الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أوضاع كارثية للسوريين في تركيا ... غلاء المعيشة وكابوس الدولار

أوضاع كارثية للسوريين في تركيا ... غلاء المعيشة وكابوس الدولار
photo_2019-07-11_11-53-13

سارة ريحاوي - ليفانت 


شهد الإقتصاد التركي عدة أزمات منذ اندلاع الثورة السورية وبدء تدفق اللاجئين السوريبن إلى الأراضي التركية إذ أثر ذلك وبشكل كبير على معيشة واستقرار السوريين فالإلتزامات اليومية وصعوبة تأمينها صارت هما يضاف إلى قائمة لاتنتهي تبدأ في صعوبة إيجاد عمل ودخل جيد وتنتهي بارتفاع أسعار السلع يوما بعد يوم .


السوريون ... فرق عملة


وكما يروي العم "يحيى الخليف" لمجلة "ليفانت" وهو أحد البائعين في سوق لتجمّع السوريين في أنطاكيا "سوق حلب": الدولار أصبح كابوساً بالنسبة للعاملين، وبالأخصّ اصحاب الأعمال الحرّة والذين لايملكون أية تأمين على أنفسهم، وكما يعرف التأمين باسم "السيكورتا"، واليي تمنح للعاملين الأتراك حصرياً،  وفي حالة المرض، وبذلك يبقى راتب العامل كما هو .


وأضاف نحن بائعون متجولون  ولا علاقة لنا بالدولار، دخلنا محدود وقوتنا اليومي يتناسب مع أسعار سلع معينة ..فربطة الخبز الواحدة تهبط إلى سعر 1،5 ليرة تركي، وعندما يرتفع الدولار تصبح 2،5 ليرة تركي. بالنسبة للعائلات، فهي بحاجة لـ 4 ربطات يومياً، أي ما يعادل 10 ليرات تركية فقط كمصروف لمادة الخبز وحدها، في حين لا تتجاوز أجرة العامل السوري 30 أو 40 ليرة يومياً، يحمل هذا المبلغ البسيط أعباءً كبيرة فإذا أردنا تقسيمه على مصاريف المسكن والفواتير والملبس والطعام، فلن يستطيع سدّ النصف حتى، حيث تحتاج العائلة المتوسطة إلى 70 ليرة يومياً، وهذا دخل متوسط وليس بدرجة الرفاهية . 


واقع مرير


"رجاءً عمو لا تصورينا" بلهجة عامية قالها (حج محمد)، وهو لاجئ سوري مسنّ، دفعته الظروف والأقدار كآلاف غيره ليترك منزله ويلجأ إلى تركيا، بسبب الحرب في حديث لـ "ليفانت نيوز": "عمو نحنا كنا نقيم في بيت وغادرناه قبل شهر، كنت أسكن مع ابنتي  ذات الـ 9 أعوام و ابني  الشاب ذو العشرين عاماً وزوجتي المريضة ذات الـ 55 عاماً، كنا نستأجر منزلاً بـمبلغ 300 ليرة ولم يكن يشبه المنازل سوى بالاسم فقط، فعندما حان وقت النسليم أفرغوه من بعض الأشياء المرمية، حيث يسمى لديهم بـ  (منزل الكراكيب) فافرغوهلنا وأقمنا فيه بضعة أعوام فيه، وذلك لكون ابني الشاب وحده من يعمل ويقوم بأعباء المنزل ومصاريف العائلة، رغم أن دخله من العمل لا يتعدى  250 ليرة أسبوعياً، وتنقسم إلى الآجار والفواتير والطعام والتزامات لاتنتهي .


يتابع: "منذ حوالي الشهر أصيب ابني بإصابة بليغة خلال عمله، حيث سقط من على سلم مخصص لنقل مواد البناء وهذا ما تسبّب له بكسرٍ في القدمين،فقام رب عمله بنقله إلى المشفى ثم اتصل بنا دون أن يدخله  كي لا يسألوه عن السبب.. وعن مكان الواقعة..، فالسوريون في تركيا لا يملكون إذونات عمل وذلك بسبب رفض السلطات منحهم إياها،إلا في حال كانوا حاملين لإقامات العمل، وليس بطاقات لجوء، وفي هذه الحالة لا يستطيع رب العمل التصريح عن هويّته كي لا يتعرض للمساءلة".


تلاعب على القانون


أتاحت مسألة تشغيل السوريين بشكل مخالف الفرصة لأرباب العمل للتلاعب على القانون، حيث يجير قانون العمل التركي رب العمل على التكفل بعامله في حال وقوع الإصابة أثناء العمل، في حال كان العامل مسجلاً لدى (التأمينات الاجتماعية) المعروفة باسم (السيكورتا)، وهذا بحد ذاته دفع الغالبية للتملّص من أية التزامات في حال إصابة أحد العمال السوريين، الذين يعملون مجبرين دون وثائق عمل، حيث أكد (الحاج محمد) في حديثه لـ "ليفانت نيوز"، أن "رب عمل ابنه منحه مبلغ 200 ليرة تركية فقط لقاء عمل ابنه ليومين بدلاً عن أسبوع كامل، وأنّ هذا أقصى ما قدمه، فيما أدى انقطاع ابنه عن العمل لتراكم الديون على العائلة،، وأولها آجار المنزل لتجد العائلة نفسها في النهاية في الشارع .


رفع في أسعار الخدمات


من المزمع دخول قرار هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية برفع أسعار الكهرباء حيّز التنفيذ، اعتباراً من مطلع الشهر القادم، حيث قامت الهيئة في وقت سابق برفع أسعار الكهرباء بنسبة 14،98 في المئة مع بداية هذا الشهر، كما أجرت اجتماعاً لمناقشة مطالب شركات توليد الطاقة في القطاعين العام والخاص، وعلى رأسها شركة توليد الكهرباء، فيما يتعلق بزيادة تكاليف الإنتاج المترتبة عليها، إذ  يسري القرار على القطاعات السكنية والتجارية والصناعية، بالإضافة إلى زيادة في أسعار أجرة المنازل بنسبة 25%، خلال الشهرين الماضيي،ن وازدياد أسعار السلع الغذائية، ضعف ما كانت عليه وبالأخص المزروعات ..


أوضاع كارثية للسوريين في تركيا ... غلاء المعيشة وكابوس الدولار


أوضاع كارثية للسوريين في تركيا ... غلاء المعيشة وكابوس الدولار

العلامات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!