بلدان حلف الناتو بعد تهديد بوتين بأن أي عمل غير شرعي وقانوي من الحلف سينعكس سلباً عليهم ويصبحوا شركاء في الحرب الدائرة وسيتم اتخاذ إجراءات عسكرية ضد كل من يحاول ذلك، على الرغم من أن الرئيس الأوكراني حرض الناتو على فرض الحظر قائلاً إنّ التمنع عن ذلك سيؤدي إلى سقوط صواريخ روسيا بأراضي الناتو إذا ما سقطت كييف.
روسيا تستنجد الصين مساعدتها
يبدو أن التخوّف الأوربي الأمريكي من أن تقوم حكومة بكين بمساعدة روسيا اقتصادياً بعد أن استنجدت بها، سارع الخطى للأوربيين والأمريكان إلى اللقاء بحكومة بكين وبحث عدم المساعدة لعدم تمكن الروس من الالتفاف على العقوبات الأوربية، وهذا سيشكل خللاً في العلاقات الأوربية الصينية فيما إذا قامت الصين بنجدة الروس اقتصادياً وعسكرياً.
ليفانت - جمعة خزيم
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!