-
إقصاء البطل الحقيقي لفيلم الرجل الذي باع ظهره
يروي الفيلم، الذي شاركت فيه الفنانة العالمية "مونيكا بيلوتشي"، قصة اللاجئ السّوري الذي خرج من بلاده لاجئاً إلى لبنان، ليلتقي بفتاة أحلامه، إلا أنّ ظروفه حالت دون زواجه منها، فيما تزوجت هي وسافرت. الرجل الذي باع ظهره
يقرّر بعدها السوري عقد صفقة مع أحد الفنانين التشكيليين، ليبيع ظهره ويحوّله إلى لوحة فنية متنقلة تكون بمثابة التأشيرة التي ستوصله مجدداً إلى حبيبته في أوروبا.
بطل الفيلم الحقيقي
للحديث حول سرقة قصة الفيلم، كشف الفنان السوري لمجلة "ليفانت اللندنية"، وسيم عبد المجيد، عملية احتيال تعرّض لها في الفيلم الذي وصل إلى الأوسكار، حيث تمّ استيحاء الفيلم من قصّته الشخصية، إلأ أنه تمّ إقصاؤه في النهاية.
قال "عبد المجيد" إنّه في عام 2007، تعرض لعدّة مشاكل في أوراقه الرسمية، من هوية شخصية وغيرها، وعلى إثرها فقد كافة حقوقة المدنية، واستمرت المشاكل تعترضه لمدة 3 سنوات، حيث امتدت حتّى عام 2011.
وأضاف الفنان السّوري، أنّ هذه المشاكل أصبحت تشكّل هاجساً له، فقد تحوّل إلى إنسان غريب داخل وطنه، ولا يمتلك أيّة وثيقة يستطيع استخدامها حتّى في الأمور الصغيرة، كاستئجار السيارات وغير ذلك.
اندلاع الثورة السورية
بعد اشتعال شرارة الثورة السورية، عام 2011، وصدور عفو من قبل النظام السوري، استفاد الفنان "عبد المجيد" من العفو الصادر، وتمكّن من وضع محامٍ، للمرة الأولى، حيث تمكن من استرجاع هويته ودفتر الخدمة الإلزمية، واستطاع الفنّان، وهو في عمر الثلاثين، آنذاك، استخراج جواز سفر سوري، مكّنه من مغادرة الأراضي السورية، متجهاً إلى "دبي" للمرة الأولى.
وبعد مرور 3 سنوات على عمله مع شبكة إم بي سي، بعدة مسلسلات، التقى الفنان بالمخرجة التونسية في مهرجان دبي السنيمائي.
عملية الإقصاء
بعد تعارف مع المخرجة التونسية "كوثر بن هنية"، دار حديث بينهما، حيث حدّثها عن المشاكل السابقة التي عانى منها، فأعجبت الأخيرة بالقصة.
وبحسب الفنان السوري، فإنّه تم الاتفاق بينهما على العمل في فيلم "الرجل الذي باع ظهره" سوياً، إلا أنّ المخرجة التونسية ما لبثت أن أخرجته من المشهد لاحقاً بأكمله.
وساهم في الكتابة وتم التوقيع مع شركة فرنسية، لكنه اكتشف لاحقاً أن العقد قد تم فسخه من قبل المخرجة التونسية وتم التوقيع على عقد جديد.
وأكد "وسيم" كتابته كافة تفاصيل الفيلم، جنباً إلى جنب برفقة المخرجة التونسية، مشيراً إلى علاقة حب جمعت بينهما.
وأوضح الفنان السوري، أنّه تزوج من المخرجة "كوثر"، كاشفاً وجود مراسلات مع وزارة الثقافة الفرنسية، وحصوله على إقامة "فنان" في فرنسا. وحضر برفقة المخرجة عدّة مهرجانات وورشات عمل تدعم إنتاج الأفلام المستقلة.
وحصل الفيلم في بداياته على دعم الكتابة والتطوير، في أكثر من مهرجان، في السويد وفرنسا وبلجيكا، وعند اكتمال العمل بعد الزواج مع "كوثر"، المخرجة التونسية، بدأت الأشياء تتغير.
ولفت إلى وجود تحرك مع بعض الأصدقاء والجمعيات التي تمتلك صلات متينة، بحقوق الإنسان، وحقوق اللاجئين، بشكل عام، في أوروبا.
ويجري، الآن، بناء ملف قانوني بالاشتراك مع بعض المحامين مرفقة بالعقود، لإثبات مشاركته المبدئية في كتابة الفيلم، وأكدّ تشبثه بالحفاظ على حقه الأخلاقي والفني، لأنّه اكتشف أنه كان عبارة عن مختبر فني تم استغلاله، عاطفياً وجسدياً وروحياً، وفي نهاية المطاف طرد من فرنسا، وتأثرت حياته بالكامل جرّاء هذا الموضوع.
إلا أنّه حصل على فيزا عبر المخرج العالمي الأميركي، مايكل مور، وغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً أنّ الموضوع الآن يتم بتّه من قبل القضاء الفرنسي.
وختم "عبد المجيد" في نهاية حديثه، أنه حضر الفيلم في لوس أنجلوس، وأنه سعيد جداً بالعمل، لكنّه حزين في الوقت ذاته بخصوص المشاكل التي واجهته على المستوى الأخلاقي والفني. الرجل الذي باع ظهره
يشار إلى أنّ السوري "وسيم عبد المجيد" فنان مسرحي، لديه الكثير من الأعمال الفنية في سوريا، وهو ابن الأستاذ الإعلامي "عبد المعين عبد المجيد".
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!