-
أستراليا.. كيف تقارن عالمياً في مواجهة جائحة كورونا؟
شكّل وصول سلالة "دلتا" شديدة العدوى إلى أستراليا تحدياً كبيراً لاستراتيجية البلد في مكافحة فيروس كورونا، وقد أعلنت السلطات في نيو ساوث ويلز أن المنطقة أصبحت بؤرة لانتشار الفيروس. ومع زيادة الإصابات الجديدة، أدى ذلك إلى إعلان الإغلاق في مدينتي سيدني ومن ثم مالبورن، وفرض قيود مشددة وصارمة.
ما الخطأ الذي حدث في طرح اللقاح بأستراليا؟
تعتبر أستراليا واحدة من دول العالم التي تواجه تحديات Covid-19 لكن الإحباط يكتنف تأخر إطلاق التطعيم. وصفت أستراليا، أنها أبطأ من معظم البلدان الأخرى في تحصين سكانها، مع مطالبة بعض الفئات المعرضة للخطر بشدة بالحماية. بينما تسارعت وتيرة التقدم مؤخراً، تم تطعيم حوالي 3٪ من السكان بشكل كامل، ونسب التأخير إلى نقص الإمدادات وسوء الإدارة.
الآن، تواجه الحكومة ضغوطاً جديدة على الإمداد بعد أن رفعت العمر الموصى به لجرعة AstraZeneca للأشخاص فوق 60 عامًا. في الوقت الحالي، تعد AstraZeneca المكون الرئيس لبرنامج التحصين في البلاد. كما ارتفع تردد اللقاحات في بعض الولايات مع زيادة وتيرة طرح اللقاح في الأسابيع الأخيرة. بدأ التطبيق في فبراير، وحتى الآن تم إعطاء 6.1 مليون جرعة لقاح في جميع أنحاء أستراليا. وحصل حوالي 3٪ من السكان على اللقاح ، وفقاً لبيانات جامعة جون هوبكنز.
كيف تقارن أستراليا عالمياً في مواجهة جائحة كورونا؟
رغم السياسة الصارمة المتمثلة في الإغلاق وإغلاق الحدود وضوابط الحجر الصحي في أستراليا، فإن مستويات الإصابة ما زالت مرتفعة. سجلت أستراليا 910 حالة وفاة و30274 حالة إصابة منذ بدء الوباء ومع ذلك، وتيرة التطعيم ما تزال متأخرة. وفقًا لأحدث البيانات، قدمت أستراليا 23 جرعة لكل 100 شخص. يقارن هذا المعدل بـ106.1 جرعة لكل 100 شخص في المملكة المتحدة ، و92.9 في الولايات المتحدة، و73.3 في ألمانيا. تتطلب معظم اللقاحات جرعتين. تعد أستراليا واحدة من أسوأ الدول أداءً في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، على الرغم من أن اليابان ونيوزيلندا تمتلكان معدلات تطعيم أقل لكل 100 شخص.
تصاعد الغضب في أستراليا
تصاعد الغضب في أستراليا مع وضع 13 مليون شخص، حوالي نصف عدد السكان، في بيوتهم تحت إغلاق كبير، بهدف مواجهة انتشار مرض كوفيد-19. وخرجت مظاهرات في مدن أسترالية ضد قيود الإغلاق قرابة الشهر والتي فرضتها السلطات لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وقد تجمع الآلاف في سيدني، حيث هاجم المعترضون الشرطة أثناء رسائل ضد الإغلاق والحرية والمساعدات المالية القليلة المقدمة من الحكومة التي أرهقت كاهل المواطن بعد الحجر المطول، وتم إجراء اعتقالات متعددة في محاولة لوجود قوي للشرطة لتفريق الحشد وفرض قيود COVID-19 الموضوعة لمنع انتشار تفشي المرض في سيدني.
وكانت الانتقادات كبيرة ضد رئيس الوزراء، سكوت موريسون، أولها بدأ خلال قمة الـG7 حول تأخير إجراءات شن حملات التطعيم ضد كوفيد-19، ووضع قارة أستراليا تحت المتوسط العالمي.
حملة التلقيح
وكانت حملة التلقيح التي أطلقتها أستراليا قد بدأت في شهر فبراير/شباط 2021، للسكان البالغ عددهم 25 مليوناً، وكان من المتوقع أن يتلقى معظمهم اللقاح، لكنها توقفت بسبب نقص الإمدادات من لقاح فايزر والتي فشلت الحكومة في تأمينه، والارتباك بلقاح "أسترازينيكا" ومخاطره المحتملة، حيث أحدث زوبعة من الانتقادات والحرب الكلامية بين السياسيين في أستراليا وتسبب بحالة من عدم اليقين والحَيرة والتردد عند المواطنين.
وقال أدريان إسترمان، رئيس قسم الإحصاء الحيوي بجامعة جنوب أستراليا: "لسوء الحظ، وضعت الحكومة الفدرالية معظم البيض في سلة أسترازينيكا، وقد أصبحت هذه مشكلة كبيرة الآن". وطلبت أستراليا 40 مليون جرعة من لقاح فايزر، ومن المتوقع تسليم نصف هذه الكمية في الربع الأخير من هذا العام. ومن المحتمل الحصول على لقاحات موديرنا ونوفافاكس، حتى وقت لاحق أيضاً من هذا العام. فعدم القدرة على الاستغناء عن أسترازينيكا هو أنه لا يوجد ما يكفي من لقاحات فايزر لجميع السكان في الوقت الحالي.
وقد حصل ما يزيد عن 10 في المئة من السكان على جرعتي اللقاح. وتبقى معدلات التطعيم في أستراليا الأقل بين الدول المتطورة، إذ لم تتجاوز 14 في المئة من السكان. وأثارت موجة انتشار الوباء في سيدني انتقادات حادة تعرض لها رئيس الوزراء، سكوت موريسون، حيث اعتذر عن إخفاقات حكومته في إدارة حملة التطعيم.
ذكرت صحيفة "ويكلي تايمز الأسترالية"، أن اعتذار موريسون جاء بعد يوم واحد من رفضه الاعتذار عن “الحملة الكابوسية” لتطعيمات كورونا، مكتفياً بالقول إن الحكومة الأسترالية تركز على “إصلاح المشكلات”. ووفقاً للصحيفة، قال موريسون: “آسف لأننا لم نتمكن من تحقيق العلامات التي كنا نأملها في بداية هذا العام”. وأضاف: “إنني أتحمل مسئولية برنامج التطعيم، كما أنني أتحمل مسئولية التحديات التي واجهتنا.
لكن زعيم حزب العمال، أنطوني البانيز، قال إن الحكومه فشلت في الوصول الى هدفها المتمثل في أربعة ملايين شخص وقال البانيز: "سكوت موريسون دائماً يكون قوياً في الإعلان ودائماً ما يكون ضعيفا في الفعل".
ألسيناتور شوكت مسلماني غرد قائلاً: "فقدت حكومة نيو ساوث ويلز السيطرة بسرعة مع تصاعد الضغط على الأشخاص الذين يعانون من الإغلاق المطول مع القليل من المساعدة المالية مع عدم وجود حلول لقاحات حكومية فيدرالية في الأفق".
الخلاصة
يبدو هناك فشل في سياسات الحكومة الأسترالية في احتواء جائحة كورونا ودعم المواطن الأسترالي للخروج من هذه الأزمة التي كانت لها تداعيات كبيرة جدا على اقتصاد شرائح كبيرة من المجتمع الأسترالي إلى جانب قطاع الشركات والأعمال. الأستراليون محبطون من استراتيجية الحكومه الفيدرالية في مكافحة الوياء والفشل في تأمين جرعات كافية من اللقاح وطريقة إدارة حملات التطعيم. وهناك مخاوف من أن يمتد الإغلاق في مدينة سيدني إلى شهر سبتمبر/ أيلول، حتى التطعيم الشامل.
ما تحتاجه أستراليا الاستفادة من تجارب بقية الشعوب والاستعانة بخبراتها وابتكاراتها العلمية في مواجهة جائحة كورونا.
ليفانت - علا بياض ليفانت
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!