الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
75 عاماً من الدمار والحروب.. من هيروشيما لبيروت
تفجير بيروت

 ليفانت – مرهف دويدري


 





هزّ انفجار مدمّر العاصمة اللبنانية مغيّراً وجه بيروت، وأحالها إلى كتلةٍ من الدّمار، الذي وصفه بعض اللبنانيين بأنه لا يشبه كل ما حدث في الحروب السابقة (الحرب الأهلية 1975-1190)، أو في ما يسمى (حرب تموز 2006) بين حزب الله وإسرائيل، ولعل التعليق الأهم الذي لفت الإعلام إليه، هو ما قاله محافظ بيروت تعليقاً على الانفجار الرهيب، وبعد رؤيته شكل الغمامة التي أحدثها الانفجار أنه (يشبه قصف هيروشيما وناكازاكي) اليابانيتان اللتان قصفتهما الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، في تزامن غريب لذكراهما مع انفجار بيروت.



 




على الرغم من إثبات أن انفجار بيروت ليس قصفاً نووياً، أو ما شابه ذلك، إلا أن حجم الدمار الذي خلّفه في مرفأ المدينة والأحياء السكنية المتاخمة للمرفأ، في مدينة تعتبر كثافتها السكانية عالية جداً، حيث وصل عدد القتلى بحسب الإحصائية الرسمية إلى 130 وأكثر من 5000 جريح، وشرّد عشرات الآلاف ممن دمّرت منازلهم بشكل جزئي، وباتت غير صالحة للسكن، بفعل الانفجار الذي تقول عنه السلطات الحكومية أنه ناتج عن انفجار 2750 طن من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، في أحد مستودعات مرفأ بيروت والتي كانت مخزّنة منذ 6 سنوات. 


وأعاد انفجار مرفأ بيروت في لبنان قبل يومين، إلى الأذهان، حادثة مماثلة وقعت قبل 73 عاماً في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، وكان السبب في الانفجارين، نترات الأمونيوم، ففي عام 1947 اشتعلت النيران في سفينة فرنسية بعد رسوها في أحد موانئ تكساس، وكانت السفينة تحمل 2300 طن من نترات الأمونيوم، وهي المادة ذاتها التي تسببت بالانفجار الضخم في مرفأ بيروت.


واندلعت شرارة الانفجار في السفينة الفرنسية من جراء حريق، ناجم عن عقب سيجارة –بحسب الرواية التي تم تصديرها-، وأخذ الدخان يتصاعد وألسنة اللهب تعلو المكان، إلى أن وصلت النيران مخازن نترات الأمونيوم على متن السفينة، وما أن وصلت النيران إلى مخازن نترات الأمونيوم، انفجرت الشحنة، ودمرت في طريقها سفن شحن أخرى كانت تحمل صهاريج للنفط، ومناطق سكنية، مما تسبب بتشريد وجرح وقتل الآلاف. هيروشيما 


وسُجلت حادثة تكساس، التي راح ضحيتها 581 قتيلا و5 آلاف جريح، على أنها أكبر الكوارث غير النووية التي شهدها العالم آنذاك، وقد تسبب بتشريد أكثر من ألفي شخص. فيما قُدرت السلطات الأميركية الخسائر الناجمة عن الحريق بحوالي 100 مليون دولار، في حين قدرت خسائر النفط المحترق بحوالي 500 مليون دولار، فضلا عن تدمير مصانع عدة، ومئات المنازل، وتضرر آلاف السيارات.



مدينتي هيروشيما وناغازاكي.. تعود للأذهان مع انفجار بيروت



مصادفة قد تكون غريبة إلى حد بعيد أن يحدث انفجار بيروت الهائل الذي أظهرت الفيديوهات المنشورة له كيف شكّل (رأس الفطر) الذي عاد بنا بالذاكرة إلى الفيديوهات لقصف مدينتي هيروشيما (6 آب/أغسطس) وناغازاكي (9آب/أغسطس) اللتان قُصفا بالقنابل الذرية من قبل الولايات المتحدة في 6 آب/اغسطس، وذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، حيث قامت الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي باستخدام قنابل ذرية بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاماً كاملاً بدون أي شروط، إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام.


وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح الذري (الولد الصغير) على مدينة هيروشيما، ثم تلاها إطلاق قنبلة (الرجل البدين) على مدينة ناغازاكي، وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة الذرية في تاريخ الحرب.


قتلت القنابل ما يصل إلى 140,000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي، وبحلول نهاية سنة 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم، ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل. وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.



اتفاق الطائف الذي أسس لـ “لبنان الجديد” قبل 31 عاماً على الكارثة



في آب/ أغسطس 1989 توصّل النواب اللبنانيون في الطائف بوساطة السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية. لدى عودة النواب اللبنانيين من مدينة الطائف انتـُخب رينيه معوض رئيساً للجمهورية ولكن ميشال عون رفض الاعتراف بمعوّض ورفض اتفاق الطائف وذلك لأن الاتفاق يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية. قُتل رينيه معوّض بعد انتخابه بـ 16 يوم وخلفه إلياس الهراوي. رفض ميشال عون الاعتراف بإلياس الهراوي أيضا. تم إقصاء ميشال عون من قصر بعبدا الرئاسي وإعدام المئات من أنصاره في أكتوبر عام 1990 بعملية لبنانية-سورية مشتركة وبمباركة أمريكية حيث فرّ ولجأ إلى السفارة الفرنسية وتوجّه من بعدها إلى منفاه في باريس.


على إثره انتهت الحرب اللبنانية الأهلية بإقصاء ميشال عون وتمكين حكومة إلياس الهراوي، وبإصدار البرلمان اللبناني في مارس 1991 لقانون العفو عن كل الجرائم التي حصلت منذ 1975. في مايو حُلت جميع الميليشات باستثناء حزب الله وبدأت عملية بناء الجيش اللبناني كجيش وطني غير طائفي.



تدمير أجزاء من بيروت في حرب تموز التي أشعلها حزب الله مع إسرائيل



في 14 آب/أغسطس قبل أربعة عشر عاماً صدر قرار الأممي صاحب الرقم 1701 الذي ينص على انسحاب كل من الجيش الإسرائيلي وقوات حزب الله من جنوب لبنان، وانتشار قوات الجيش اللبناني في الجنوب وتوسيع قوة يونيفيل لمراقبة تطبيق القرار الذي ينص على إنهاء العمليات القتالية من كلا الجانبين، وإضافة 15000 جندي لقوة “يونيفيل” لحفظ السلام، مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأزرق، وانسحاب قوة حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني.


حيث بدأت العمليات القتالية في 12 تموز/يوليو 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي، والتي استمرت 34 يوماً في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمالي إسرائيل، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر. وكانت الحرب تؤثر على منطقة هضبة الجولان أيضاً، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جوياً على جنوب لبنان مستهدفاً محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق مما أدى إلى مقتل العشرات، كما انضمت قوات بحرية إسرائيلية للهجوم، واستدعى الجيش الإسرائيلي فرقة احتياط مؤلفة من ستة آلاف جندي لنشرها سريعا شمال إسرائيل. تحت تعليق إعادة الأسيرين إلى إسرائيل. هيروشيما 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!