الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
إنزال مصياف… ماذا حدث ليلة التاسع من أيلول؟!
إنزال مصياف… ماذا حدث ليلة التاسع من أيلول؟!

قصفٌ عنيف على مصياف، المدينة الوادعة الواقعة على أطراف حماه غرب سوريا، والتي نالت شهرتها من قلعتها، ستكون الليلة على موعد مع شهرة جديدة، تملأ الدنيا وتشغل الناس لأيام

إنه يوم الأحد الثامن من أيلول (سبتمبر)، الساعة 11:30 ليلاً، 6 من الضباط الإيرانيين -خبراء البحوث العلمية- والعاملين في مشروع تأهيل مركز البحوث العلمية بمصياف بالقرب من جبل الزاوية، ومعهم 5 ضباط أمن سوريين مرافقين لهم -الضباط المنتدبين من شعبة المخابرات العسكرية والمكلفين بحمايتهم-، واثنين من مهندسي مركز البحوث، يتناولون عشاءهم في مطعم نبع الشرار الجبلي بالقرب من مدينة مصياف.
ما كان لأي حَدَث أن يخرق صفاء هذه السهرة المتوقع استمراها حتى ساعات الصباح، إلا قصف إسرائيلي متواصل لمدة ساعة، تخلله ضرب عدّة حواجز برشاشات ثقيلة عبر حوامات، ومعهم مجموعة على الأرض بانتظار ساعة الصفر.

استهدفت المقاتلات الجوية في البداية مركز البحوث القريب من جبل الزاوية، وبعد دقائق استهدفت عدة حواجز على محورين: محور مصياف - وادي العيون، ومحور مصياف الدائري حيث مطعم نبع الشرار الذي تُمضي فيه المجموعة سهرتها العامرة.


في هذه الأثناء، وبينما كان الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف مركز الزاوية والمحورين، ومروحية تحوم في المكان لتأمين عملية خطف الضباط الإيرانيين، وأخرى تهبط فوق المطعم تماماً… غادر ضابط سوري برتبة عميد المكان على الفور، صحبة سائقه ومرافقه، بينما بقي ضابطان سوريان لتأمين الضباط الستة الإيرانيين، المزمع نقلهم لضاحية مصياف السكنية بعد تأمين الطريق.

اقرأ المزيد:  حصار مشدد على زاكية من قبل قوات النظام دون اتفاق لفكه

إلا أن اشتباكاً وقع بين مرافقة الضباط الإيرانيين ومرافقة العقيد الذي بقي مع الإيرانيين، قُتل فيه 4 ضباط إيرانيين مع مرافقتهم وبعض مرافقة العقيد، فقام العقيد ومعه صف ضابط متطوع من مرافقته بخطف الضابطين الإيرانيين الذين مازالا على قيد الحياة من الضباط الستة.
نعم! المجموعة التي نفّذت مع الإسرائيليين ساعة الصفر على الأرض، كانت عقيد وصف ضابط سوريْيَن، والمروحية التي هبطت المطعم أقلتهم مع الضابطين الإيرانيْيَن إلى تل أبيب، والأربعة وصلوها بسلام.

بعد ساعة من مغادرة المروحية، وصلت عناصر النظام واستخباراته إلى مكان الإنزال سيراً على الأقدام، وكان لايزال بعض عناصر المرافقة على قيد الحياة، فتم اعتقالهم والتحقيق معهم.
ومما تسرّب من إفادات العناصر خلال جلسات التحقيق، أن الضابط وصف الضابط هم من أطلقوا النار على المرافقة فور وصول المروحية الإسرائيلية إلى الأرض، وهم من اختطف الخبراء الإيرانيين , ثم ركبوا الطائرة معهم بكل هدوء.

بموجب التحقيقات، داهمت المخابرات العسكرية بيت الضابط في منطقة حلب الجديدة ولم تجده، ولم تجد عائلته التي غادرت سوريا منتصف شهر تموز (يوليو) إلى لبنان، ومنها بزورق صيد إلى إسرائيل، ثم إلى الولايات المتحدة بعد حصولهم على (Travel Document).
وداهمت أيضاً منزل صف الضابط في قرية رباح بريف حمص، واكتشفت أنه عازب، فاعتقلت والده.

لكن لماذا الإنزال في منطقة ضربتها إسرائيل عشرات المرات ولم يبقى منها شيء؟!
ربما أرادت إسرائيل مساومة إيران بطريقتها الخاصة، تخطف شخصيات إيرانية مهمة، فتصبح مبادلة المخطوفين الإيرانيين لدى إسرائيل، بالمخطوفين الإسرائيليين لدى حماس أسهل.


إنها الرغبة الإسرائيلية في التفاوض مع مشغلي حماس، لا مع حماس نفسها!

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!