الوضع المظلم
السبت ٢١ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أطفال "داعش" الأوروبيون.. أزمة إنسانية تحير القارة العجوز

أطفال
أطفال داعش

جذبت أوهام تنظيم داعش ودعايته عناصر له من حول العالم خلال ذروة صعود التنظيم عام 2014، وغادر هؤلاء المخدوعون أوطانهم للانتقال إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.


وبمرور الوقت تزوج هؤلاء الأشخاص من داعشيات مثلهم، وأنجبوا أطفالًا أخذوا منهم عنوة ليتركوا في سوريا بعد هزيمة التنظيم الإرهابي على يد القوات السورية والأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.


أزمة في ألمانيا

يتذكر دانيش فاروقي حواره الأخير مع زوجته في صيف 2014، خلال حديثه مع دويشته فيليه الألمانية، إذ تلقى مكالمة هاتفية منها أخبرته فيها أنها أخذت ابنتهما علية إلى تركيا، وحاول فاروقي السفر إلى هناك، وإعادتهما إلى ألمانيا مرة أخرى، لكن في غضون أيامٍ كانت ابنته في سوريا، وكانت أمها متزوجة بأحد عناصر تنظيم داعش، وقال فاورقي إنه لا يعلم حتى ما مرت به ورأته ابنته خلال الأعوام الماضية.


وشردت هزيمة تنظيم داعش الآلاف من عناصره وعائلاتهم الذين حضروا إلى سوريا معهم، ومن بينهم علية، التي يبلغ عمرها حالياً 8 أعوام، ويحتمل وجودها في مخيماتٍ يديرها الأكراد شمال سوريا، لكن الحكومة الألمانية تتخوف من إعادة المواطنين الدواعش الألمان إلى موطنهم.


ونظم فاروقي احتجاجًا علنيًّا مع بعض العائلات التي تتشارك معه في نفس الأزمة، أمام وزارة الخارجية الألمانية في برلين الشهر الماضي، مطالبين الحكومة الألمانية ببذل مجهوداتٍ أكثر في سبيل عودة الأطفال المشردين في سوريا، حاملين لافتات تحمل صور بناتهم، وأبنائهم، وأحفادهم.


رد الخارجية الألمانية

وفي بيانٍ صدر من وزارة الخارجية الألمانية مؤخرًا حول الأزمة، قالت إنه من شبه المستحيل أن تقدم لأيٍ منهم العون، معللة ذلك بإغلاق السفارة الألمانية في دمشق، وما زال من شبه المستحيل الحصول على أي مساعدة قنصلية.


وتابعت الخارجية في البيان «كانت سوريا فترة طويلة على قوائم الدول التي يحذر بشدة من السفر إليها، الحكومة الفيدرالية بالتشاور مع شركائها، تدرس الخيارات المتاحة لتمكين المواطنين الألمان، والأطفال بالمقام الأول، حتى في الحالات الإنسانية، من العودة إلى ألمانيا».


وهناك جهات وأحزاب سياسية بألمانيا وفي أوروبا بشكل عام، تعارض عودة هؤلاء الأطفال الموجودين في سوريا؛ لاعتقادهم أنهم يحملون فكر آبائهم وأزواجهم، وهو ما يشكل خطرًا من وجه نظرهم على أمن أوروبا، وانضم آلاف الرجال والنساء من مختلف دول أوروبا إلى تنظيم داعش.


أوروبا الحائرة

وتعد مسألة كيفية التعامل مع العائدين من صفوف داعش معضلة كبيرة في فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، وبالنسبة لعناصر داعش المقبوض عليهم في العراق، فإنه يوجد بالفعل نظام قضائي قائم للتعامل مع العناصر الذين كانوا ينتمون إلى التنظيم ومحاكمتهم باعتبارهم أعضاء منظمة إرهابية.


لكن في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة القوات الكردية، لا يوجد نظام قضائي معترف به لمحاكمة عناصر داعش، وفي شهر يناير الماضي ورد تقرير من منظمة الصحة العالمية بأن 29 طفلًا ماتوا بالمخيمات، وكان السبب الأساسي في ذلك هبوط درجة حرارة الجسم، وأن الازدحام الشديد بالمخيمات يؤدي إلى نقص في الطعام، والدواء، ومرافق الصرف الصحي.


المصدر أطفال "داعش" الأوروبيون.. أزمة إنسانية تحير القارة العجوز أطفال "داعش" الأوروبيون.. أزمة إنسانية تحير القارة العجوز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!