أزمة أوكرانيا تخالف تكهنات الخبراء العسكريين

الحرب في أوكرانيا ما زالت تخالف تكهنات الخبراء العسكريين. ما يجري على الأرض من تطورات ميدانية على مسرح العمليات، ليس بعيداً عن طاولة المفاوضات ما بين روسيا وأوكرانيا في أنقرة. وإلى جانب الحرب، تجري حروب أخرى.

أكد رئيس الوفد الروسي المفاوض، يوم 30 مارس 2022، مواصلة المحادثات مع أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ "أوكرانيا أبدت استعدادها للاستجابة إلى المطالب الروسية الأساسية"، وقال رئيس الوفد الروسي: "إذا التزمت أوكرانيا بتعهداتها، فإن خطر وجود حلف شمال الأطلسي "الناتو" هناك سيتم تحييده". وشدد رئيس الوفد على أن "موقف روسيا لم يتغير من القرم ودونباس".

وتخطط حكومة الولايات المتحدة دعم أوكرانيا بـ500 مليون دولار أخرى حتى الآن، لكن لم يشهد البنتاغون سوى انسحاب صغير للقوات الروسية بالقرب من كييف بعد عرض موسكو وقف إطلاق النار لماريوبول.

حرب سيبرانية

دعت الحكومة الأوكرانية، يوم 30 مارس 2022، القراصنة والمتطوعين السيبرانيين على مستوى العالم إلى استهداف المواقع الروسية. دعوة وجدت استجابة كبيرة، إذ انضم الآلاف إلى "جيش أوكرانيا الإلكتروني"، لكن هناك تحذيرات من خروج الوضع عن السيطرة. وفي ذلك، حذّر دينيس كينجي كيبكر، الأستاذ في مجال قوانين الأمن السيبراني في جامعة بريمن الألمانية، من أن مثل هذه الانتهاكات تحمل مخاطر التصعيد. وأضاف أن معظم المنخرطين في "حرب العصابات الإلكترونية" لا يدركون أنهم ينتهكون القانون.

ارتفاع معدل التضخم في ألمانيا

أعلن المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا، يوم 30 مارس 2022، ارتفاع معدل التضخم في مارس الحالي بـ 7.3 بالمائة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2021، وهو أعلى مستوى له منذ نحو 40 عاماً، وفقاً للخبراء. وارتفعت أسعارالمستهلكين في شهر مارس 2022، بنسبة 2.5 بالمائة مقارنة بفبراير 2022. ويعتبر العامل الرئيس في ارتفاع التضخم هو ارتفاع أسعار الطاقة والوقود في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في الرابع والعشرين من شهر فبراير، وكان "حكماء الاقتصاد" في ألمانيا قد ناشدوا، في وقت سابق، المستهلكين بتوفير الطاقة.

روسيا تقرر الدفع بالروبل الروسي

الغاز ما يزال يدفع باليورو، وفقاً للحكومة الفيدرالية، فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمستشار أولاف شولتز، يوم 30 مارس 2022، أن الشركات الأوروبية يمكنها الاستمرار بدفع فواتير الغاز الروسي باليورو. وأوضح المتحدث باسم الحكومة، ستيفن هيبيستريت، في مكالمة هاتفية، أنه سيتعين دفع ثمن شحنات الغاز بالروبل اعتباراً من الأول من أبريل 2022. في الوقت نفسه، أكد في المحادثة أنه لن يتغير شيء بالنسبة للشركاء التعاقديين الأوروبيين.

$روسيا وأوكرانيا \ ليفانت نيوز$

خطة طوارئ لضمان الطاقة في ألمانيا

فعّلت ألمانيا يوم 30 مارس 2022 المستوى الأول من خطتها الطارئة لضمان إمداد الغاز الطبيعي في مواجهة التهديد بتوقف الإمدادات الروسية، بحسب إعلان وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، فيما رفضت مجموعة السبع الطلب الروسي للمدفوعات بالروبل. وعلى خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، تستعد الحكومة الألمانية لتدهور كبير في إمدادات الغاز، حيث أعلن وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، مستوى الإنذار المبكر لخطة طوارئ الغاز في برلين، وأوضح الوزير أن هذا الإنذار لأغراض احترازية، مؤكداً أن أمن الإمدادات مضمون.

النتائج

ـ يبدو هنالك تقدم في المفاوضات المباشرة ما بين روسيا في أوكرانيا، وفقاً للجلسة الأخيرة التي عقدت في تركيا يوم 30 مارس 2022، وما يدعم هذه الفكرة، هو هدوء نسبي في العاصمة الأوكرانية، وعدم تعرضها للقصف. رغم الانسحابات الروسية من حول العاصمة كييف، لا يمكن الجزم بتراجع القوات الروسية، ربما يكون إعادة تموضع، بعد أن خسرت روسيا طرق الإمدادات والدعم اللوجستي لقواتها.

ـ إن استراتيجية الحرب الروسية قد تغيّرت خلال اليومين الأخيرين، من تشديد الحصار على العاصمة كييف، إلى محاصرة المدن واستهدافها بالصواريخ الذكية، وتركيز الجهد العسكري على فرض سيطرة روسيا على إقليم دونباس وشرق أوكرانيا.

تسعى روسيا إلى ربط القرم مع أوديسيا وربط جسور بينها، والسيطرة على الملاحة في بحر آزوف، وهذا من شأنه أن يخنق أوكرانيا وصادراتها للعالم.

اقرأ المزيد: القوات الروسية تنسحب من محيط كييف والشمال الأوكراني

ـ تدرك ألمانيا جيداً أنها ستواجه كارثة اقتصادية كبيرة، تتعدّى ألمانيا وتضرب منطقة اليورو، ومن المحتمل ان تشهد ألمانيا خلال الأشهر القادمة أزمة اقتصادية كبيرة من شأنها أن تهدد اقتصاد ألمانيا، وغير مستبعد أن تهدد استمرار الائتلاف الألماني الحاكم، إذا استمرت أزمة أوكرانيا طويلاً.

ـ الحرب في أوكرانيا، أخرجت أوروبا من سياقها التقليدي، وذلك بتدفق المقاتلين الأجانب، والآن هناك جيش سيبراني مهمته استهداف المواقع الروسية، وهذا يعتبر انتهاك للقوانين الدولية وله مردودات عكسية على الأمن السيبراني دولياً.

ليفانت - جاسم محمد